دول تتسابق بمجال الأسلحة المغشوشة! بريطانيا استثمرت في إنتاج سلاح مزيف لخداع أعدائها في الحروب

قالت صحيفة The Times البريطانية إن الجيش البريطاني يعمل على ابتكار طرق مستحدثة لخداع أعدائه في ساحة المعركة، منها استخدام دبابات وهمية، ومنظومات دفاع جوي هوائية تتخذ قوامها بالنفخ، وغير ذلك من الفخاخ الخداعية، لمراوغة الطائرات المسيَّرة واستدراجها للهجوم على أهداف مزيفة.

يأتي ذلك بعد أن استخدمت كل من القوات الروسية والأوكرانية في حربهما الجارية الدبابات القابلة للنفخ، وقاذفات الصواريخ الخشبية، والطائرات المزيفة، حتى وصف مصدر عسكري أوكراني الأمر بالقول: إن الحرب شهدت “سباق تسلح خداعي”.

أسلحة مغشوشة في بريطانيا

الجنرال جيم هوكنهول، أحد كبار القادة العسكريين في بريطانيا، قال إن الحرب في أوكرانيا أوضحت للقوات المسلحة البريطانية أنها تحتاج إلى تغيير الطريقة التي تقاتل بها لتحسين قدرات الاختباء وإخفاء الأسلحة والمعدات، وتجنُّب هجمات الطائرات المسيَّرة التي كشفت عن فاعلية كبيرة على خطوط المواجهة.

وضرب هوكنهول مثالاً على التغييرات المطروحة بالقول إن الجيش البريطاني كان ينشر عادة 14 دبابة معاً في تشكيل الدبابات المدرع، أما في المستقبل فسيعمل الجيش على تفريق هذه الدبابات، حتى يصعب على العدو تحديد مواقعها، ثم التدرب على تجميع القوات من مواقع مختلفة لشنِّ الهجمات الكبيرة.

واستخدمت أوكرانيا الفخاخ الخداعية لاستدراج القوات الروسية إلى إهدار صواريخها وطائراتها المسيَّرة الباهظة الثمن في الهجمات على أهداف وهمية، واستعملت القوات الأوكرانية من أجل ذلك بقاذفات صواريخ خشبية، ومدافع هاوتزر مصنوعة من الأنابيب، وأنظمة رادار مصنوعة من براميل النفط. وقيل إن روسيا أهدرت ذخيرتها في إحدى الهجمات على مقاتلة مزيفة من طراز “سوخوي 25”.

فيما استخدمت روسيا كذلك الفخاخ الخداعية، إذ نشر اللواء الميكانيكي 116 في أوكرانيا العام الماضي مقطع فيديو لدبابةٍ روسية هوائية من طراز “تي 72” تتخذ قوامها بالنفخ لتبدو كدبابة حقيقية. وتذهب بعض التقارير إلى أن موسكو نشرت منظومات دفاع وأسلحة مزيفة كثيرة في شبه جزيرة القرم.

ويُقال إن الجيش البريطاني صمم بالفعل دبابات “تشالنجر” هوائية قابلة للنفخ، ومنظومات دفاع جوي قابلة للنفخ، ويسعى الآن إلى إنشاء فخاخ خداعية أكثر تعقيداً، باستخدام المعدن والبلاستيك.

ويتحرى الجيش البريطاني كذلك عن أساليب تمويه جديدة، والوسائل التقنية التي تساعد في تقليل البصمة الحرارية، حتى لا تتمكن الطائرات المسيَّرة من رصد قواته.

واستخدمت القوات البريطانية أساليب خداع مماثلة خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، فاستعملت دبابات قابلة للنفخ لإيهام الألمان في الحرب العالمية الثانية بأن قوات الحلفاء لديها عدد أكبر من الدبابات، ولجأت كذلك إلى حيل مختلفة لإخفاء استعداداتها العسكرية لمهاجمة القوات الألمانية.