هناك العديد من النساء اللواتي يفكرن بشكل تنظيمي في السن المناسبة للحمل والإنجاب، إذ يحاولن تحديد موعد معين من أجل ذلك، سواء تعلق الأمر بصحتهن، أم بصحة الطفل.
لكن من الناحية الفنية، يمكن للمرأة أن تحمل وتنجب أطفالاً من سن البلوغ عندما تبدأ فترة الحيض حتى انقطاع الطمث، أي يتراوح متوسط سنوات الإنجاب لدى المرأة بين 12 و51 عاماً.
فيما تنخفض خصوبتها بشكل طبيعي مع التقدم في السن، ما قد يزيد من صعوبة الحمل، وتكوين أسرة في وقت لاحق من الحياة، خصوصاً أنه يمكن أن يشكل هذا نوعاً من المخاطر والمضاعفات عند الحمل.
ما السن المناسبة للحمل؟
يقول الخبراء، حسب مجلة “healthline” الطبية، إن أفضل وقت للحمل هو بين أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من العمر.
وذلك لأنه ترتبط هذه الفئة العمرية بأفضل النتائج من أجل الأم والطفل، إذ حددت إحدى الدراسات العمر المثالي لإنجاب الطفل الأول وهو 30.5 عام.
لكن العمر يعتبر مجرد عامل واحد يدخل في قرار الحمل، كون هذا القرار في المجمل يحتاج للتفكير في عدة تفاصيل أخرى، من بينها الاستعداد العاطفي والمالي، والرغبة الفعلية في تكوين أسرة.
كيف يؤثر العمر على الخصوبة؟
للتفصيل في موضوع السن المناسبة للحمل، يجب معرفة أنه تولد المرأة بكل البويضات التي ستحصل عليها في حياتها، والتي تعادل ما يقارب مليونيْ بويضة، إلا أنها تبدأ في الانخفاض تدريجياً على مر السنين.
وبحلول عمر 37 عاماً، سيكون لدى المرأة حوالي 25 ألف بويضة متبقية، ثم بحلول عمر 51 عاماً، لن يتبقى سوى 1000 بويضة فقط.
قد يبدو هذا كأنه عدد كبير من البويضات، لكن في الحقيقة فإن جودة البويضات في هذه السن تنخفض، الشيء الذي تنتج عنه عدة مشاكل، خصوصاً الصحية بالنسبة للطفل، في حال تم الحمل.
كما أن خطر الإصابة بالظروف التي يمكن أن تؤثر سلباً على الخصوبة، مثل التهاب بطانة الرحم وأمراض البوق، يزداد أيضاً مع تقدمك في السن.
لذلك بسبب هذه العوامل، تبدأ خصوبة المرأة في الانخفاض تدريجياً عند سن 32 عاماً تقريباً، وبدءاً من 35 إلى 37 عاماً، تبدأ الخصوبة في الانخفاض بسرعة أكبر.
وتكون احتمالات الحمل خلال دورات العمر على الشكل التالي:
18% عند عمر 25 سنة
16% عند سن الثلاثين
12% عند سن 35
7% عند سن الأربعين
كما أن هناك عوامل أخرى قد تقلل من فرص الحمل، بما في ذلك:
- التدخين
- علاجات السرطان مثل العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي
- عدوى الحوض
ما هي فوائد الحمل حسب السن؟
يبلغ متوسط عمر الأمهات اللاتي يحملن لأول مرة في الولايات المتحدة حوالي 27 عاماً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ارتفعت معدلات المواليد بين النساء في الثلاثينيات من العمر وانخفضت بين النساء في العشرينيات.
قد يكون لانتظار تكوين أسرة بعض الفوائد، والتي يمكن أن تتمثل في الحصول على المزيد من الوقت من أجل توفير المال، وتأسيس علاقة زوجية صحية وصحيحة، والتكوين بشكل جيد لكي تصبح هذه الفتاة المقبلة على الحمل أماً.
