اقترحت ماليزيا، السبت 9 مارس/آذار 2024، عدم استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي، فيما يخص “الجرائم الجماعية الفظيعة مثل الإبادة الجماعية أو الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب”، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
إذ قال نائب الممثل الدائم لماليزيا لدى الأمم المتحدة سفيان أكمل عبد الكريم، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يستخدمون الفيتو في مجلس الأمن عكس رغبات غالبية الدول الأعضاء.
كما شدد سفيان على أن حق النقض “يجب أن ينظم بطريقة تمنع استخدامه أو إساءة استخدامه بشكل غير عادل”، وأضاف: “لا ينبغي استخدام حق النقض في القضايا التي تنطوي على جرائم وحشية جماعية مثل الإبادة الجماعية أو الجرائم ضد الإنسانية أو الحرب”.
فيما أوضح أن ماليزيا تقترح على المجتمع الدولي أن “صدور الفيتو في مجلس الأمن الدولي يجب أن يكون منوطاً بتأييد اثنين على الأقل من الأعضاء الخمسة الدائمين، ويحظى بدعم ثلاثة أعضاء مؤقتين، وبقبول الأغلبية في الجمعية العامة”.
كما أشار نائب الممثل الدائم لماليزيا لدى الأمم المتحدة إلى أن استخدام الفيتو في مجلس الأمن بشكله الحالي يتعارض مع طبيعة المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة، وذكر أن ماليزيا ستواصل العمل مع الدول الأعضاء لإجراء إصلاحات في هيكل مجلس الأمن الدولي.
يأتي ذلك بينما شنّت ماليزيا هجوماً لاذعاً على مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، واتهمتها بالتواطؤ في حرب “الإبادة الجماعية” التي تشنّها إسرائيل على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
إذ قال نائب وزير الخارجية الماليزي، داتوك محمد الأمين، أواخر شهر فبراير/شباط الماضي، إن إسرائيل “يجب أن تتحمل مسؤولية إراقة الدماء والدمار الواسع النطاق” في قطاع غزة، واتّهم مجلس حقوق الإنسان الأممي بـ”التواطؤ”.
بحسب وكالة الأنباء الوطنية الماليزية (برناما)، أدلى الأمين بتصريح بشأن الهجمات الإسرائيلية على غزة، في خطابه أمام الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، في مدينة جنيف السويسرية.
أضاف الأمين: “إن الصمت والتقاعس والمعاملة التفضيلية من جانب المجلس (حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة) يعني أيضاً التواطؤ”. وقال الأمين إن إسرائيل قصفت غزة ودمرتها بالكامل، واصفاً الوضع في رفح بـ”الكارثي”.
كما أردف: “أقل ما يمكننا فعله هو التأكد من أن المجلس يتصرف وفقاً لسلطاته، الصمت والتقاعس والمعاملة التفضيلية من جانب المجلس يعني أيضاً التواطؤ”. بينما لم يصدر عن المجلس تعليق فوري على تصريحات المسؤول الماليزي.
فيما لفت الأمين إلى أنه شهد بنفسه “التدمير الإنساني المفجع” على الحدود بين رفح وغزة، في 23 فبراير/شباط الجاري، مضيفاً أن “الضحايا يحاولون فقط البقاء على قيد الحياة، في بيئة تبدو وكأنها كابوس لا نهاية له”.
كما جدَّد الأمين دعوتَه إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وشدَّد على ضرورة تحميل إسرائيل مسؤوليةَ إراقة الدماء والدمار الواسع النطاق في المنطقة.
أكد الأمين أيضاً أنهم سيقفون إلى جانب “المظلومين”، ويدينون “القمع”، وقال إن “ماليزيا لن تستسلم حتى تتحقق العدالة، والقضاء على الإفلات من العقاب، وتأخذ فلسطين مكانها الصحيح كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة”.