غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

أخبار

لدينا حلم اسمه فلسطين.. عقيلة أردوغان تنتقد جرائم الاحتلال في غزة وتؤكد: لن نتعب من دعم الفلسطينيين

نتائج الثانوية العامة

أشارت أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي، في مقابلة مع مجلة “نيوزويك” الأمريكية، الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إلى تواصل الجهود الرامية لتفعيل القضايا التي ناقشتها قمة إسطنبول مؤخراً بمشاركة عقيلات رؤساء دول وحكومات حول مستجدات حرب الاحتلال الإسرائيلي المدمرة على قطاع غزة، مؤكدةً بالقول: “لن نتعب ولن نستكين لأن لدينا حلماً اسمه فلسطين”.

وقالت أردوغان في سؤال الصحفي حول تقييمها للوضع في غزة في خضم الحرب، باعتبارها مشاركة في العديد من المشاريع الاجتماعية وخاصة المتعلقة بالمرأة والأطفال: “للأسف، شهدت البشرية خلال آخر ربع قرن العديد من الحروب والصراعات والدمار. إن جزءاً كبيراً من هذه الأزمات الإنسانية حصلت في المناطق المجاورة لنا، حدث ذلك في جغرافيتنا المجاورة مثل البوسنة وسوريا وأوكرانيا وليبيا”.

مضيفة أن هناك حقيقة مؤلمة تظهرها لنا كل هذه الصراعات، وهي أن النساء والأطفال يتأثرون بشكل مباشر وغير متناسب بكل السلبيات التي تخلقها تلك الصراعات، وهو ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، حيث تعاني النساء والأطفال من الهجمات التي يشنها الاحتلال منذ أكثر من شهر.

وتابعت في جوابها: “جميعنا نشعر بالرعب والقلق الشديدين عندما تمطر إسرائيل الرصاص والقنابل على المدنيين في فلسطين، هذه أعمال عنف لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث”.

جرائم الاحتلال في غزة 

وتحدثت زوجة الرئيس التركي عن حصيلة الشهداء في غزة مشيرة إلى أنه منذ بدء الحرب قُتل نحو 11 ألف فلسطيني، 73% منهم نساء وأطفال متساءلة: “ما هو السبب الشرعي الذي يمكن أن يمنح دولةً ما حق في تحويل سطح مدينةٍ إلى جحيم لكل كائن حي، ويحول تحت الأرض إلى مقبرة جماعية للأطفال؟” وتابعت: “لست أنا من أقول ذلك فقط، بل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وأيضاً متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” جيمس إلدر”.

كما تحدثت عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان عن الوضع في غزة، قائلة إن 5 أطفال يُقتلون في غزة كل ساعة، ويولد 7 أطفال بين وابل القنابل، فيما قال طبيب يعمل في مستشفى الشفاء إن أصعب شيء هو كتابة “طفل مجهول X” على جثة طفل صغير ميت، وهو ما يلخص الرعب الذي يعيشه أطفال غزة.

وأضافت: “من كان يظن أننا في يوم من الأيام سنستخدم للأطفال مصطلح “المجهول” الذي يطلق على الجنود المجهولين؟!”

وتحدثت أردوغان عن استهداف الاحتلال الإسرائيلي  للمدارس والمستشفيات ودور العبادة ومرافق الأمم المتحدة وحتى الممرات الإنسانية، ما تسبب بسقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، كما تقصف 18 مستشفى من أصل 35 مستشفى في قطاع غزة. إذ باتت هذه المستشفيات غير صالحة للعمل بسبب هجمات إسرائيل وندرة الموارد على حد قولها.

مضيفة في تصريحاتها: “بينما لا نزال نحمل في قلوبنا آلام الأطفال الخدج الذين فقدناهم عندما توقفت المعدات الطبية بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفيات، نعلم أن إسرائيل تستهدف وحدات العناية المركزة بشكل مباشر. كما استهدفت مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية الذي بنته تركيا في غزة. وحتى المؤسسات الصحية التي تعالج مرضى السرطان راحت ضحية القصف الإسرائيلي”.

مشيرة أنه لسوء الحظ لا يوجد مكان آمن في المنطقة لسكان غزة الذين اضطروا للهجرة القسرية (من شمال القطاع إلى جنوبه) بغية إنقاذ حياتهم والبالغ عددهم 1.5 مليون نسمة، ومن بين هؤلاء نساء حوامل وأمهات مع أطفالهن وأطفال ذوو احتياجات خاصة.

