حققت الأحزاب الدينية المتطرفة وأحزاب اليمين المتطرف مكاسب في الانتخابات المحلية في إسرائيل، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 3 مارس/آذار 2024، وأضافت أن المراقبين أرجعوا ذلك إلى انخفاض نسبة المشاركة في معظم المناطق لانشغال الناس بالحرب الإسرائيلية على غزة.
فقد رجَّحت التوقعات أن تكون نتائج هذه الانتخابات بمنزلة مؤشر على اتجاه الرأي العام بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والحرب الإسرائيلية التي أعقبتها في قطاع غزة، إلا أن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية في إسرائيل جاءت أقل قليلاً عن 50 % من الناخبين المؤهلين (البالغ عددهم 7 ملايين).
فيما كانت الأحزاب اليمينية والدينية المتحالفة مع حزب الليكود، حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكثر نجاحاً من بقية الأحزاب في تعبئة قواعدها قبل الانتخابات المحلية في إسرائيل، حسب ما ذكره تقرير صحيفة “الغارديان” البريطانية.
بينما لم تسفر النتائج عن انقلابات سياسية كبيرة، فقد أعاد الناخبون في جميع المدن الكبرى -ما عدا مدينة حيفا الساحلية- انتخاب رؤساء بلدياتهم الحاليين، إلا أن الأمن حظي باهتمام أكبر من المعتاد لدى الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات رؤساء البلديات وأعضاء المجالس المحلية يوم الثلاثاء 27 فبراير/شباط.
في هذا السياق، قالت أوديا، وهي إسرائيلية تقيم في مستوطنة أفرات غير القانونية المقامة في الضفة الغربية المحتلة، “صرت خائفة أكثر من ذي قبل. لا أرى أنه ينبغي طرد جميع العمال العرب، لكنني أعتقد أننا يجب أن نكون أكثر حذراً بعد ذلك. وقد أدليت بصوتي للمرشح الذي تعهد بأن يصرف غالب اهتمامه إلى ذلك”.
الأمن يهيمن على الانتخابات المحلية في إسرائيل
في معرض الحديث عن سبب انتخابها مرة أخرى لرئيس البلدية ومرشح حزب الليكود عوديد ريفيفي، قالت أوديا: “لو كانت هذه انتخابات عامة، لما انتخبت مرشح حزب الليكود. إلا أنني أحب رئيس بلديتنا وهو يبلي بلاء حسناً”، “أما على المستوى الوطني، فأعتقد أنه يجدر بنا أن نبذل مزيداً من الجهد للحفاظ على أمن إسرائيل”.
فيما فرغت السلطات من فرز معظم النتائج مساء السبت 2 مارس/آذار، بعد انتهاء العطلة، ومن المقرر أن يدلي 150 ألف شخص أو نحو ذلك، ممن نزحوا من منازلهم بسبب الحرب، بأصواتهم في نوفمبر/تشرين الثاني.
كما ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن النتائج الأولية للانتخابات في مجلس مدينة القدس المحتلة تشير إلى “أغلبية غير مسبوقة” للأحزاب الدينية اليهودية المتطرفة، ويتماشى ذلك مع الميل المتزايد في المدينة نحو اليمين السياسي والديني على مدى العقدين الماضيين. وأصابت كذلك التوقعات التي ذهبت إلى أن عمدة المدينة المقسمة اليميني، موشيه ليون، سيبقى في منصبه.
في غضون ذلك، تحدث حزب الليكود في بيان له عن “انتصار كبير” في الانتخابات البلدية، وأن “كتلة اليمين تعززت قوتها في جميع أنحاء البلاد”.
يأتي ذلك فيما يشكل السكان الفلسطينيون نحو 40 % من سكان المدينة، وتزعم سلطات الاحتلال أن لهم حق التصويت بالانتخابات المحلية الإسرائيلية، إلا أنهم غالباً ما يقاطعونها احتجاجاً على احتلال فلسطين وضمِّ القدس الشرقية.
لم يكن لأحزاب الوسط واليسار في إسرائيل ظهور ذو شأن في هذه الحملة الانتخابية، ويبدو أنها تدَّخر طاقتها في المعركة لفرضِ انتخابات وطنية مبكرة يسعون بها إلى إطاحة نتنياهو من منصبه.
من غير المرجح أن يتكرر نجاح الكتلة اليمينية في الانتخابات العامة؛ إذ تظهر استطلاعات الرأي أن ائتلاف نتنياهو الذي يضم أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الدينية سيتكبد خسائر فادحة إذا أجريت الانتخابات الآن.
فيما تذهب التوقعات إلى أن حزب “معسكر الدولة”، المحسوب على اليمين المعتدل والذي يتزعمه بيني غانتس، وزير مجلس الحرب، هو الفصيل السياسي الأقوى حالياً.