قدم حزب العمل الإسرائيلي، الأربعاء 6 مارس/آذار 2024، اقتراحاً للكنيست (البرلمان) بسحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد تحميله مسؤولية حادث تدافع مميت وقع عام 2021.
في وقت سابق الأربعاء حمّلت لجنة تحقيق رسمية 4 مسؤولين بينهم نتنياهو، مسؤولية شخصية عن حادث تدافع متدينين إسرائيليين في جبل ميرون (شمال) عام 2021، أدى إلى مصرع 45 شخصاً، دون توصية بمعاقبتهم.
تفاصيل اقتراح سحب الثقة من نتنياهو
حزب العمل (يسار/4 مقاعد بالكنيست من أصل 120) قال في بيان نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم”، إنه قدم اقتراح سحب الثقة من الحكومة “على ضوء النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق الحكومية بشأن كارثة ميرون التي أودت بحياة 45 شخصاً”.
كما أضاف أن “لجنة التحقيق الرسمية بشأن كارثة ميرون ألقت مسؤولية شخصية ومباشرة وواضحة على عاتق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأكدت أنه كان على علم بالخطر، وتجاهل التحذيرات العديدة التي تم إرسالها إليه، ولم يشرف على تنفيذ قرارات الحكومة بهذا الشأن”.
قبل أن يختم حزب العمل بيانه بالقول: “هذه حكومة خطيرة على دولة إسرائيل، ولا تعرف كيف تتحمل المسؤولية، لا عن كارثة ميرون ولا عن كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول (هجوم حماس على قواعد عسكرية محاذية لقطاع غزة)، ويجب استبدال هذه الحكومة الآن”.
ليست المرة الأولى
وعملية سحب الثقة من الحكومة تتطلب تصويت أغلبية 61 عضواً بالكنيست على الأقل، فيما يحظى الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو بأغلبية 64 مقعداً داخل الكنيست.
وكان حزب العمل قدم اقتراحاً سابقاً لسحب الثقة من حكومة نتنياهو في 22 يناير/كانون الثاني الماضي بسبب فشله في إعادة المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة.
لكن الاقتراح سقط وقتها، كونه لم يحصل على الأغلبية اللازمة لتمريره.
وفي وقت سابق الأربعاء، علق زعيم المعارضة يائير لابيد، على تقرير لجنة التحقيق في حادثة ميرون، قائلاً على منصة إكس: “نتنياهو غير مؤهل، كان عليه أن يستقيل في اليوم التالي للكارثة (هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول)، وهذا ما سيفعله أي رئيس وزراء في دولة أخرى”.
وأضاف: “والآن يأتي هذا التقرير ويقول كل شيء، احتراماً لضحايا جبل ميرون، ولمنع الكارثة القادمة، يجب عليه (نتنياهو) العودة إلى المنزل (الاستقالة)”.
وتابع لابيد: “لو كان نتنياهو مواطناً عادياً لكان سيحاكم اليوم بتهمة التسبب في الوفاة بالإهمال ولدخل السجن، وكانت أعذاره وتفسيراته في اللجنة مظهراً مثيراً للشفقة، للجبن والتهرب من المسؤولية”.
وفي 30 أبريل/نيسان 2021 وبمناسبة الزيارة السنوية لقبر حاخام يُدعى شمعون بار يوحا يعود للقرن الثاني الميلادي، احتشد عشرات آلاف اليهود الأرثوذكس (الحريديم) في موقع في جبل ميرون شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان.
ووقع التدافع أثناء احتفال يتم خلاله الفصل بين الجنسين، في قسم الرجال، عندما كان المشاركون ينتقلون من مكان إلى آخر عبر ممر ضيق ما لبث أن تحوّل إلى نقطة اختناق مميتة، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.