قالت صحيفة The New York Times الأمريكية في تقرير نشرته يوم الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2023 ، إن رحلة نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى الشرق الأوسط مطلع الأسبوع كانت محاولة لإظهار أن الإدارة تتخذ موقفاً أكثر تشدداً مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن الخسائر المدنية الناجمة عن حربها على حماس واستهدفت برسائلها قادة المنطقة و”الناخبين الأمريكيين المحبطين”، وخاصة الشباب و”الملونين” -في إشارة إلى الأشخاص أصحاب البشرة غير البيضاء، أو الأشخاص السود- والذين ساهموا في فوز الرئيس بايدن في انتخابات عام 2020.
وخلال مشاركتها القصيرة التي دامت ثلاث ساعات في قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي، انخرطت هاريس في مناقشات حيوية مع القادة، وكانت رسالتها حول الحرب، في المناقشات الخاصة والعلنية، واحدة من أقوى التصريحات وضوحاً عن أي مسؤول أمريكي آخر، حتى الرئيس بايدن. ووضعت مبادئ توجيهية لكيفية خوض إسرائيل حربها وما يجب أن تفعله فور انتهاء القتال.
وفي اجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكدت بشكل قاطع أن الولايات المتحدة لن تسمح بالترحيل القسري للفلسطينيين، أو حصار غزة، أو إعادة رسم حدودها.
كامالا هاريس تنتقد إسرائيل
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس، يوم الإثنين إنه “لا خلاف” بين نائبة الرئيس والرئيس بايدن، فكلاهما أعربا عن دعمه لإسرائيل وتحدثا عن ضرورة حماية المدنيين في غزة. وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بايدن نفسه كان حاسماً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكثير من المحادثات الخاصة.
وخاطبت هاريس بتصريحاتها القوية رغبات العالم العربي في مبادئ توجّه الصراع وتداعياته، ومخاوف الرئيس المصري السيسي والقادة العرب فيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين المحتمل والخطط الإسرائيلية لإنشاء منطقة عازلة آمنة داخل غزة بعد الحرب. واستهدفت رسائلها القادة الإسرائيليين أيضاً.
ورغم أن هاريس لم تزُر إسرائيل، اتصلت بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، مؤكدة ضرورة أن تبذل إسرائيل مزيداً من الجهد لحماية المدنيين الأبرياء خلال عملياتها العسكرية في غزة. ويعكس نهجها وعي الجمهور المحلي، وخاصة الديمقراطيين الذين ينتقدون تساهل بايدن مع إسرائيل. وكانت تصريحات هاريس القوية محاولة لطمأنة الأمريكيين الذين لديهم مخاوف مماثلة أيضاً.
هاريس تتحدث إلى رئيس إسرائيل
وكانت هاريس تحدثت مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ثلاث مرات منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. وعقدت ثلاثة اجتماعات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، منها اجتماع في مقر إقامتها في واشنطن. والتقت لأول مرة بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الإماراتي، في مايو/أيار عام 2022، حين كانت على رأس الوفد المرسل إلى جنازة سلفه.
وفي مناقشاتها مطلع الأسبوع مع الثلاثة، استخدمت نائبة الرئيس لهجة قوية مقصودة، وفقاً لمسؤولين مطلعين في الإدارة الأمريكية. وكان الهدف من لهجتها القوية وتركيزها على القضايا الرئيسية كبح المخاوف الدولية والمحلية.
وأظهرت زيارة نائبة الرئيس إلى دبي، المرتبطة في المقام الأول بقمة الأمم المتحدة للمناخ، تحولاً في الاهتمام بالصراع في الشرق الأوسط. ورغم الوقت المحدود الذي أمضته في قمة المناخ، استغلت هاريس الفرصة للإدلاء بتصريحات قوية والمشاركة في مناقشات حاسمة حول الحرب المستمرة. ومنحها الأولوية للصراع في الشرق الأوسط، حتى في قمة المناخ.