كما أكدت أردوغان أن لكل طفل بغض النظر عن مكان ولادته، الحق في العيش في منزل آمن ودافئ والحصول على تعليم جيد ورعاية صحية جيدة. مضيفة: “نحن نؤمن أنه ينبغي ألا يكون هناك أي فرق في الوصول إلى الحقوق والفرص بين أطفال فلسطين وأطفال أوكرانيا أو أوروبا أو أمريكا أو تركيا أو غيرها من البلدان”.

تحركات تركيا لتخفيف معاناة الفلسطينيين

وقالت أمينة أردوغان إن ما يحدث في غزة ليس حرباً بل هي دولة تتصرف وفق ردود فعل تنظيمية وتنتهج أسلوب العقاب الجماعي بأسلحتها التكنولوجية الحديثة دون التمييز بين الرجال والنساء والأطفال وكبار السن. موضحة: “أقول رد فعل تنظيمي، لأن هناك قانون تلتزم به الدول المتحضرة حتى في الحروب. غير أننا نرى إسرائيل تنتهك بشكل متهور أبسط مبادئ قانون الحرب في فلسطين، مثل عدم التمييز والرد المتناسب وعدم استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية”. مؤكدة أن إسرائيل ترتكب في فلسطين ممارسات ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وتنتهك القيم الإنسانية العالمية والقانون الدولي.

كما أكدت أنه لا يمكن النظر إلى هذه الوحشية باعتبارها مشكلة تخص فلسطين، أو بلدان المنطقة أو البلدان الإسلامية فقط. مضيفة: “علينا أن نسأل الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي والمسؤولين عن حماية السلام والنظام والأمن في العالم ومسؤولي الأمم المتحدة والدول الغربية التي تدعي أنها المدافعة عن القيم العالمية، ماذا تنتظرون لضمان وقف إطلاق النار وإيصال مساعدات إنسانية إلى المنطقة بشكل عاجل؟ ماذا تنتظرون لوقف هذه الأزمة التي تهدد أمن العالم أجمع؟”.

لدينا حلم اسمه فلسطين.. عقيلة أردوغان تنتقد جرائم الاحتلال في غزة وتؤكد: لن نتعب من دعم الفلسطينيين

وأشارت أردوغان إلى أنه تم فيه استهداف المدنيين بشكل علني وعلى نطاق واسع، وهناك أعضاء دائمون بمجلس الأمن قالوا لا لدعوة وقف إطلاق النار التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبينما التاريخ حافل بأمثلة على مجازر وحروب كبرى كان من الممكن منعها، على حد قولها. متسائلة: “لماذا تتهرب هذه الدول التي تمتلك القدرة على وقف الأزمة من تحمل المسؤولية؟”. وأضافت أردوغان: “أريد أن أقول بصراحة ووضوح لا توجد أيديولوجية ولا مصلحة سياسية ولا مكاسب اقتصادية أكثر قيمة من حياة شخص بريء.

ومن ناحية أخرى، أهداف الهجمات الإسرائيلية لم تقتصر على المسلمين والمساجد فقط، فالمسيحيون واليهود في غزة بالإضافة إلى أماكن عبادتهم ضحايا للقنابل الإسرائيلية”. مؤكدة أن كل صاحب ضمير في الشرق أو في الغرب يجب أن يصبح مدافعاً عن قضية فلسطين العادلة في مواجهة هذه المظالم الواضحة.

وأشارت إلى أنه في العديد من البلدان حتى لو كانت الحكومات لديها سياسة مختلفة، يجتمع الملايين من الناس في الشوارع والميادين والجامعات للرد على هذه الوحشية. لأن آلاف الأشخاص الذين لا نعرف ديانتهم، يُقتلون في فلسطين.

وتابعت: “نحلم بعالم لا نميز فيه المظلومين والأبرياء واللاجئين والمحتاجين على أساس الاختلافات الدينية أو اللغة أو العرق، نريد عالماً نتعامل فيه مع الجميع على قدم المساواة والعدل”. كما أكدت أردوغان أن تركيا قلبها ينبض من أجل الشعوب المضطهدة أينما وجدوا في العالم. ونحن مستمرون في بذل جهود مكثفة لوقف الهجمات بكل مؤسساتنا ووسائلنا”.

“صوت فلسطين إلى العالم” 

كما كشفت أردوغان أنها أجرت مكالمات هاتفية مع عقيلات قادة العديد من البلدان حول العالم وناقشنا ما يمكننا القيام به، خاصة فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة. وباعتبارهن  زوجات قادة، لديهن  صوت قوي على المستوى الفردي، وصوت أقوى عندما يجتمعن معاً. مضيفة: “لقد عقدنا قمة “قلب واحد من أجل السلام في فلسطين” في إسطنبول يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني، وقلنا إن أصواتنا يجب أن تكون صوت الفلسطينيين ونداء الإنسانية. وفي نهاية القمة، ظهرنا كزوجات 19 من القادة وممثلي البلدان أمام الصحافة العالمية ووجهنا نداء مشتركاً إلى المجتمع الدولي من أجل وقف فوري لإطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المنطقة”.

