قال موقع Business Insider الأمريكي في تقرير نشره يوم السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إن استخدام إسرائيل لقنابل كبيرة أمريكية الصنع يسهم في ارتفاع عدد الشهداء في غزة، ويتجاوز بعضاً من أكثر الصراعات فتكاً في الذاكرة الحديثة، إذ إن القتل في غزة، بمساعدة استخدام القنابل الأمريكية الصنع التي تزن ألفي رطل، يفوق العديد من “الأوقات الأكثر دموية” في هذا القرن، بما في ذلك حملات الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان.
وفقاً لصحيفة New York Times الأمريكية فإن الحجم الهائل للهجمات الإسرائيلية إلى جانب استخدام القنابل الكبيرة أمريكية الصنع في المناطق الحضرية الكثيفة قد ساهم في ارتفاع عدد القتلى.
إسرائيل تستخدم عدداً كبيراً من القنابل في غزة
في سياق متصل، قال مارك غارلاسكو، المستشار العسكري لمنظمة السلام الهولندية PAX والمحلل الاستخباراتي الكبير سابقاً في البنتاغون، للصحيفة الأمريكية إن استخدام إسرائيل لمثل هذه القنابل “يتجاوز أي شيء رأيته في حياتي المهنية”.
أقرب الأمثلة التي يشير إليها غارلاسكو لإجراء مقارنة تاريخية في ما يتعلق بإسقاط مثل هذه القنابل الكبيرة على مناطق مكتظة بالسكان، كانت فيتنام والحرب العالمية الثانية.
ووفقاً للتقرير، يعتقد المسؤولون العسكريون الأمريكيون في كثير من الأحيان أن القنبلة الجوية الأمريكية الصنع الأكثر شيوعاً، والتي تزن 500 رطل، كانت كبيرة جداً بحيث لا يمكن استخدامها في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وفي المقابل، استخدمت إسرائيل بحريةٍ تامة قنابل تزن ألفي رطل، وهي مصنوعة أيضاً في الولايات المتحدة، وقادرة على تدمير مجمعات سكنية بأكملها، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.
وقال بريان كاستنر، محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية وضابط التخلص من الذخائر المتفجرة السابق في القوات الجوية الأمريكية، إن القنابل المستخدمة في غزة أكبر من القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة لمحاربة داعش في الموصل في العراق والرقة في سوريا. وقال كاستنر إن المتفجرات أكثر اتساقاً مع استهداف الهياكل تحت الأرض مثل الأنفاق.
وقال كاستنر: “إنهم يستخدمون أسلحة كبيرة للغاية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية للغاية. إنها أسوأ توليفة من العوامل على الإطلاق”.
غزة ساحة معارك فريدة
ذكرت الصحيفة الأمريكية أن إسرائيل أشارت إلى أن غزة هي ساحة معركة فريدة من نوعها –فهي صغيرة ومكتظة بالمدنيين الذين يعيشون بجوار شبكات الأنفاق التي تديرها حماس وفوقها.
وتعترف إسرائيل بمقتل نساء وأطفال في غزة، لكنها تزعم أن عدد القتلى المعلن عنه في المنطقة التي تديرها حماس لا يمكن الوثوق به. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي إحصاء للضحايا لكنه نفى استهداف المدنيين.
وقال جوناثان كونريكوس، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “إننا نفعل الكثير من أجل منع قتل أو جرح المدنيين، والتقليل منه حيثما أمكن ذلك. نحن نركز على حماس”.
ووافقت إسرائيل يوم الجمعة على وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام مقابل إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس داخل غزة. وأطلقت حماس سراح 25 أسيراً؛ 13 إسرائيلياً و11 أجنبياً، من بينهم 10 من تايلاند وواحد من الفلبين، في اليوم نفسه.
يذكر أنه ولمدة 48 يوماً حتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 شن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت 14 ألفاً و854 فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد عن 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
فيما قتلت “حماس” 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت نحو 239، بدأت في مبادلتهم مع إسرائيل، التي يوجد في سجونها أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني.
وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 دخلت الهدنة الإنسانية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي (05:00 ت.غ) وتستمر 4 أيام قابلة للتمديد، برعاية قطرية مصرية أمريكية.
وإجمالاً، يتضمن الاتفاق إطلاق سراح 50 أسيراً إسرائيلياً من غزة، مقابل إطلاق سراح 150 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، إلى جانب إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات والوقود إلى كافة مناطق القطاع.