قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إنّ مركز مكافحة التضليل الإعلامي التابع للرئاسة التركية فنّد “أكثر من 100 خبر كاذب متعمّد للدعاية الإسرائيلية”، مشيداً بالدور الذي تقوم به المؤسسات الإعلامية التركية، واصفاً ذلك بـ”الموقف الشجاع”.
وفي رسالة مرئية بعثها أردوغان إلى القمة الدولية للاتصال الاستراتيجي بمدينة إسطنبول، ذكّر بأن “إسرائيل تقتل الصحفيين الساعين لنقل مأساة غزة إلى العالم”، مشيراً إلى أنها قتلت حتى اليوم أكثر من 60 صحفياً.
أضاف: “إسرائيل التي ارتكبت جريمة حرب بقطع الكهرباء والماء والغذاء عن أهل غزة، تسعى للتعتيم على الظلم بقطع الاتصالات عنهم”، لافتاً إلى أن غزة تشهد “همجية ومذبحة كبيرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودعست خلالها كل القيم الإنسانية”.
أردوغان رأى أن المنظمات والنظام الدوليين قدما اختباراً “سيئاً للغاية” في مواجهة هذه “الهمجية”، كما لفت إلى أن مجلس الأمن الدولي المكلف بضمان السلم والاستقرار الدوليين “فقد وظيفته تماماً خلال هذه الفترة”.
وأكد أن “المنشورات المتحيزة للمؤسسات الإعلامية الدولية خلال أزمة غزة أمر مؤسف”، منتقداً العديد من وسائل الإعلام “التي استشهدت بحادثة 7 أكتوبر/تشرين الأول، متجاهلة الجرائم ضد الإنسانية والحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، بل وبلغ بها الأمر أنها لم تتخذ أي موقف إزاء مقتل زملائها الصحفيين برصاص قوات الأمن الإسرائيلية”.
وتابع: “أعتقد أن هذا الموقف غير المبدئي لم يؤذِ أسر الصحفيين الذين فقدوا حياتهم فحسب، بل مجتمع الصحافة بأكمله”.
التضليل الإعلامي مهّد لاحتلال العراق وأفغانستان
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن التضليل الإعلامي المؤسسي مهّد الطريق لاحتلال أفغانستان والعراق سابقاً، واليوم يمارس ضد قطاع غزة، وذلك في رسالة مرئية كذلك بعثها، الجمعة، إلى القمة الدولية للاتصال الاستراتيجي بإسطنبول، التي تنظمها دائرة الاتصال التابعة للرئاسة التركية.
وأكد فيدان أنّ النظام الدولي والمعادلة الجيوسياسية آخذة في التحول، وأنّ التنافس الاستراتيجي وصل إلى ذروته منذ انتهاء الحرب الباردة.
وأوضح أنّ المنافسة بين الدول تجاوزت المنافسة التقليدية، بتأثير التطورات التكنولوجية، وأنّ النظام العالمي يشهد تهديدات من قبيل التضليل الإعلامي والهجمات السيبرانية، التي مكّنت الأفراد من تهديد دول.
وزير الخارجية التركي أشار أيضاً إلى أن الابتكارات كتقنيات الاتصالات والذكاء الكمي والاصطناعي يمكن استخدامها لأغراض خبيثة في أيدي الخصوم، والذكاء الاصطناعي أقوى مثال على ذلك.
وبيّن فيدان أنّ إسرائيل، باللجوء إلى التضليل الإعلامي، تحاول الدفاع عن نفسها بعد أن قتلت أكثر من 14 ألفاً بينهم 6 آلاف طفل في غزة.
وقال: “من أجل هذا إسرائيل تقصف المستشفيات وتتهم الآخرين بذلك، وتبحث عن أنفاق تحت المستشفيات”، مضيفاً: “إن الهدف الأساسي لإسرائيل من هذه الحكاية التي نسجتها هو طمس معالم الاحتلال، ومواصلة ممارساتها في القدس والضفة الغربية وغزة من أجل وأد حل الدولتين نهائياً”.