حذَّرت مجموعة التغذية العالمية، الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024، من أن طفلاً واحداً من بين كل 6 أطفال دون سن الثانية، يعاني من سوء التغذية الحاد في شمال قطاع غزة، مؤكدة أن ارتفاع معدلات سوء التغذية في القطاع يهدد حياة الأطفال وصحتهم.
وفقاً لدراسة أعدتها مجموعة التغذية العالمية، فإن سوء التغذية الحاد وارتفاعه بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة، يعتبر تهديداً خطيراً لصحتهم.
أصبحت المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب شحيحة للغاية وانتشرت الأمراض، ما يؤثر على تغذية النساء والأطفال ومناعتهم، ويؤدي إلى زيادة في حالات سوء التغذية الحاد، وفقاً لفحوصات مجموعة التغذية العالمية.
خلصت الفحوصات أيضاً إلى أن نحو 5% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد في جنوب قطاع غزة، رغم أن المساعدات الإنسانية تتوفر بشكل أكبر هناك.
قال نائب المديرة التنفيذية لليونيسف في المجال الإنساني وعمليات الإمداد، تيد شيبان، إن “قطاع غزة على وشك أن يشهد انفجاراً في حالات الوفاة للأطفال التي يمكن تجنبها”.
وأضاف: “لقد حذَّرنا منذ أسابيع من أن قطاع غزة على شفا أزمة تغذية، إذا لم ينته النزاع الآن فإن تغذية الأطفال ستواصل الانخفاض، ما سيؤدي إلى حدوث حالات وفاة يمكن الوقاية منها، أو مشاكل صحية ستؤثر على أطفال غزة لبقية حياتهم، وستكون لها عواقب محتملة بين الأجيال”.
سوء التغذية الحاد يهدد أطفال قطاع غزة
وفقاً للتقديرات الأممية، فإن 90% من الأطفال دون سن الثانية و95% من النساء الحوامل والمرضعات يعانون فقراً غذائياً حاداً.
قال أكثر من 95% من الأسر إنهم قاموا بتقليص كمية الطعام التي يتلقاها البالغون لضمان حصول الأطفال الصغار على طعام يأكلونه.
يؤدي عدم كفاية مياه الشرب الآمنة فضلاً عن عدم كفاية المياه لأغراض الطهي والنظافة، إلى تفاقم سوء التغذية، في المتوسط كانت الأسر التي شملتها الدراسة تحصل على أقل من لتر واحد من المياه الصالحة للشرب للشخص الواحد في اليوم.
وفقاً للمعايير الإنسانية، فإن الحد الأدنى لكمية المياه الصالحة للشرب اللازمة في حالات الطوارئ هو ثلاثة لترات للشخص الواحد يومياً، في حين أن المعيار العام هو 15 لتراً للشخص الواحد، والتي تشمل كميات كافية للشرب والغسيل والطهي، وفقاً للدراسة.
أظهرت الدراسة أن ما لا يقل عن 90% من الأطفال دون سن الخامسة مصابون بمرض معدٍ واحد أو أكثر. وأصيب 70% بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفاً مقارنةً بخط الأساس لعام 2022.
قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن “الجوع والمرض مزيج مميت”، وأضاف “إن الأطفال الجائعين والضعفاء والمصابين بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، والأطفال المرضى، وخاصة المصابين بالإسهال، لا يستطيعون امتصاص العناصر الغذائية بشكل جيد، إنه أمر خطير ومأساوي ويحدث أمام أعيننا”.
اليونيسف قالت إنه “بدون المزيد من المساعدات الإنسانية، من المرجح أن يستمر الوضع الغذائي في التدهور بسرعة، وعلى نطاق واسع، في جميع أنحاء قطاع غزة”.
كما دعت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، إلى توفير الوصول الآمن والمستدام ودون عوائق، لتقديم المساعدة الإنسانية المتعددة القطاعات بشكل عاجل في جميع أنحاء قطاع غزة.