قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مخاطباً أعضاء منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة السعودية، الثلاثاء 5 مارس/آذار 2024، إن هناك “توقعات كبيرة بأن نتخذ إجراءات فورية بشأن كسر الحصار عن غزة، حتى ولو كانت إجراءات أحادية”.
وشدد فيدان على ضرورة “كسر الحصار المفروض على غزة”، وأنه يجب فعل ذلك “على الفور”، مضيفاً: “نعلم جميعاً أن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح في الحرب”.
جاء ذلك في كلمته خلال الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة غربي السعودية؛ لبحث “العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني”.
“شوارعنا محتقنة وفي حالة متوترة”.
ولفت فيدان إلى القصف المكثف المستمر على القطاع منذ 5 أشهر، وإلى الكم الكبير من الناس الذين فقدوا أرواحهم في غزة، مشيراً إلى أن قطاع غزة بات إلى حد كبير غير صالح للعيش، مؤكداً أن ما يحدث “لا يوصف”.
وذكر أن أسراً وأجيالاً بأكملها فُقدت، وقال إن “هذا الألم لا يمكن وصفه بالكلمات”، مضيفاً: “تواصل إسرائيل ارتكاب المجازر والاضطهاد وكل أشكال الجرائم، دون أي مساءلة”، واصفاً ما يحدث بأنه “إفلات مخزٍ من العقاب”.
وأوضح أن هذا الأمر “يزيد من اليأس، ويشجع الذين يريدون تحقيق العدالة بأنفسهم”، مضيفاً: “شوارعنا محتقنة وفي حالة متوترة”.
قاعدة لوجستية لدعم إسرائيل
في السياق ذاته، ذكّر الوزير التركي بالدعم العسكري للاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: “اليوم تحولت جزيرة وسط البحر المتوسط قبالة قطاع غزة إلى قاعدة لوجستية للأسلحة والذخائر لإسرائيل، ولا تزال تلك الجزيرة تخدم هذا الغرض تحت ستار مركز إنساني لسكان القطاع”.
وتطرق فيدان إلى الجلسة المخصصة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي لـ “مجموعة الاتصال بشأن غزة”، التي شارك فيها مع نظيريه المصري سامح شكري، والفلسطيني رياض المالكي في منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
وأشار إلى أن منتدى أنطاليا الدبلوماسي يشبه “مقياس رأي عام عالمي” فيما يتعلق بالوضع في غزة، فيما أوضح فيدان أن “مجموعة اتصال غزة” هي مبادرة مبتكرة “تكسر الحلقة المفرغة، المتمثلة في الإدانات فقط”.
وتشكلت المجموعة بقرار من القمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لبحث سبل وقف الحرب في غزة.
واستطرد فيدان: “بفضل جهود المجموعة، فإن الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي اليوم تؤيد وقف إطلاق النار الفوري وحل الدولتين”، مشدداً على ضرورة ألا يدفع هذا الأمر لـ”عدم المبالاة والاستهانة”.
في حين لفت وزير الخارجية التركي إلى أن “الحكومة المتطرفة والعنصرية في إسرائيل تحاول مرة أخرى خداع العالم”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية وكارثة إنسانية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب “إبادة جماعية”.