كما تحدثت أردوغان عن سياسة بلادها في التعامل مع أزمة أوكرانيا، مشيرة إلى أن أنقرة أحضرت في السابق قرابة 1500 طفل أوكراني إلى تركيا، بعضهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن تأثروا بالحرب، وما زلت تركيا تلبي جميع احتياجاتهم من خلال مؤسساتها. مشيرة إلى أنها بدأت نفس المبادرة مع وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية لجلب الأطفال الذين فقدوا أسرهم في غزة. مؤكدة أنها تتابع العملية عن كثب.

كما ذكرت أردوغان بإرسال تركيا حتى الآن 10 طائرات مساعدات إنسانية تجاوزت حمولتها 230 طناً إلى مطار العريش. كما تواصل استعداداتها لإرسال سفينتين مدنيتين للمساعدات الإنسانية إلى المنطقة.

وفي وقت سابق، وصل إلى مصر سفينة كبيرة تحمل 50 حاوية مليئة بمعدات المستشفيات الميدانية وإمدادات طبية وإغاثية أخرى. وتحمل السفينة التي غادرت إزمير مؤخراً حوالي 500 طن من مواد الإغاثة لتسليمها إلى غزة. وتضم السفينة معدات وأدوية وأجهزة طبية و8 مستشفيات ميدانية و20 سيارة إسعاف ومستلزمات طبية أخرى.

وأكدت أردوغان أن بلادها ستواصل جهودها لتقديم كافة أنواع الدعم للشعب الفلسطيني في نطاق جهود المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن تركيا هي الدولة الأساسية في حل الأزمات والمشاكل في المنطقة.

كما وجهت أردوغان رسالة قالت فيها: “أريدكم أن تعلموا أننا مصممون على بذل كل ما بوسعنا لضمان أن يعيش الفلسطينيون بحرية وأمان في أرضهم. إننا نتوقع، وينبغي لنا أن نتوقع نفس الحساسية والنهج ليس فقط من المسلمين، بل أيضاً من كل دولة تتمتع بالضمير”.

المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بغزة 

وعن المساعدات المقدمة لغزة قالت أردوغان أنه: “خلال 40 يوماً فقط، أسقطت أكثر من 25 ألف طن من القنابل على غزة التي يعيش فيها 2.5 مليون نسمة وتبلغ مساحتها 365 كيلومتراً مربعاً، وهي المدينة التي بها أكبر عدد سكان في العالم من حيث المساحة. هذه الكمية من القنابل تعادل قنبلتين ذريتين”.

كما أشارت إلى أن مناقشة إرسال المساعدات الإنسانية إلى مثل هذه المنطقة التي لا تعمل فيها المستشفيات والبنية التحتية، ولا يوجد مكان للمأوى فيها، تظهر افتقاراً خطيراً إلى المنظور الضميري.

كما نوهت عقيلة الرئيس التركي إلى إن المساعدات الإنسانية التي تعارضها إسرائيل بسبب ادعاءاتها غير الواقعية والتي لا أساس لها من الصحة بأنها تذهب إلى “حماس”، ليست خياراً بالنسبة للفلسطينيين الأبرياء الذين تستهدفهم، بل هي مسألة حياة أو موت. مضيفة: “إذا لم تكن لدى إسرائيل خطة لإجبار الفلسطينيين في غزة على الهجرة ومن ثم اغتصاب أراضيهم، وإذا كانت ترغب في العيش بسلام مع الفلسطينيين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والاتفاقات الموقعة حتى الآن، فينبغي عليها أن تظل ملتزمة بحماية حقوق الفلسطينيين أكثر من كراهيتها لحماس”.

كما انتقدت أردوغان التصريحات التي صدرت على أعلى المستويات في إسرائيل والهجمات التي نفذت بادعاءات كاذبة، وجرائم الحرب التي ارتكبوها حتى الآن، مؤكدة أن ما حدث يظهر أن أن إسرائيل تسعى إلى الحرب والصراع والمكاسب السياسية والعسكرية بدلاً من السلام. وتابعت: “إنهم يظهرون عقلية تمييزية وانتقامية وبغيضة تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم ​​تماماً وتقلل من قيمة أولئك الذين ليسوا مثلهم”.

