أصدر الحاخام الأكبر في دولة الاحتلال، يتسحاق يوسف، تصريحاً “نادراً” مساء السبت 9 مارس/آذار 2024، قال فيه: “إذا أجبرتنا الحكومة على التجنيد فسنسافر جميعاً إلى خارج إسرائيل”.
جاء ذلك خلال إلقائه درسه الأسبوعي، حسبما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، حيث تناول الجدل الدائر حول فرض خدمة التجنيد الإجبارية على المتدينين، بعد أن كانوا معفين منها منذ قيام دولة الاحتلال.
حيث قال الحاخام: “إن المتدينين لا يمكن أخذهم للتجنيد تحت أي ظرف من الظروف، مهما كانت”، وأضاف: “إذا أُجبروا على الذهاب إلى الجيش فسنسافر جميعاً إلى الخارج”.
وأضاف الحاخام الأكبر: “كل هؤلاء العلمانيين لا يفهمون أنه بدون المدارس الدينية لم يكن الجيش لينجح، فالجنود لم ينجحوا إلا بفضل أهل التوراة”.
أزمة تجنيد المتدينين
وعادت مسألة تجنيد اليهود المتدينين أو “الحريديم” إلى الواجهة مجدداً في إسرائيل، وباتت تهدد بقاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو الائتلاف الأكثر تشدداً بتاريخ إسرائيل.
كانت حكومة نتنياهو مررت قراراً في يونيو/حزيران 2023، يأمر الجيش الإسرائيلي بعدم تجنيد طلاب المعاهد الدينية الحريدية لتسعة أشهر، حتى تقوم بصياغة قانون جديد، وتنتهي فاعلية القرار نهاية مارس/آذار الجاري.
وقال موقع “واينت” الإخباري، الجمعة 8 مارس/آذار، إن الأمر المؤقت الصادر عن الحكومة ينتهي في 31 مارس/آذار، وإذا لم يتم طرح قانون ينظم القضية في الكنيست بحلول ذلك الوقت، فسيتعين على الجيش تجنيد الحريديم في وقت مبكر من الأول من أبريل/نيسان.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية نظرت في التماسات دعت الى إلزام الحكومة بتجنيد طلاب المدارس الدينية اليهودية في الجيش.
وفي عام 2017 اعتبرت المحكمة إن الإعفاءات الشاملة من الخدمة العسكرية لطلاب المدارس الدينية الحريدية “تمييزية وغير قانونية”.
وحتى اليوم، فشلت محاولات عديدة لصياغة تشريع يرضي الأحزاب على اختلاف توجهاتها، فالأحزاب الدينية تضغط على نتنياهو من أجل تمرير قانون يعفي الطلاب المتدينين من الخدمة العسكرية.
وتعد مشاركة “الحريدم” بالجيش من أكثر المواضيع حساسية وإثارة للتوتر بإسرائيل، إذ يعارض العلمانيون إعفاء اليهود المتدينين من التجنيد.
ومؤخرا كشف الجيش عن خطط لإضافة وقت إلى شروط الخدمة الإلزامية للمجندين وتأخير تقاعد بعض جنود الاحتياط مع زيادة عدد أيام الخدمة الإلزامية التي سيكون عليهم القيام بها سنويا، الأمر الذي أثار جدلا سياسيا واسعا وصل صداه إلى الشارع.
وللأحزاب الدينية اليهودية ثقل في الحكومة الإسرائيلية حيث من شأن انسحابها أن يسقط الحكومة حتما، لذلك يسعى نتنياهو في سياساته لإرضائها.
لكن تمسك هذه الأحزاب بشرطها التقليدي المتمثل في إعفاء أعضائها من التجنيد بالجيش مقابل دعمها للحكومة عاد للنقاش، لا سيما مع تواصل الحرب على غزة والخسائر البشرية الكبيرة الناجمة عنها.
وسجلت حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي حتى الخميس، مقتل 582 ضابطا وجنديا، بينهم 242 في التوغل البري المستمر منذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى إصابة ألفين و988 ضابطا وجنديا.