نقلت صحيفة Times of Israel الإسرائيلية، عن مسؤولين أمريكيين، الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن تل أبيب لن تفي على الأرجح بوعودها في صفقة الأسرى بزيادة المساعدات لغزة، حيث وافقت إسرائيل بدخول ما لا يقل عن 200 شاحنة من المساعدات للقطاع في كل يوم من أيام الهدنة.
المسؤولان في إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين أوضحا للصحيفة أن آليات تسليم المساعدات الحالية التي وضعها الجيش الإسرائيلي من غير المرجح أن تمكِّن من تحقيق هذه الزيادة في المساعدات التي تشتد الحاجة إليها.
معبر كرم أبو سالم
بناءً على ذلك، تضغط واشنطن على إسرائيل لإعادة فتح معبر كرم أبو سالم مع غزة للمساعدة في تسهيل دخول المزيد من المساعدات إلى القطاع خلال الهدنة التي تستمر أربعة أيام وما بعدها، حسبما قال مسؤولان في الإدارة الأربعاء.
رفضت إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وسمحت فقط بدخول المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح المصري بعد أسبوعين من الحرب، بحجة أنها لن تزوِّد القطاع بالمساعدة بشكل مباشر طالما بقي الأسرى هناك.
كما أشار المسؤولان أيضاً إلى أن إسرائيل ستسعى إلى الانفصال عن القطاع على المدى الطويل، ولن تزوده بالموارد والبضائع كما فعلت لسنوات عديدة، تاركة المهمة لمصر والجهات الفاعلة الدولية.
وفي الوقت الذي تحاول فيه تقديم المساعدة إلى القطاع الذي مزقته الحرب، سعت منظمات الإغاثة إلى الاكتفاء فقط بمعبر رفح مع مصر، ولكن بعد أيام قليلة من فتح المعبر تجاوز عدد الشاحنات الهدف المحدد في البداية وهو 100.
دخلت ما يقرب من 1,500 شاحنة مساعدات منذ إعادة فتح معبر رفح في 21 أكتوبر/تشرين الأول، أي بمعدل أقل من 45 شاحنة يومياً.
قبل الحرب، التي أدت إلى نزوح 1.5 مليون شخص، كانت نحو 500 شاحنة مساعدات تدخل غزة كل يوم، في المقام الأول عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي.
نظام تفتيش معقد
إضافة إلى ذلك، أوضح المسؤولان في إدارة بايدن إلى عدة أسباب للكمية الهائلة من المساعدات التي تمكنت من دخول غزة عبر معبر رفح، مشيرين أولاً إلى نظام تفتيش معقد، حيث تُفحَص الشاحنات أولاً في مصر، ثم تدخل معبر نيتسانا الإسرائيلي حيث تُفحَص أيضاً من جانب السلطات الإسرائيلية، قبل إعادتها إلى مصر ونقلها عبر رفح.
لم تكن هذه الجولة الإضافية من عمليات التفتيش موجودة قبل الحرب، لكن إسرائيل أصرت على الخطوة الإضافية خلال الشهر الماضي، مشيرة إلى مخاوف من أن حماس ستحاول تهريب الأسلحة والإمدادات الأخرى للاستخدام العسكري.
كما أشار المسؤولان الأمريكيان إلى مشاكل مع مطار العريش المصري، وهو المطار الوحيد الذي يستقبل شحنات المساعدات التي تُنقَل بعد ذلك إلى غزة عبر رفح. يحتوي المطار على مدرج واحد فقط ومواقف سيارات محدودة للغاية، مما يجعله غير مناسب لعمليات التسليم الكبيرة اللازمة للقطاع الساحلي.
ضغوط أمريكية
وتضغط إدارة بايدن بهدوء على إسرائيل لإعادة النظر في سياستها المتمثلة في إبقاء معبر كرم أبو سالم مغلقاً، مقترحة إمكانية استخدام المعبر على الأقل لإجراء عمليات التفتيش أو خروج الشاحنات من غزة بعد تسليم المساعدات، وبالتالي تخفيف العبء على رفح، بحسب قول مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية.
والثلاثاء، اعترف المبعوث الإنساني الأمريكي ديفيد ساترفيلد في مقابلة أُجرِيَت معه بأن “الحكومة الإسرائيلية أوضحت بشكل واضح أنها ليست مستعدة لأن تشهد هذا التغيير”. لكن المسؤولَين في الإدارة قالا إن واشنطن تعتزم مواصلة إثارة هذه القضية.
وحذر المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية من أن موقف إسرائيل “يمثل إشكاليةً حقيقية، لأن مستوى المساعدات التي تدخل غزة الآن غير مستدام على الإطلاق”، بالنظر إلى تفاقم الوضع الإنساني واعتماد المزيد من الناس على المساعدات، مع الاعتراف بأن المسؤولين الإسرائيليين أصروا على أنهم سيوفون بما تقتضيه الهدنة من إدخال 200 شاحنة بحدٍّ أدنى.
وقال المسؤول إن رفض إعادة فتح معبر كرم أبو سالم هو أمر “سياسي تماماً”، نظراً لعدم وجود مخاوف أمنية حالية بشأن السماح بدخول المساعدات إلى غزة عبر هذا المعبر.
فيما أكد مسؤول ثانٍ في الإدارة أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كانت الأكثر عرضة للانتقادات العامة عندما وافق رئيس الوزراء لأول مرة على السماح بدخول المساعدات عبر معبر رفح الشهر الماضي بعد أن تعهد بعدم القيام بذلك. ولكن مع فتح معبر رفح بالفعل، يفترض المسؤول الأمريكي أن فتح معبر كرم أبو سالم يأتي أيضاً بمخاطر سياسية أقل بكثير.