واستذكرت أردوغان تصريحات وزير الدفاع لدى الاحتلال الإسرائيلي عندما وصف الفلسطينيين بالحيوانات، مضيفة أن ووسائل الإعلام الغربية لا تناقش الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الأشخاص بقدر ما تناقش إمكانية وصول المساعدات الإنسانية المرسلة إلى فلسطين، ليد حركة “حماس”.

وواصلت في تصريحات أنه إذا كان العالم يسعى لسلام عادل ودائم ومستدام يجب أن يقدم للشباب الفلسطيني إمكانية تحقيق مستقبل كريم وإنساني، بدلاً من وضعهم بين خياري الموت أو القتل.

مضيفة: “أي نوع من الحلم في المستقبل يمكن أن يكون لطفل دمرت الصواريخ منزله، وتعرضت منشأة الأمم المتحدة التي لجأ إليها للقصف، وفقد أسرته في الهجمات، وليس لديه مكان آمن يذهب إليه، ولا يستطيع حتى العثور على مأوى أو مستشفى ليتعالج فيه”، متسائلة: “كيف يمكن أن يكون رد فعل شاب شاهد كل هذه القسوة الرهيبة والذي حُرم من أبسط حقوق الإنسان؟ كيف يمكن لشاب فلسطيني محاط بالألم والخسارة والموت ألا يختار العنف رداً على ذلك؟”.

أمينة أردوغان أكدت أنه يجب الوقوف ضد العقلية المظلمة التي تعوض الخسارة الواحدة بقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص آخرين، والعمل على إحلال السلام العادل للجميع في المنطقة، مؤكدة أن سبيل ذلك واضح وهو إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعلى أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشارت إلى أن تركيا على استعداد للقيام بأي واجب يقع على عاتقها في هذه المرحلة، كما أكدت أن بلادها تسعى حالياً إلى القيام بدور قيادي في المبادرات مع المجتمع الدولي لوقف الأزمة الإنسانية في فلسطين وزيادة تعاوننا مع دول المنطقة، وخاصة مصر.

وفي هذا السياق، وبالتعاون مع المنظمات الدولية، قالت إن تركيا ستحشد كل الفرص المتاحة لنا لضمان وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن ومن ثم إعادة بناء غزة بطريقة يمكن أن تبشر بمستقبل مفعم بالأمل لأطفالها وشعبها.

الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي 

وعن دور واشنطن في الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، قالت أردوغان إنه في وضع مظلم مثل الوضع الذي نعيشه اليوم، ينبغي على جميع الجهات الدولية الفاعلة أن تعمل على ضمان وقف دائم لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن جميع المنظمات الدولية مثل مكاتب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية ومنظمات الصحة الدولية تؤكد خطورة الوضع الحالي في غزة.

مشيرة إلى أن تأجيج نار الصراع الذي يحرق الأطفال وإرسال المزيد من الأسلحة والمزيد من القنابل والمزيد من السفن الحربية إلى المنطقة، ما هو إلا تواطؤ في هذه المذبحة.

وتابعت أردوغان في تصريحاتها منتقدة الدعم الأمريكي للاحتلال: “إن الصواريخ التي ترسلها الولايات المتحدة إلى إسرائيل تستهدف المستشفيات والأطفال حديثي الولادة في حاضنات العناية المركزة والمدارس والمساجد والكنائس وسيارات الإسعاف التي تنقل المرضى ومخيمات اللاجئين. من يستطيع أن يدعي أن واشنطن لعبت أي دور مفيد في الصراع بعد تورطها في هذه الفظائع؟ وهل هناك أي مثل أعلى يمكن للولايات المتحدة والعالم الغربي أن يعدا به العالم بعد الآن؟

كما قالت إن الدعم الثابت لتل أبيب من قبل زعيم دولة تقدم نفسها كزعيم للغرب، يؤدي إلى تعميق العداء الإسرائيلي – الفلسطيني ويشكل تهديداً للسلام والنظام العالميين، مشيرة إلى أن زيادة الولايات المتحدة تواجدها العسكري في المنطقة، تصعد مخاطرة انتشار الصراع إلى لبنان وسوريا والمناطق المجاورة الأخرى، وتشجع إسرائيل على أن تصبح أكثر جرأة في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وزيادة محاولاتها لتهجير ملايين الأشخاص قسراً، وأضافت:”رغم كل هذا، لدينا أسباب لإبقاء الأمل حياً على المستوى العالمي. واليوم، ينمو لدى الرأي العام الغربي وعي سياسي ضد وحشية إسرائيل رغم كل محاولاتها الدعائية المباشرة وغير المباشرة، وتُنظّم مظاهرات كبيرة ضد إسرائيل في العواصم الغربية”.

