حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من أن التكتل يواجه مشاعر “عداء متزايدة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي بل خارجه أيضاً”، بسبب اتهامات بالتحيز لإسرائيل وازدواجية المعايير بشأن الحرب في غزة.
وقال بوريل إنه يخشى أن يؤدي مثل هذا الشعور بالمرارة إلى تقويض الدعم الدبلوماسي لأوكرانيا في جنوب العالم وإضعاف قدرة الاتحاد الأوروبي على الإصرار على بنود حقوق الإنسان في الاتفاقيات الدولية.
أضاف أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يبدي “المزيد من التعاطف” إزاء ما يتكبده المدنيون الفلسطينيون من “خسائر في الأرواح” بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ شهر ونصف.
“سيتزايد العداء تجاه الأوروبيين”
جاءت تصريحات بوريل في مقابلات مع رويترز خلال جولة استمرت خمسة أيام في الشرق الأوسط زار خلالها مستوطنة إسرائيلية، والضفة الغربية، كما حضر مؤتمراً أمنياً إقليمياً في البحرين وعقد مقابلات في قطر والأردن.
واستمع بوريل خلال الجولة التي اختتمها مساء أمس الإثنين 20 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى شكاوى الزعماء العرب ونشطاء المجتمع المدني الفلسطيني من أن الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة لا يتعامل مع حرب إسرائيل في غزة بنفس المعايير التي يطبقها على حرب روسيا في أوكرانيا.
وقال بوريل: “انتقدوا جميعاً بالفعل موقف الاتحاد الأوروبي ووصفوه بالتحيز”، مضيفاً أنه تلقى بالفعل رسائل من بعض الوزراء تشير إلى أنهم لن يدعموا أوكرانيا في المرة القادمة التي يجري فيها تصويت في الأمم المتحدة، وأردف “إذا استمرت الأمور على هذا المنوال لبضعة أسابيع (سيتزايد) العداء تجاه الأوروبيين”.
ورداً على الانتقادات، شدد بوريل على أن حياة البشر لها نفس القيمة في كل الأماكن، وأن الاتحاد الأوروبي حث بالإجماع على هدن إنسانية فورية لتوصيل المساعدات للفلسطينيين في غزة، وضاعف مساعداته الإنسانية للقطاع إلى أربعة أمثال.
وصدرت انتقادات عربية ودولية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لعدم إدانتهما حملة القصف الإسرائيلية على غزة، على النقيض من رد فعل الغرب على غزو روسيا لأوكرانيا.
اختلافات شديدة في الرؤى الأوروبية
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كلف بوريل بصفته مسؤول السياسة الخارجية، بصياغة مواقف مشتركة بين دوله الأعضاء، حيث إن للاتحاد الأوروبي، الذي تقع دوله في جوار الشرق الأوسط وموطن لعدد كبير من اليهود والمسلمين، دوراً كبيراً يضطلع به في الأزمة الأخيرة.
ورغم أنه ليس بنفس مستوى الولايات المتحدة، يتمتع التكتل بوزن دبلوماسي في المنطقة كونه، بشكل خاص، أكبر مانح للمساعدات للفلسطينيين، لكنه يجد صعوبة في اتخاذ موقف موحد، باستثناء إدانة هجوم حماس.
في حين اقتصرت جهود الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير على دعم حق الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن نفسه “في إطار القانون الدولي” والدعوة إلى هدن من القتال.
في الوقت نفسه، أكدت دول أعضاء بصورة منفردة، مثل ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك والمجر، دعمها القوي لإسرائيل، بينما انتقدت دول أخرى مثل أيرلندا وبلجيكا وإسبانيا العمل العسكري الإسرائيلي.
وأعلن بوريل، وهو سياسي اشتراكي إسباني مخضرم، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن بعض تصرفات إسرائيل تتعارض مع القانون الدولي؛ مما أثار انزعاج بعض دول الاتحاد الأوروبي، فيما تجنب بوريل مثل هذه الانتقادات العلنية المباشرة خلال جولته.
لكنه قال إن على الاتحاد الأوروبي أيضاً أن يبذل المزيد من الجهود لكي يظهر أنه يهتم أيضاً بحياة الفلسطينيين، وقد يتحقق ذلك من خلال توجيه دعوات أقوى لإيصال المساعدات إلى غزة وتجديد المسعى لإقامة دولة فلسطينية في إطار ما يسمى “حل الدولتين”.