تنتظر طفلة فلسطينية لا تحمل اسماً، ولا تعرف مصير عائلتها، على سريرٍ داخل قسم الرعاية المتوسطة في حضانة الأطفال بمشفى شهداء الأقصى، وسط قطاع غزة.
حكيمة فلسطينية في مستشفى شهداء الأقصى، تروي قصة طفلة غزّية، أبصرت النور من رحم أمها التي استشهدت في قصف إسرائيلي في ديسمبر/كانون الثاني الماضي.
هذه الطفلة البالغة من العمر 77 يوماً أبصرت النور قبل أوانها في مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، جراء استشهاد والدتها هنادي أبو عمشة، بعد إصابتها بجراح بالغة في قصف إسرائيلي.
يجهل الأطباء مصير عائلة الطفلة، فلم يحضر أحدٌ منهم للاطمئنان عليها طوال مدة مكوثها في المشفى، وفق الحكيمة وردة العواودة.
قصة طفلة غزّية تعود إلى الحياة
تقول العواودة التي تعمل في قسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة بمستشفى شهداء الأقصى: “ولدت الطفلة في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد إصابة الأم النازحة في إحدى مدارس مخيم النصيرات في الرأس، جراء قصف إسرائيلي نقلت على إثر لمستشفى العودة واستشهدت وهي حامل”.
تضيف العواودة أن الطواقم الطبية أجرت عملية ولادة قيصرية للأم الحامل على الفور في قسم الاستقبال لإنقاذ حياة الجنين.
ولدت الطفلة في حينه، بحسب العواودة، وكانت جميع العلامات الحيوية متوقفة، وأجرى الطاقم الطبي عملية انعاش للقلب والرئة في مستشفى العودة، فعادت الطفلة إلى الحياة.
وتوضح أن حاجة الطفلة لمزيد من الرعاية الطبية التي يفتقر إليها مستشفى العودة، في ظل حالة الضغط الشديد بفعل تزايد عدد الشهداء والجرحى في المحافظة الوسطى، تتطلب نقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح.
ونقلت الطفلة الرضيعة إلى مشفى شهداء الأقصى وأُدخلت قسم العناية المركزة، ووضعت تحت أجهزة التنفس الصناعي وكانت حالتها صعبة للغاية.
وتبيّن العواودة أن الطفلة كانت تعاني ولا تزال من نقص الأوكسجين، نتيجة استشهاد الأم وولادتها بعد انقطاع الأوكسجين عنها في رحم والدتها.
تحسن صحتها
تحسنت حالة الطفلة بعد أسبوعين من دخول العناية المركزة، وكان ذلك بمثابة معجزة إلهية، ونقلت بعد ذلك إلى قسم الرعاية المتوسطة.
تشير العواودة إلى أنها أصبحت تتنفس بشكل طبيعي بدون أوكسجين، وترضع حليباً صناعياً بشكل كامل، وتقدم لها الرعاية المناسبة.
وتبيّن أن والد الطفلة كان حاضراً في أول يوم دخلت فيه الطفلة إلى العناية المركزة، لكن طوال هذه المدة لم يسأل عنها أحد، ولم يأتِ أي شخص لزيارتها.
وتعرب عن حزنها الشديد تجاه هذه الطفلة اليتيمة التي حرمت حنان الأم والرضاعة الطبيعية، وتقول: “نشعر جميعاً كزملاء عاملين داخل القسم بأن هذه الطفلة طفلتنا، والجميع يقدم لها الرعاية اللازمة”.
توضح العواودة أن حالة الطفلة تحسنت، ومن المفترض أن تغادر المستشفى، لكن أحداً من عائلتها لم يأتِ لزيارتها أو الاطمئنان عليها، ومصيرهم مجهول.
وتبيّن أن العاملين في القسم أطلقوا عليها اسم “سمية”، تيمناً بزميلتهم التي استشهدت في قصف إسرائيلي استهدف مخيم البريج بالمحافظة الوسطى.