أعلنت وزارة النقل الإسرائيلية، السبت 9 مارس/آذار 2024، أن حكومة الاحتلال تدرس شراء ميناء في جزيرة قبرص، وذلك لتأمين عمليات تفتيش المساعدات البحرية لغزة عبر البحر، بحسب ما نشر موقع صحيفة يديعوت أحرونوت “Ynet” الإسرائيلية، الأحد 10 مارس/آذار 2024.
حيث قالت الصحيفة أنها، بتوجيهات من الوزيرة الإسرائيلية ميري ريجيف، سيغادر وفد برئاسة رئيس شركة الموانئ الإسرائيلية عوزي يتسحاقي، والنائب صادوق ريدكر، وأعضاء في هيئة الشحن والموانئ البحرية، إلى قبرص الإثنين 11 مارس/آذار، لدراسة فرص شراء ميناء في الجزيرة المجاورة.
تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن تكلفة شراء ميناء ستبلغ نحو 150 مليون دولار، وأن القبارصة مهتمون كثيراً بهذه الخطوة التي لا تزال في مراحلها الأولى، وحين تصل المفاوضات إلى مرحلة متقدمة، ستُدرس الفكرة دراسة شاملة في الكنيست الإسرائيلي، وتقدم إلى الحكومة للموافقة عليها.
وترى تل أبيب أن شراء الميناء في قبرص سيسمح لها بالسيطرة على الترتيبات الأمنية، وبالتالي ستتمكن من إجراء تفتيشات أمنية لأي بضائع تصل إلى القطاع عن طريق البحر.
وإلى جانب مسألة غزة، فإن لدى الاحتلال مخاوف من حرب محتملة في الشمال، قد يستهدف حزب الله خلالها ميناء حيفا.
المساعدات البحرية لغزة
والجمعة، أعلن جهد دولي مشترك لتفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وفي إشارة إلى الوضع الإنساني “المتردي” في غزة، أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والمفوضية الأوروبية وقبرص الرومية بياناً مشتركاً “يؤيد تفعيل الممر البحري”.
وقال البيان إن التسليم سيكون “بالتنسيق مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ، المكلفة بتيسير وتنسيق ومراقبة والتحقق من تدفق المساعدات إلى غزة”.
وأضاف أن “الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لحشد الدعم لمبادرة ‘أمالثيا’ ستؤدي إلى شحن أولي من المواد الغذائية عن طريق البحر إلى سكان غزة”.
ويهدف الممر إلى “زيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية لغزة عبر كل الطرق الممكنة”، حسب المصدر نفسه.
وقالت الجهات الفاعلة الخمس أيضاً إنها ستواصل الضغط على إسرائيل من أجل “تسهيل المزيد من الطرق وفتح معابر إضافية لإيصال المزيد من المساعدات لعدد أكبر من الأشخاص”.
وخلال مؤتمر للمساعدات الإنسانية استضافته باريس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اقترح رئيس قبرص الرومية نيكوس أناستاسيادس، إنشاء ممر بحري لإيصال المساعدات إلى غزة، لكنه لم ينفذ بعد.
ووسط تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة شمال قطاع غزة، تواصل دول عربية مثل مصر والإمارات والأردن وقطر وسلطنة عمان والبحرين، تنفيذ عمليات مشتركة لإسقاط مساعدات غذائية على القطاع، لكنها لا تلبي حجم الاحتياجات الهائلة الناجمة عن الكارثة التي خلقتها إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية وكارثة إنسانية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب “إبادة جماعية”.