يمكن أن يجلب العمر أيضاً الحكمة والصبر، وهناك بعض الأدلة الموثوقة على أن الأطفال المولودين لأبوين أكبر سناً يحققون مستويات أعلى من التعليم.
لذلك فإن تأجيل الحمل قد تكون له فوائد لك أيضاً، حيث أشارت دراسة أجريت عام 2012 إلى أن النساء اللاتي أنجبن طفلهن الأخير أو الوحيد في سن الأربعين أو أكثر كان لديهن خطر أقل للإصابة بسرطان الرحم.
فوائد إنجاب الأطفال في سن أصغر
كونك أماً أصغر سناً هو أكثر فائدة لصحة طفلك، وذلك في غطار معرفة السن المناسبة للحمل، وذلك لأنه تزداد احتمالات الحمل في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من العمر، كون الحمل خلال هذا الوقت يقلل أيضاً من فرص الإصابة بمضاعفات الحمل.
مخاطر الحمل في سن 35 وما فوق
بدءاً من سن 35 عاماً، تصبح مخاطر الحمل هذه أكثر شيوعاً، نذكر من بينها:
- سكري الحمل
- ضغط الدم المرتفع
- تسمم الحمل
- المشيمة المنزاحة
- الإجهاض
- الولادة المبكرة
- ولادة جنين ميت
- الحاجة إلى الولادة القيصرية
- النزيف الحاد بعد الولادة
- انخفاض وزن الرضيع عند الولادة
- تشوهات الكروموسومات مثل متلازمة داون
متى يجب مراجعة الطبيب؟
تعتبر مشاكل الخصوبة شائعة جداً، إذ إن أكثر من 12% من النساء يواجهن صعوبات في الحمل، لذلك في حالة عدم القدرة على الحمل، يصبح من الضروري على المرأة زيارة اختصاصي الخصوبة، من أجل إجراء اختبارات لمعرفة السبب، وتقديم علاجات لتحسين احتمالات الحمل.
وفي هذا الصدد يجب عليك مراجعة اختصاصي الخصوبة إذا كان:
- عمرك 35 عاماً أو أقل وتحاولين الحمل منذ عام.
- عمرك يزيد عن 35 عاماً وتحاولين منذ أكثر من 6 أشهر.
- عمرك يزيد عن 40 عاماً وترغبين في تكوين أسرة.
يعتمد علاج الخصوبة الذي يوصي به طبيبك على عوامل مثل سبب مشاكل الخصوبة لديك وعمرك وتفضيلاتك.
إذ تشمل الخيارات ما يلي:
- أدوية الخصوبة لتحفيز الإباضة
- عملية جراحية للحد من مشاكل الرحم، مثل التهاب بطانة الرحم، والأورام الليفية، أو انسداد قناة فالوب
- التلقيح داخل الرحم، حيث يتم وضع الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم أثناء الإباضة
- التخصيب في المختبر، حيث يتم وضع الحيوانات المنوية والبويضة معاً في المختبر حتى يشكلا جنيناً، ثم يتم زرعه في الرحم
- نقل اللاقحة داخل قناة فالوب ونقل الأمشاج داخل قناة فالوب، حيث يتم وضع الحيوانات المنوية والبويضة أو البويضة المخصبة في قناة فالوب
نصائح للمساعدة على الحمل
إذا كنت مستعدة لبدء محاولة إنجاب طفل، فإليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في جعل هذه الأمنية حقيقة:
- الحصول على وزن صحي، إذ يمكن أن تؤثر زيادة الوزن أو نقصه على قدرتك على الإباضة.
- الإقلاع عن التدخين في حال كانت الأم مدخنة، لأنه يمكن أن يؤدي إلى إتلاف مخزون البويضات ويجعل احتمالية الإجهاض أكبر.
- مراقبة النظام الغذائي الخاص بك، لأنه يمكن للنظام الغذائي الذي يحتوي على دهون أن يساهم في زيادة الوزن وتعطيل الدورة الإنجابية.
- الحد من استهلاك الكافيين، إذ ربطت مجموعة من الأبحاث بين الكميات الزائدة من الكافيين والإجهاض.