حصلت امرأة مسلمة، ظهرت في برنامج مسابقات شهير في المملكة المتحدة، على تعويضات كبيرة واعتذار من عضوة بحزب المحافظين التي اتهمتها زوراً بمعاداة السامية، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 6 مارس/آذار 2024.
إذ تلقت مليكة جورجيانا تهديدات بالقتل والإساءة بعدما ادعت البارونة جاكلين فوستر على منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقاً) أنَّ طالبة الدكتوراه في السنة الثانية في جامعة أكسفورد، عرضت رمزاً معادياً للسامية أثناء ظهورها في برنامج المسابقات التلفزيوني University Challenge.
معاداة السامية ودعم فلسطين
كان الرمز المعني عبارة عن دمية أخطبوط صغيرة استُخدِمَت تميمةً لفريق جورجيانا خلال العرض، الذي أذيع في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
خصّت البارونة فوستر جورجيانا، التي ترتدي الحجاب، في منشور حذفته لاحقاً، الذي زعمت فيه أيضاً أنَّ جورجيانا كانت ترتدي ألوان العلم الفلسطيني أثناء ظهورها في البرنامج، الذي صُوِّر في مارس/آذار 2023.
وأشار مستخدمو الشبكات الاجتماعية إلى أنَّ جورجيانا ارتدت معطفاً باللون الأزرق الداكن والبرتقالي والوردي والأخضر، وليس بألوان العلم الفلسطيني الأسود والأحمر والأبيض. وبعدما أدلت البارونة فوستر بالتعليقات التي استهدفت طالبة أكسفورد، بدأ المتصيدون الرقميون اليمينيون حملة مضايقات تستهدف جورجيانا.
في أكتوبر/تشرين الأول، اتُّهمَت الناشطة المناخية غريتا ثونبيرغ بالمثل بمعاداة السامية، بعدما شاركت صورة تضامنية مع غزة، ظهرت فيها مع لعبة أخطبوط.
“خطأ فادح” وتعويضات كبيرة
حذفت فوستر لاحقاً تغريداتها واعتذرت لجورجيانا. وفي منشور جديد على موقع X، يوم الأربعاء 6 مارس/آذار، كررت فوستر اعتذارها وقالت إنها دفعت “تعويضات وتكاليف كبيرة” لجورجيانا.
كتبت فوستر: “بعد اعتذاري العلني على X في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 واعتذاري الخاص في رسالة شخصية في 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، أود أن أعتذر لجورجيانا عن دوري في المنشورات عنها على X في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بعد بث برنامج التحدي الجامعي على BBC”.
أضافت فوستر: “زعمت خطأ أنَّ جورجيانا اختارت أحد أكثر الرموز المعادية للسامية إثارة للاشمئزاز، وهو الأخطبوط الأزرق، ليكون تميمة فريقها، الأمر الذي حمّلها المسؤولية عنه. أؤكد على أنَّ هذه الادعاءات كاذبة تماماً ولا أساس لها من الصحة. لقد ارتكبت خطأ فادحاً في كتابة هذه المنشورات، ولم يكن ينبغي لي فعل ذلك”.
أوضحت فوستر: “لقد توصلنا منذ ذلك الحين إلى حل ودي. آمل أن يكون هذا مفيداً إلى حد ما في تخفيف ما كان وقتاً محزناً للغاية عليها. وقد وافقت على دفع تعويضات كبيرة لها”.
فيما رحبت جورجيانا بالنتيجة، وقالت إنَّ تعليقات فوستر كان لها “تأثير عميق ومدمر للغاية” على حياتها. وأضافت: “منشورات البارونة فوستر، ومنشورات الآخرين الذين لم يُحاسبوا بعد، تركت أثراً عليّ وعلى عائلتي. شعرت بعدم الأمان حتى عند مغادرة منزلي”.
كما تابعت جورجينا: “لا ينبغي لأحد أن يشعر بما شعرت به أو يمر بما مررت به. الكلمات لها عواقب. والآن، من خلال اعتذارها، بدأت كلمات البارونة فوستر في ترك تأثير على شفائي من الضرر الحقيقي الذي لحق بي”.
