قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة 8 مارس/آذار 2024، إن البنتاغون في طور تحديد القوات التي سيتم نشرها لتشييد ميناء غزة المؤقت لإيصال المساعدات التي ستصل عبر ممر بحري من قبرص.
وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة تهدف في نهاية المطاف إلى تقديم مليوني وجبة لمواطني غزة يومياً، مؤكداً أن الميناء المؤقت الذي تسعى واشنطن لإنشائه سيستغرق التخطيط له وتنفيذه “عدة أسابيع”.
وذكر البنتاغون أن العملية ربما تتضمن ألف جندي أمريكي، إلا أن القوات الأمريكية لن تكون على أرض غزة، مشيراً إلى أن واشنطن تعمل على وضع التفاصيل مع دول شريكة في الشرق الأوسط.
والخميس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطابه لـ”حالة الاتحاد”، إنه وجّه الجيش الأمريكي لقيادة “مهمة طارئة” من أجل إنشاء ميناء بحري مؤقت على ساحل غزة؛ لاستقبال سفن المساعدات الإنسانية الكبيرة.
بايدن أوضح أن الرصيف البحري المؤقت سوف يتيح زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة، مضيفاً أنه يواصل العمل كل يوم “دون توقف” من أجل التوصل إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، سيستمر 6 أسابيع.
تنفيذ الميناء
من جانبهم قال مسؤولون أمريكيون إن تنفيذ الميناء سيستغرق من 30 إلى 60 يوماً، لكنه يمكن أن يستوعب مئات أو آلاف الجنود الأمريكيين على متن السفن قبالة الشاطئ، تماشياً مع قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، “بألا تطأ أقدام الجنود الأمريكيين أرض غزة”، مع احتدام الصراع.
وسيشارك لواء النقل السابع بالجيش الأمريكي، وهو لواء مشاة أمريكي، في عمليات البناء، حسبما نقلت “نيويورك تايمز”.
ووسط تحذيرات من خطر مجاعة بعد مرور خمسة أشهر على الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، قام الجيش الأمريكي بإسقاط جوي لوجبات غذائية على غزة.
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع سكان القطاع، على شفا المجاعة.
ممر قبرص
في سياق متصل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الجمعة، إن تشغيل الممر البحري لنقل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة المحاصر، من قبرص قد يبدأ مطلع الأسبوع المقبل.
فون دير لاين أوضحت في تصريحات من مدينة لارنكا الساحلية، بينما كان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بجوارها: “نحن قريبون جداً من فتح هذا الممر، ونأمل أن يكون ذلك في يومي السبت أو الأحد المقبلين، وأنا سعيدة جداً لرؤية إطلاق تجريبي أولي، اليوم”.
وجاء في بيان مشترك وقعه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات وعدد من الدول الأوروبية: “توصيل المساعدات الإنسانية مباشرة إلى غزة عن طريق البحر سيكون معقداً، وستواصل دولنا تقييم وتعديل جهودنا للتأكد من تقديم المساعدات بأكبر فعالية ممكنة”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية متزامنة، يواجه سكان غزة- لا سيما محافظتي غزة والشمال- مجاعة شديدة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.