تتكرر مأساة الطفلة الشهيدة الفلسطينية هند حمادة التي قضت تحت حصار الاحتلال الإسرائيلي، وهذه المرة مع ابنة عمها حلا حمادة التي علقت تحت الأنقاض محاصرة من قبل دبابات وجرافات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الإثنين 4 مارس/آذار 2024، يوثق استغاثة الطفلة حلا حمادة من تحت الأنقاض، طالبةً النجدة قبل أن يحل الظلام؛ فهي كغيرها من الأطفال تخاف من عتمة الليل.
تتحدث مع عمها من تحت الركام بعدما قصف الاحتلال منزل عائلتها، تشرح لعمها حالها وصوت بكائها يختصر مأساتها: “ايمتى بدكن تيجو.. تعالوا قبل ما تليّل (يحل الليل)”.
يطلب عمها العاجز عن فعل شيء، أن تصبر وتنتظر المساعدة: “روحي عندك يا حبيبتي بس اصبري عحالك يابا.. الوضع صعب عندك يا حبيبتي”.
“عطشانة أمانة استعجلوا”
يروي عمها بحسب ما نقلته شبكة الجزيرة، أن آخر اتصال مع عائلة ابنة أخيه حلا، كان عند الساعة الثانية منتصف ليل الإثنين، وقد حاولوا الاتصال مراراً بها دون استجابة، قبل أن تصل رسالة من الطفلة حلا حمادة بعد وقت قصير تخبره فيها بأنهم باتوا تحت الأنقاض.
وقالت حلا في الرسالة لعمها، إن أباها وأمها وإخوتها استشهدوا بقصف الاحتلال الإسرائيلي على منزلهم بخان يونس، وها هي بقيت عالقة تحت الأنقاض غير قادرة على الخروج.
وقال العم إن حلا طلبت النجدة واستغاثت بأن يهرع إليها فريق الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، مشيراً إلى أنها تبلغ 14 عاماً من عمرها، في حين حاول تهدئتها بينما كان يستمع لإطلاق النار والآليات الإسرائيلية من حولها.
وأفاد العم بأن رسائلها إليه لم تنقطع، حيث أخبرته مراراً بأنها عطشانة تريد الماء: “عطشانة أمانة استعجلوا”، وأنها لا تستطيع التحرك بسبب الحديد والركام فوق رجليها، مشيراً إلى أنه لم يستطع أحدٌ الوصول إليها، وأن آخر اتصال بينهما كان عند العاشرة صباح اليوم.
جدها يناشد لإنقاذها
بدوره، ناشد جدها وهو يبكي، الإسراع لإنقاذها من تحت الركام، طالباً نجدتها بالماء على الأقل، “لأنها عطشانة”.
يُذكر أنه في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، انتشر مقطع فيديو يوثق استغاثة الطفلة هند في اتصال هاتفي مع موظفة بالهلال الأحمر، بعد أن استشهد جميع أفراد أسرتها داخل سيارتهم بقصف الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد فقدانها لمدة 12 يوماً، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد الطفلة هند داخل مركبة فيها 6 جثامين لأفراد عائلتها وبعض الجثث متحللة.
وفي البيان ذاته، أعلنت الجمعية العثور على مركبة الإسعاف التابعة لها، “والتي خرجت لإنقاذ الطفلة هند منذ 12 يوماً، مقصوفة في منطقة تل الهوا (غرب)، وبداخلها الطاقم مستشهداً”.
وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي، خرج طاقم إسعاف الهلال الأحمر لإنقاذ الطفلتين “ليان (15 عاماً) وهند، بعد محاصرتهما بدبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي وجنوده، داخل مركبة وُجدتا فيها مع أفراد أسرتهما، قرب محطة فارس للوقود، غرب مدينة غزة”، وفق بيان صدر عن الجمعية آنذاك.