قالت مستشارة الحكومة البريطانية لشؤون التماسك الاجتماعي إن محاولات تصوير مسيرات المحتجين المناصرين لفلسطين على أنها متطرفة هي أمرٌ “مشين” وخطير، وأوضحت سارة خان، التي تُجري مراجعةً لمدى مرونة الديمقراطية البريطانية لدى الوزير مايكل غوف، أن تلك المزاعم تخاطر بزيادة انقسام الدولة.
وأثناء حديثها لصحيفة The Guardian البريطانية، قالت سارة إنها على قناعة بأن المملكة المتحدة تعاني مشكلة تطرف، لكنها ترى أنه يجب على الناس توخي الحذر في اللغة التي يستخدمونها.
مسؤولة بريطانية تحذر من وصف الاحتجاجات الداعمة لغزة بالمتطرفة
ويأتي تعليق المسؤولة البريطانية بعد تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في خطاب مرتجل في داونينغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية)، أثار به غضب المؤيدين لفلسطين، إذ قال إن “شوارع المملكة المتحدة اختطفتها مجموعات صغيرة تهدد بتمزيقنا”، داعياً الشرطة إلى تبني موقفٍ أكثر صرامة تجاه الاحتجاجات المؤيدة لغزة.
فيما قالت سارة، التي شغلت من قبل منصب مفوض الحكومة لمكافحة التطرف: “أعتقد أنه من المهم للغاية ألا نخلط هؤلاء المحتجين معاً، فنقول أو نصوّرهم بطريقةٍ ما على أنهم جميعاً من المتطرفين”.
ثم تابعت قائلة: “لم أكن مرتاحة على الإطلاق خلال الأسابيع الأخيرة للحجة التي تقول إن جميع المشاركين في تلك المظاهرات هم من الإسلاميين المتطرفين. وأعتقد أن هذا مشين في الواقع”.
وأضافت: “بعضهم ليسوا مناصرين للشعب الفلسطيني، لكنهم يناهضون الحرب فقط. ويشارك اليهود في تلك المظاهرات بوضوح، كما تشارك فيها مجموعة متنوعة من الأشخاص، لهذا فإن محاولة تصوير تلك المظاهرات على أنها تطرُّف إسلامي هي محاولة بعيدة عن الواقع وغير حقيقية”.
يُذكر أن خان قد عُيِّنت كمستشارةٍ مستقلة لشؤون التماسك والمرونة الاجتماعية في عام 2022، ومن المقرر أن تُنهي مراجعتها خلال الشهر الجاري.
ومن المتوقع أن يُعلن الوزراء الأسبوع المقبل عن تعريف جديد للتطرف، ليحددوا بذلك المنظمات التي سيُحظر على الحكومة البريطانية التعامل معها.
وبحسب المسودات المسرّبة، سيضم التعريف الجماعات النشطة في “الدعاية أو الترويج لأي أيديولوجية قائمة على عدم التسامح، أو الكراهية، أو العنف وتستهدف تقويض حقوق أو حريات الآخرين”، وهذا يشمل “أولئك الذين يسعون لتقويض أو قلب منظومة الديمقراطية الليبرالية في المملكة المتحدة وحقوقها الديمقراطية”.
سوناك يثير غضب مؤيدي فلسطين
وعقب تصريحات سوناك المثيرة للجدل، ردت جماعات مؤيدة لفلسطين على رئيس الوزراء البريطاني، بعدما ادعى أن المظاهرات المؤيدة لغزة تشير إلى وجود “متطرفين” يقوضون الديمقراطية البريطانية، وفقاً لتقرير نشره موقع Middle East Eye البريطانية.
وأدان السياسيون والنشطاء المعارضون الخطاب الذي كان مفاجأة لكثيرين، وقالوا إنه يبدو أنه يهدد بفرض قيود على الحق في الاحتجاج، فيما قال بن جمال، رئيس حملة التضامن مع فلسطين، إنه من المثير للسخرية أن سوناك أراد مواجهة مع “المتطرفين” بالنظر إلى دعم حكومة المملكة المتحدة لإسرائيل في حرب غزة، التي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 30 ألف فلسطيني.
كتب بن جمال على الشبكات الاجتماعية: “ربما ينبغي له أن يبدأ بالسياسيين والمعلقين السياسيين والزعماء الدينيين الذين يدعمون دولة تُحاكَم بتهمة الإبادة الجماعية ولارتكابها المذابح الجماعية، والتسبب المتعمد في المجاعة، وليس بأولئك الذين يحتجون عليها”.
كما انتقدت كارولين لوكاس، النائبة الوحيدة عن حزب الخضر في المملكة المتحدة، الخطأ.