قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الإثنين 4 مارس/آذار 2024، إن الولايات المتحدة متفائلة بأن طريقاً بحرياً جديداً من أجل إدخال المساعدات لغزة بحراً يخضع للبحث حالياً، يمكن أن يكمل الجهود الحالية لإيصال المساعدات إلى القطاع عن طريق البر ومن خلال الإنزال الجوي، واصفاً الوضع الإنساني في غزة بأنه”لا يطاق”.
كما أضاف أن إدخال المساعدات لغزة بحراً “لا يزال في مرحلة التطوير”، وأن واشنطن تواصل العمل على زيادة حجم المساعدات التي تصل إلى المحتاجين في غزة.
وقال ميلر: “واشنطن تركز على زيادة المساعدات إلى غزة واستمرارها عن طريق أكبر عدد ممكن من القنوات”.
كما اعتبر أنه “من الصعب للغاية الآن إيصال المساعدات من جنوب غزة ووسطها إلى شمالها”، وكشف أنَّ “وضع المساعدات سيكون على رأس جدول أعمال اجتماع بلينكن مع السياسي الإسرائيلي بيني غانتس”.
المتحدث نفسه صرح بأن واشنطن ستواصل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لزيادة شحنات المساعدات إلى شمال غزة.
وضع كارثي ومخجل
في السياق، قال رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرنسيس، إن الوضع في غزة “كارثي وغير معقول ومخجل”، معرباً عن “الصدمة والفزع” إزاء التقارير التي تفيد بمقتل وإصابة مئات الأشخاص خلال الشهر الجاري.
جاء ذلك في كلمة فرنسيس بجلسة الجمعية لبحث مسألة استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن يوم 20 فبراير/شباط 2024 ضد مشروع قرار يطالب بالوقف الإنساني لإطلاق النار في غزة.
كما أعرب في كلمته بافتتاح الجلسة، عن قلقه العميق إزاء الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وضمن ذلك المناطق السكنية، مقتبساً ما قاله وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، بأن أي عملية برية في هذه المنطقة المكتظة بالسكان من شأنها أن تترك العملية الإنسانية الهشة “على حافة الانهيار”.
فرنسيس قال: “لذلك فإنني أدعو بإلحاح إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل إنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء”.
وجدّد فرانسيس مطالبته بـ”تطبيق وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وامتثال كافة الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، خاصة في ما يتعلق بحماية المدنيين والمرافق المدنية، وإطلاق سراح جميع الرهائن فوراً ودون قيد أو شرط، وضمان الوصول الكامل ودون عوائق إلى المساعدات الإنسانية للمحتاجين”.
وقال رئيس الجمعية العامة: “بعد مرور 150 يوماً من العنف والدمار واليأس وتجريد الناس من إنسانيتهم، فإنه في كل يوم، يستمر هذا الواقع المؤلم في ترسيخ الشعور بالإحباط وخيبة الأمل، خاصة لدى أولئك الذين يقعون في مرمى النيران والذين يتطلعون إلى الأمم المتحدة باعتبارها ضامنة للخير”.
مصر تبحث مع منسقة أممية إدخال المساعدات
في وقت سابقٍ الإثنين، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، مباحثات مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيجريد كاخ، بشأن ضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال متحدث الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، في بيان على منصة إكس: “وزير الخارجية سامح شكري، يستقبل الآن كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة”.
وأوضح أن “المناقشات تتركز على الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، والتحركات والمقترحات المطروحة لضمان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2720 بشأن إنفاذ المساعدات الإنسانية (إلى القطاع)”.
وعبر حساب وزارة الخارجية المصرية على فيسبوك، قال أبو زيد في بيان، إن “الوزير شكري حرص على التعرف من المسؤولة الأممية على تطورات العمل لتفعيل الآلية الأممية المُنشأة بموجب قرار مجلس الأمن 2720، لتسهيل وتنسيق ومراقبة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة”.
وأكد شكري، ضرورة “الضغط على إسرائيل للامتثال لأحكام القانون الدولي، وإزالة العراقيل التي تضعها أمام عملية إدخال المساعدات (إلى غزة)”.
وشدد على “حتمية تحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع، وإنفاذ التهدئة قبل شهر رمضان (المرتقب في 11 مارس/آذار الجاري)، حتى يتسنى زيادة تدفق المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة بالكميات الكافية لاحتياجات سكان القطاع”.
وأشار إلى “المخاطر الإنسانية الناجمة عن المحاولات الممنهجة لاستهداف عمل وكالة (غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) الأونروا، وضرورة العدول عن هذا المسار وعدم الزج بالوكالة في مواءمات سياسية ضيقة”.
ونقل البيان عن كاخ “تقديرها للدور الهام والمحوري الذي تضطلع به مصر منذ بدء الأزمة، للدفع بإنفاذ التهدئة والحد من الأزمة في القطاع، فضلاً عن تقديم وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
وترتبط مصر مع غزة بمعبر رفح البري.
وفي 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2720 الذي يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وقال متحدث وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة، في بيان الإثنين، إن “سكان شمال غزة يصارعون الموت نتيجة المجاعة التي فاقت أي مستويات عالمية؛ نتيجة شح مياه الشرب وعدم توافر الطعام، وراح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء والمسنين حتى اللحظة”.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان قطاع غزة- لا سيما في محافظتي غزة والشمال- بين براثن المجاعة، في ظل نزوح نحو مليونين من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون، والذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
وخلَّفت الحرب على غزة “أكثر من 30 ألف شهيد”، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ ما استدعى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ قيامها في 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.