أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية، السبت 9 مارس/آذار 2024، سفينة مساعدات تحمل أيضاً المعدات اللازمة لبناء الميناء البحري، الذي أعلن عن إنشائه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بينما ذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن خطة بايدن بشأن “ميناء غزة” تواجه تحديات هائلة.
يأتي ذلك بينما انتقد خبراء قانونيون خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن ميناء غزة، مؤكدين أنها دون مستوى التوقعات، وتظهر “النفاق الأمريكي” والفشل في التصدي لإسرائيل، بينما تواصل واشنطن إمدادها بالأسلحة والأموال التي تشن بها الحرب على القطاع.
قالت القيادة المركزية الأمريكية، الأحد 10 مارس/آذار، إن الجيش الأمريكي أرسل سفينة لتوصيل مساعدات إنسانية إلى غزة، بعد أيام من تعهد الرئيس جو بايدن ببناء رصيف بحري مؤقت لتقديم إمدادات للقطاع الفلسطيني المحاصر، حسب ما ذكرته وكالة رويترز.
أضافت القيادة في بيان أن سفينة الجيش الأمريكي الجنرال فرانك إس بيسون غادرت قاعدة لانجلي- يوستيس المشتركة في فرجينيا “بعد أقل من 36 ساعة من إعلان الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر”.
كما جاء في البيان أن السفينة “تحمل المعدات الأولى لإنشاء رصيف مؤقت لإنشاء ميناء غزة لتوصيل الإمدادات الإنسانية الحيوية”.
فيما جاء إعلان بايدن، والذي ورد في خطابه عن حالة الاتحاد، الخميس 7 مارس/آذار، عقب تحذيرات الأمم المتحدة من حدوث مجاعة واسعة النطاق بين سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون، بعد خمسة أشهر من شن إسرائيل هجومها على القطاع.
بينما لا توجد في قطاع غزة بنية تحتية للموانئ. وتعتزم الولايات المتحدة في البداية العمل مع قبرص، التي ستوفر عملية فحص الشحنات بالتعاون مع مسؤولين في الاحتلال الإسرائيلي، ما يلغي الحاجة إلى عمليات تفتيش أمنية في غزة.
في خطابه أمام الكونغرس، قال بايدن إن خطة إنشاء “ميناء غزة” لن تتضمن نشر قوات أمريكية على الأرض، وقالت واشنطن إنها ستعمل مع الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية التي “تفهم التوزيع والمساعدات داخل غزة”.
تحديات هائلة تواجه إنشاء “ميناء غزة”
من جهتها نقلت صحيفة “New York Times” الأمريكية، السبت، عن دبلوماسيين ومسؤولي إغاثة، أن نقل مساعدات إنسانية إلى غزة عبر البحر يواجه تحديات هائلة.
حيث أوضحت أنه غير واضح من سيتولى إدارة وتأمين الميناء في غزة والقوافل الإنسانية لتوزيع المساعدات، وقالت إن الشرطة المدنية في غزة يمكنها توفير الأمن، لكن غير مرجح أن توافق واشنطن وتل أبيب على ذلك.
كما وجَّه خبراء انتقادات لخطة بايدن بشأن ميناء غزة، مؤكدين أنها تظهر الضعف الأمريكي أمام إسرائيل، في إرغامها على إيصال المساعدات براً إلى السكان.
إذ قال كينيث روث، خبير حقوق الإنسان في كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون، لموقع Middle East Eye، إن “خطة بايدن لتوصيل المساعدات عن طريق البحر ليست كافية على الإطلاق”.
أضاف الخبير الحقوقي أنها “تطرح سؤالاً حول من سيوزع الطعام، لأن معظم الناس في غزة لا يعيشون على الشاطئ، وبايدن عاون إسرائيل في تدمير الأونروا، وسيلة توزيع المساعدات الأكثر فاعلية”.
كما قال روث: “بايدن لا يزال عازفاً عن حل مشكلة عرقلة إسرائيل لتوصيل المساعدات، خاصةً إلى منطقة شمال غزة، التي يكون نقص الغذاء بها حاداً جداً”.
أضاف: “بايدن لديه الأدوات اللازمة للضغط على إسرائيل لوقف جريمة تجويع المدنيين التي ترتكبها بحق الفلسطينيين- يمكنه إيقاف أو تقييد المساعدات العسكرية الأمريكية الضخمة ومبيعات الأسلحة لإسرائيل- لكنه يرفض حتى الآن استخدام هذه الورقة الواضحة”.
فيما أكد هذه الانتقادات نمر سلطاني، خبير القانون في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، وكريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني.
كما قال سلطاني لموقع Middle East Eye: “سبب المجاعة في غزة هو الإبادة الجماعية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة. لا يمكن للولايات المتحدة أن تعفي نفسها من مسؤولية الإبادة الجماعية بإرسال المساعدات الإنسانية والاستمرار في إرسال القنابل لقتل الفلسطينيين”.
بينما قال كريس دويل إن الميناء العائم المقترح وعمليات الإنزال الجوي علامة على “ضعف الولايات المتحدة المتعاظم”.
أضاف دويل: “الولايات المتحدة عاجزة عن الضغط على إسرائيل لتسهيل وصول المساعدات براً. بوسع بايدن إيقاف جميع المساعدات المالية والعسكرية لإسرائيل، ولو كانت هذه دولة أخرى، وليست إسرائيل، لكانت الولايات المتحدة تصرفت بشكل مختلف”.