غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

أخبار

عاملون طبيون بمرمى القناصة وأطفال في حالة صعبة.. مجموعة دردشة بين أطباء توثق جرائم الاحتلال في غزة

نتائج الثانوية العامة

أطلق طبيب أمريكي وآخر فلسطيني في الولايات المتحدة مجموعة دردشة جماعية بين أطباء من جميع أنحاء العالم والدكتور خالد السر، الجراح العام الوحيد المتبقي في مستشفى ناصر بجنوب غزة، في  أواخر شهر يناير/كانون الثاني، لمساعدته، لكن الرسائل القادمة من القطاع توقفت تماماً في منتصف فبراير/شباط 2023، لكنها وثّقت جرائم الاحتلال.

وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 25 فبراير/شباط، إن الطبيب الأمريكي سيمون فيتزجيرالد، المتخصص في جراحات الصدمة، والطبيب الفلسطيني أسيد السر، الذي نشأ في غزة ويتدرب في الجراحة العامة في تكساس، أطلقا المجموعة لتصبح شريان الحياة للطبيب الذي يكافح من أجل إنقاذ مرضاه الذين أصيبوا جراء الهجمات الإسرائيلية.

الصحيفة أشارت إلى أنه منذ أقل من عام، كان مستشفى ناصر يضم فريقاً كاملاً مكوناً من 10 جراحين و10 متدربين جراحة، وأصبح الدكتور السر، وهو خريج حديث في الجراحة، الجراح الوحيد المتبقي، ويقود فريقاً صغيراً يتولى علاج عدد كبير من مرضى الصدمات.

الصحيفة أوضحت أنه رغم محدودية الأدوية والمعدات والخدمات الأساسية؛ مثل الطاقة والمياه، التزم الفريق بتقديم أفضل رعاية ممكنة، سعى الدكتور السر إلى الحصول على دعم الأطباء الفلسطينيين في الخارج لتعزيز جهوده. (ومنهم أسيد السر، أحد أقاربه).

حالات صعبة

كما أضافت الصحيفة أنه في بدايات مجموعة الدردشة الجماعية، عرض الدكتور السر العديد من الحالات الصعبة؛ مثل فتاة في الثالثة من عمرها كانت بحاجة إلى عملية جراحية في البطن بعد غارة جوية إسرائيلية، وطفلة في التاسعة تحتاج إلى بتر ساق، ورجل في الـ25 أصيب بشظايا خطيرة في الوجه والرقبة. وقدمت المجموعة التوجيه والدعم، فيما قدم متخصصون توجيهات في العمليات الجراحية والعلاجات المعقدة.

وأثناء مراجعة هذه الحالات السريرية، أدرك الكثير من الأطباء في المجموعة التهديد الوشيك الذي يحيط بالمستشفى والأطباء في غزة، وأن أعمال العنف التي تستهدف المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية تتجه جنوباً نحو مستشفى ناصر. وتحولت الدردشة، في أوائل فبراير/شباط، من صور سريرية للمرضى إلى طلبات الدعاء للعاملين في المستشفى.

عاملون طبيون بمرمى القناصة وأطفال في حالة صعبة.. مجموعة دردشة بين أطباء توثق جرائم الاحتلال في غزة

ارتفاع عدد المصابين في المستشفى

وتصف آخِر مجموعة رسائل في المجموعة ارتفاعاً كبيراً في عدد المرضى المصابين في مبنى المستشفى، ومنهم ممرضة أصيبت بطلق ناري في صدرها أثناء عملها. وقدمت المجموعة إرشادات لعلاج إصابات الممرضة بناءً على نتائج التصوير والفحص التي أُرسلت إلى المجموعة.

كما أرسل الأطباء أيضاً مقاطع فيديو لمرضى مصابين خارج المستشفى، لم يتمكنوا من الدخول بسبب استمرار إطلاق النار، حتى خاطرت الدكتورة أميرة العسولي بسلامتها لفحص المرضى والمساعدة في إجلائهم داخل المستشفى لتلقي العلاج.

ومع تدهور الوضع الأمني في المستشفى وتشوش الاتصال بالإنترنت، أرسل الدكتور السر رسائل صوتية عن الأوامر الإسرائيلية بإخلاء المستشفى أو التعرض للقصف. واختار هو وأطباء آخرون البقاء وعلاج المرضى بعد الموعد النهائي الذي حدده الجيش. وبعد ذلك، تم قصف المستشفى؛ ما أدى إلى مقتل مريض وإصابة آخرين. وأدى هجوم مسلح بطائرة مسيّرة إلى إصابة طبيب.

عاملون طبيون بمرمى القناصة وأطفال في حالة صعبة.. مجموعة دردشة بين أطباء توثق جرائم الاحتلال في غزة

وفيات لانقطاع الأوكسجين

وأُرسلت إلى المجموعة مقاطع فيديو لإخلاء المستشفى، من ضمنها مقاطع لمرضى توفوا بسبب انقطاع أجهزة دعم الحياة. وظل مصير المرضى الآخرين في وحدة العناية المركزة والأطفال المبتسرين، العاجزين عن الإخلاء، مجهولاً.

وباتت الرسائل غير منتظمة، ثم توقفت تماماً يوم الخميس 15 فبراير/شباط.

وشاهد أطباء المجموعة عبر وسائل الإعلام الأخرى صوراً لجنود إسرائيليين يحتلون مستشفى ناصر، ويعتقلون العاملين فيه ويخرجونه من الخدمة. وظل الأطباء في المجموعة قلقين على سلامة السر طيلة ثلاثة أيام إلى أن بعث رسالة في النهاية يقول فيها: “لا أزال في مستشفى ناصر بين مرضاي، لكن الكثير من زملائي تعرضوا للاعتقال. باختصار، عشت ثلاثة أيام في الجحيم… ما حدث للأطباء والمرضى وأقاربهم يفوق الخيال”.


شبكة الغد الإعلامية - مؤسسة إعلامية مُستقلة تسعى لـ تقديم مُحتوى إعلامي راقي يُعبّر عن طموحات وإهتمامات الجمهور العربي حول العالم ونقل الأخبار العاجلة لحظة بلحظة.

منشورات ذات صلة