قال جورج غالاوي الداعم للقضية الفلسطينية، بعد أدائه اليمين في مجلس العموم البريطاني ليصبح النائب الجديد عن مقاطعة روتشديل، إن الانتخابات المقبلة ستتركز حول المسلمين، وفق ما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، الإثنين 4 مارس/آذار 2024.
كما قال رجل السياسة المثير للجدل، والذي يوصف بأنه “صوت فلسطين في بريطانيا”، إنه من الواضح أن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بات يعتبر “المسلمين وغزة القضية الجدلية” التي ينوي استغلالها باعتبارها “أمله الوحيد في إعادة انتخابه”.
في مؤتمر صحفي بعد مراسم أداء اليمين، حث أيضاً جيريمي كوربين على إطلاق وقيادة تحالف من “التنظيمات الاشتراكية والتقدمية والمناهضة للحرب”، التي عبرت علانية عن إدانتها للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ورفض الموقف البريطاني الرسمي.
وكان غالاوي، زعيم حزب عمال بريطانيا والنائب في حزب العمال سابقاً، فاز بالانتخابات التكميلية في روتشديل الأسبوع الماضي، بعد أن نجح في نيل أصوات المسلمين في المقاطعة بفضل تأييده للفلسطينيين. وقال إن الانتخابات المقبلة “سيكون تركيزها على المسلمين”، و”سلب الحريات المدنية في هذا البلد”.
كما أضاف جورج غالاوي الداعم للقضية الفلسطينية: “أرى بوضوح أن سوناك اعتبر المسلمين وغزة مركز هذه القضية الخلافية التي ينوي استغلالها، لأنه ربما يعتبرها أمله الوحيد لإعادة انتخابه”.
قال أيضاً: “يريدون إجبار كير ستارمر (زعيم حزب العمال) على الاختيار إما بين الدفاع عن الحقوق الديمقراطية للشعب البريطاني، بما يشمل الأقليات الدينية والعرقية، وهو ما أشك كثيراً في أنه سيفعله، أو إشراكه فيما سيصبح في نهاية المطاف حرباً من التصريحات العدائية”.
أضاف غالاوي: “وإن اختار، وهو ما أظن أنه سيفعله، هذه الأخيرة، فهذا سيسمح لنا وللمرشحين المستقلين بالفوز بملايين الأصوات ممن يقدرون الحقوق التي نتمتع بها منذ الحرب العالمية الثانية في هذا البلد، وممن يرغبون في الدفاع عن الجاليات المسلمة في بريطانيا.
“وفي كلتا الحالتين، هذا يناسب ريشي سوناك. ولهذا ما أتوقعه هنا أن الانتخابات المقبلة ستتركز على المسلمين، وسلب الحريات المدنية في هذا البلد”. وزعم النائب البريطاني أنه “يتحدث باسم عدد كبير جداً من الناس في بريطانيا”، وقال إن الناخبين في العديد من الدوائر الانتخابية يؤيدون آراءه.
من هو جورج غالاوي الداعم للقضية الفلسطينية؟
حقق أحد أشهر اليساريين السياسيين بالمملكة المتحدة فوزاً ساحقاً في الانتخابات البرلمانية الفرعية، وذلك بعدما روج لبرنامج وعد بالدفاع عن غزة، ما دفع الحكومة البريطانية إلى وصفه بأنه “خطر على الديمقراطية”.
إذ فاز جورج غالاوي بالمقعد البرلماني في بلدة روتشديل بشمال إنجلترا، بعد حملة انتخابية متوترة، شهدت سحب حزب العمال دعمه لمرشحه، بسبب تصريحاته المناهضة لإسرائيل.
بمسيرة مهنية امتدت لأربعة عقود، تم الترحيب بعودة جورج غالاوي الداعم للقضية الفلسطينية، باعتباره بطل اليسار المناهض للحرب، وتم انتخابه لعضوية البرلمان 7 مرات عن 3 أحزاب مختلفة.
تُظهر العودة السياسية الأخيرة للرجل البالغ من العمر 69 عاماً، في روتشديل، قدرته على استمالة الناخبين المسلمين، الذين وعدهم في هذه الحالة بأن يكون مناصراً قوياً للفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وهو بالنسبة لمنتقديه ومعارضيه شخص مغرور خطير ومثير للانقسامات في المجتمع البريطاني.
بدأ غالاوي مسيرته نائباً عن حزب العمال عن غلاسكو هيلهيد منذ عام 1987، وبعد إلغاء تلك الدائرة الانتخابية قبل انتخابات عام 1997، أصبح نائباً عن حزب العمال في خليفتها غلاسكو كلفن.
وصف إسرائيل بـ”دولة الفصل العنصري”
يعتبر غالاوي نفسه جزءاً من النضال الدولي من أجل الاشتراكية وضد الإمبريالية، خاصةً الإمبريالية الأمريكية، ومعارضاً قوياً للصهيونية. وقد وصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري ودعا إلى تفكيكها.
وعلى الرغم من الشائعات التي ترددت عن اعتناقه الإسلام، فهو مرتبط بقوة بجذوره الكاثوليكية الأيرلندية، وشدد على أهمية تكوين أسرة كبيرة. وقد أنجب 6 أطفال وتزوج بزوجته الرابعة بوتري غاياتري بيرتوي في عام 2012.
بحسب الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، وُلد غالاوي في مدينة دندي الإسكتلندية الفقيرة عام 1954، وعمل بخط الإنتاج في إطارات ميشلان، حيث بدأ نشاطه لأول مرة كنقابي.
ثم بحلول عام 1980، شارك في رفع العلم الفلسطيني من مكاتب مجلس دندي، وشارك في توأمة دندي مع مدينة نابلس بالضفة الغربية. ثم في عام 1983، أصبح أميناً عاماً لجمعية “الحرب على الفقر” الخيرية.
رفض الحرب على العراق
في التسعينيات، تعرض جورج غالاوي لانتقادات شديدة، لأنه التقى الرئيس العراقي صدام حسين، وقال له في مقطع كثيراً ما يتم تداوله: “سيدي، أحيي شجاعتك، وقوتك، ومثابرتك”. وقد أدت زياراته المتعددة للمنطقة خلال تلك الفترة، إلى تسميته بلقب “عضو وسط بغداد”.
ومن بين ما يعتبره العديد من المؤيدين أفضل مواقفه، ما جاء منه في عام 2005، عندما قدم أدلة إلى لجنة فرعية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ووصف الادعاءات بأنه حصل على اعتمادات لشراء النفط العراقي من قبل صدام حسين بأنها لتغطية “الجرائم” التي ارتكبت كجزء من غزو العراق.
واتهم السياسي البريطاني آنذاك أعضاء مجلس الشيوخ الذين حققوا في برنامج النفط مقابل الغذاء التابع للأمم المتحدة، بأنهم “متعجرفون” مع العدالة، قائلاً إنهم “شوهوا” اسمه.
طُرد في ذلك الوقت من حزب العمل، بسبب موقفه من حرب العراق عام 2003. واتهمه حزب العمال بتشويه سمعة الحزب بعد أن قال إن القوات البريطانية في العراق يجب أن ترفض الانصياع للأوامر، قائلاً إن تلك الأوامر ستكون “غير قانونية”، لأن الغزو البريطاني الأمريكي للعراق “غير قانوني”.
انضم إلى حزب “الاحترام” الناشئ المناهض للحرب في عام 2004، وحقق نصراً غير متوقع في بيثنال جرين وبو، بشرق لندن.