وتحدثت أردوغان عن المظاهرات التي يشهدها العالم دعماً لغزة، واصفة إياها بصوت الضمير العالمي والذي لا يمكن إسكاته، مؤكدة: “إننا نتوقع من كل دولة تريد السلام العادل والدائم في المنطقة والعالم أن تستمع إلى هذا الصوت المتصاعد من الشعب بدلاً من إسكاته. ويجب عليهم حشد كافة الوسائل المتاحة لهم لوقف الصراعات.

توتر العلاقات بين أنقرة وتل أبيب 

وتحدثت أرودغان في تصريحاته عن تأزم العلاقات بين أنقرة وتل أبيب جراء حرب الأخيرة على قطاع غزة، قائلة إن موقف بلادها بشأن القضايا الإنسانية موقف مبدئي، كما أشارت إلى أن “تراجع العلاقات الدبلوماسية لهذا الحد مع دولة ترتكب مجزرة ممنهجة تستهدف الأطفال غير المفطومين وأمهات الأطفال والمدنيين دون تردد، وتعلن هذا الوضع دون أي علامات خجل، يجب أن يكون تطوراً متوقعاً لكل دولة لديها ضمير وحس وجداني.

وتابعت أردوغان قائلة إن تركيا تعتبر وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع بمثابة أولوية مهمة، مضيفة: “أرى أنه من واجب الإنسانية العمل على ضمان وصول منظمات المساعدة الإنسانية إلى غزة دون عوائق. وفي حين شبه متحدث مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة شمال غزة بالجحيم، فإن كل مبادرة مساعدات لا يمكن إيصالها إلى المنطقة يجب أن تشكل مشكلة ليس فقط للدولة التي تقدم المساعدات، بل للإنسانية جمعاء”.

كما طالبت باعتبارها أحد أعضاء المجتمع الدولي،  بإعطاء الأولوية لرفاهية السكان المدنيين في غزة وبأن تصل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين دون عوائق، مشيرة إلى أنه يجب ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل ذلك. وتابعت أن تركيا ستواصل موقفها المبدئي مهما كان، وستعمل على إرسال المساعدات الإنسانية لغزة تحت كل الظروف، وأعتقد أن الإنسانية ستنتصر في النهاية.

“لدينا حلم اسمه فلسطين” 

كما تحدثت أردوغان عن انتهاكات الاحتلال في غزة، قائلة إن إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر، مضيفة أنه “كان ينبغي لنا جميعاً أن نعتبر أن الخط الأحمر تم تجاوزه عندما أُسقطت الأسلحة الكيميائية على الأطفال، وعندما تم استهداف التجمعات المدنية، بما في ذلك منشآت الأمم المتحدة، وعندما صرخ عمال الإغاثة الإنسانية الذين كان علينا حمايتهم”.

وأشارت إلى أن أى موت شخص بريء يعادل “موت الإنسانية”. أي خط أحمر يمكن أن نتحدث عنه عندما ندفن إنسانيتنا مع إخواننا الفلسطينيين الذين يقتلون واحداً تلو الآخر؟ مضيفة: “وهنا علينا أن نسأل المجتمع الدولي: أين الخط الأحمر للإنسانية؟ ما هي عتبة الموت المتوقعة لوقف هذه الفظائع؟ إننا نواجه صمت المجتمع الدولي في مواجهة الهجمات المستمرة منذ أسابيع”.

كما أكدت أن تركيا سوف تدافع عن التفاهم العالمي الذي يحتضن الناس بالرحمة ويعتبرهم ذوي قيمة بطبيعتهم، بغض النظر عن لغتهم أو دينهم أو عرقهم. وستتخذ كل الخطوات اللازمة لبناء الثقة والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.

كما أكدت في ختام تصريحاتها: “لن نتعب ولن نتوقف؛ لأن لدينا حلماً اسمه فلسطين. نحلم برؤية الأطفال الفلسطينيين وهم يركضون على شواطئ غزة يداً بيد بغض النظر عن دينهم أو عرقهم. نحلم أن يتمكن أطفال الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة من تقاسم نفس المائدة بسلام وهدوء”.


شبكة الغد الإعلامية - مؤسسة إعلامية مُستقلة تسعى لـ تقديم مُحتوى إعلامي راقي يُعبّر عن طموحات وإهتمامات الجمهور العربي حول العالم ونقل الأخبار العاجلة لحظة بلحظة.

منشورات ذات صلة