عادة ما تختبر النساء، في الأربعينيات من العمر، أعراضا وتغيرات جسدية ونفسية ذات صلة بانقطاع الطمث، وسط فزع البعض من تلك التغيرات ومحاولة فهم أجسادهن والتغيرات الهرمونية والفسيولوجية.
إزاء ذلك، تسمح اختبارات منزلية، ظهرت قبل سنوات قليلة، بالتحقق مما إذا كانت الأعراض، مثل الهبات الساخنة مرتبطة بانقطاع الطمث أم لا. ولكن هل تعد تلك الاختبارات دقيقة ولماذا يحذر منها بعض الأطباء؟
اختبارات انقطاع الطمث
خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، تبدأ النساء تجربة التقلبات الهرمونية. تسبب هذه التقلبات الهرمونية، فترات حيض غير منتظمة وأعراضا أخرى بما في ذلك هبات ساخنة ومشاكل في النوم.
وفي فترة انقطاع الطمث تتوقف الدورة الشهرية الطبيعية لمدة 12 شهرا نتيجة توقف عمل المبيضين، ويحدث انقطاع الطمث، عادة، ما بين سن 45 إلى 50 عاما، لكنه قد يختلف من امرأة إلى أخرى.
وعلى غرار اختبارات الحمل المنزلية، تنتج بعض الشركات اختبارات منزلية للكشف عن مرحلة انقطاع الطمث. تتكون تلك الاختبارات من شرائط “اختبار البول” لاستخدامها على مدار 10 أيام وتسجيل المعلومات في تطبيق هاتفي يعمل على إعداد تقرير عن حالة انقطاع الطمث.
ويعمل الاختبار على التحقق من مستويات “الهرمون المنبه للجريب” في البول، وهو هرمون تفرزه الغدة النخامية ويعمل على تنظيم الدورة الشهرية لدى النساء وإنتاج البويضات من المبيض.
وتشير نتائج الاختبارات المنزلية إلى ما إذا كانت مستويات الهرمون المنبه للجريب مرتفعة أم منخفضة، وما إذا كانت المرأة في فترة انقطاع الطمث أو قريبة من انقطاع الطمث.
الأعراض
تستخدم اختبار انقطاع الطمث لتحديد ما إذا كانت الأعراض جزءا من انقطاع الطمث أو مرتبطة بحالة أخرى. وتشمل قائمة تلك الأعراض:
- فترات الحيض غير المنتظمة.
- الهبات الساخنة.
- مشاكل النوم.
- جفافا أو تهيجا أو إفرازات.
- تقلب المزاج.
- صعوبة في التركيز.
ووفقا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، فإن الاختبارات المنزلية لانقطاع الطمث تناسب النساء اللاتي يعانين من فترات حيض غير منتظمة، وهبات ساخنة، ويريدن التحقق مما إذا كانت هذه الأعراض قد تكون بسبب انقطاع الطمث.
ومع ذلك، تنص إدارة الغذاء والدواء، أيضا، على أن هذه الاختبارات لا تخبر المرأة بشكل قاطع ما إذا كانت في مرحلة انقطاع الطمث أو فترة ما حول انقطاع الطمث.
هل الاختبارات المنزلية دقيقة وفعالة؟
في مقال على موقع مجلة “تايم” شككت مديرة مركز مايو كلينيك لصحة المرأة والمديرة الطبية لجمعية انقطاع الطمث، تيفاني فوبيون، في أهمية اختبارات الحمل المنزلية، وضرورتها خلال المرور برحلة انقطاع الطمث، بل أيضا شككت في دقتها.
وأوضحت فوبيون، أنه نظرا لأن مستويات الهرمون المنبه للجريب ترتفع وتنخفض أثناء الدورة الشهرية، فإن اختبارات الهرمون المنبه للجريب في المنزل لا يمكنها تأكيد ما إذا كانت المرأة في مرحلة انقطاع الطمث أم لا.
وقالت فوبيون، إنه قبل الوصول إلى مرحلة انقطاع الطمث، يمكن أن تواجه المرأة فترات متفاوتة من النزيف غير المنتظم، والذي يستمر أحيانا لسنوات، وقد تفوت المرأة 3 دورات شهرية، ثم تأتي إليها الدورة الشهرية لبضعة أشهر، ثم تتخطى عدة فترات مرة أخرى.
وأضافت أنه خلال هذا الوقت من الدورة الشهرية غير المنتظمة، قبل أن تتوقف الدورة الشهرية تماما، يمكن أن يتقلب مستوى هرمون المنبه للجريب بشكل كبير، مما يصعب قياسه.
وأكدت فوبيون أن مستويات الهرمون يمكن أن تختلف بشكل كبير خلال دورة كل امرأة، وكذلك بين النساء المختلفات، مستنكرة الفائدة من الاختبارات المنزلية. وشددت على أن تشخيص انقطاع الطمث ومراحله هو تشخيص سريري في المقام الأول يحدده الطبيب.
وقالت فوبيون إنه حتى لو استخدمت المرأة الاختبار لتعلم أنها في فترة ما حول انقطاع الطمث، فإن النتائج لا تخبرها متى ستصل فعليا إلى مرحلة انقطاع الطمث، مشددة على أن الأمر الأكثر إلحاحا بالنسبة للنساء خلال هذا الوقت هو معالجة الأعراض لديهن.
كيف تتعاملين مع تغيرات انقطاع الطمث؟
لا يمكن الهروب من حالة انقطاع الطمث والمرور بأعراض قد تكون مزعجة للكثيرات، ولأن الأمر حتمي، يجب على المرأة الاستعداد له، وبجانب المتابعة الطبية، يمكنها التقليل من حدة الأعراض المصاحبة لتلك المرحلة من خلال عدد من الخطوات:
التخفيف من حدة الهبات الساخنة، ويكون ذلك من خلال المواظبة على الاستحمام بماء بارد، وارتداء طبقات من الملابس القطنية، والجلوس في مكان جيد التهوية، وشرب الماء والمشروبات الباردة، والابتعاد قدر الإمكان عن المشروبات الساخنة والتوابل الكثيرة في الطعام.
التغذية المتوازنة، ويكون ذلك من خلال تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. وتقليل الدهون المشبعة والزيوت والسكريات.
ممارسة الرياضة بانتظام من أجل الحماية من أمراض القلب والسكري وهشاشة العظام المرتبطة بالتقدم بالعمر.
تحسين جودة النوم، وذلك من خلال التوقف عن تناول الكافيين في المساء، وتقليل التعرض للشاشات قبل النوم، ومن الممكن عمل روتين ليلي، مثل الاستحمام والقراءة قبل النوم.
ممارسة تمارين الاسترخاء، إذ تساعد تقنيات مثل التنفس العميق والتدليك والاسترخاء في علاج أعراض انقطاع الطمث، لأنها تعمل على استرخاء العضلات.
ممارسة تمارين قاع الحوض، إذ من الممكن أن تساعد تمارين عضلات قاع الحوض “كيغل” على التخفيف من حدة أعراض انقطاع الطمث.
الفيتامينات والمكملات الغذائية، فعادة ما تحتاج النساء في تلك الفترة عددا من المكملات الغذائية والفيتامينات كالكالسيوم وفيتامين “د”، لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي فيتامينات.