عثر تحقيق للكونغرس الأمريكي على أجهزة اتصال مثبتة على رافعات شحن صينية الصنع منتشرة داخل الموانئ في أنحاء الولايات المتحدة، وسط مخاوف من احتمالية أن الآلات الأجنبية قد تشكل تهديداً على الأمن القومي للبلاد، بحسب ما نشرته صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة 8 مارس/آذار 2024.
بحسب الصحيفة الأمريكية، فقد تضمنّت المكوّنات المُثبتة في بعض الحالات أجهزة “اتصال خليوية” يمكن الوصول إليها عن بعد، وفقاً لوثائق ومساعدين يعملون في الكونغرس.
وأدى اكتشاف المشرعين أجهزة الاتصال، التي لم تصل بلاغات بشأنها من قبل، إلى زيادة المخاوف في واشنطن حيال أمن الموانئ والصين. إذ زاد قلق مسؤولي البنتاغون والاستخبارات في إدارة بايدن بسبب تهديدات التعطيل والتجسس المحتملة، التي تنبع من الرافعات العملاقة المبنية بواسطة شركة ZPMC.
يُذكر أن هذه الشركة هي المسؤولة عن 80% تقريباً من رافعات النقل من السفن إلى الشاطئ داخل الموانئ الأمريكية.
من جانبه، قال النائب مارك غرين، رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب، التي كانت تحقق في تهديدات الأمن البحري الصينية: “تبحث الحكومة الصينية عن كل فرصة لجمع المعلومات الاستخباراتية الثمينة ووضع نفسها في موقع يسمح لها باستغلال نقاط الضعف، وذلك من خلال الاختراق المنهجي للبنية التحتية الحيوية الأمريكية، وهذا يشمل القطاع البحري. ومن الواضح أن الولايات المتحدة تجاهلت هذا التهديد لوقتٍ أطول من اللازم”.
وكشف التحقيق أكثر من 10 أجهزة اتصال خليوية مثبتة على مكونات الرافعة المستخدمة في أحد الموانئ الأمريكية، كما عثرت على جهاز اتصال آخر داخل غرفة الخوادم الخاصة بميناء آخر، وفقاً لمساعد في اللجنة. وذكر المساعد أن بعض أجهزة المودم كانت على اتصال نشط بالمكونات التشغيلية الخاصة بالرافعة.
ولم يعلق ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، على الأسئلة المتعلقة بأجهزة الاتصال تحديداً. لكنه قال إن المزاعم حول كون الرافعات صينية الصنع تمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي هي “جنون ارتياب كامل”، وترقى لاعتبارها “إساءة استخدام للسلطة الوطنية من أجل عرقلة التعاون الاقتصادي والتجاري العادي”.
ومن المقرر أن تُنهي اللجنة تحقيقها في الشهر المقبل، وذلك بالتعاون مع اللجنة المختارة لشؤون الحزب الشيوعي الصيني. وسيركز التقرير العلني على شركة ZPMC، ومورديها، والتهديدات المحتملة التي تشكلها المعدات والتقنيات المُصنّعة في الصين على الموانئ الأمريكية، بحسب مساعد اللجنة.