أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو “أفضل ضمانة لأمن الشعب الفلسطيني في السلام وأمن الشعب الإسرائيلي والمنطقة”، كما أكد أن بلاده “لا تسمح باستمرار هذه الوحشية”، في إشارة إلى المجاز الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة والذي حصد آلاف القتلى والمصابين، أغلبهم من النساء والأطفال.
في كلمة له بالبرلمان، اعتبر وزير الخارجية في حكومة الأقلية اليسارية الائتلافية التي تم تشكيلها حديثاً في إسبانيا، أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب”، واصفاً حركة المقاومة الفلسطينية بـ”الإرهابية” والتي “لا “لا تمثل الإدارة الفلسطينية”، على حد قوله، كما أنهم “يدينون بشكل قاطع هجماتها على إسرائيل، ويريدون الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.
غير أنه استدرك بالقول: “لكن يجب أن يكون ذلك في إطار حقوق الإنسان وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين”.
الوزير شدد كذلك، على أن مدريد “تمتلك رؤية واضحة جداً بشأن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني”.
وحشية إسرائيل
المتحدث نفسه بيّن أن “قتل المدنيين في قطاع غزة وإجبار الناس على ترك بيوتهم وقصف المنازل وتدميرها لا يحتمل وغير مقبول”، وأنه “لا يمكن لإسبانيا أن تسمح لهذه الوحشية أن تستمر”.
كذلك شدد أن طلب الحكومة الإسبانية يتمثل في “وقف إطلاق نار إنساني دائم وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى الشعب الفلسطيني”.
وكشف أنهم وافقوا اليوم خلال اجتماع مجلس الوزراء على حزمة مساعدات جديدة لفلسطين بقيمة 25 مليون يورو، مضيفاً: “الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو أفضل ضمانة لأمن الشعب الفلسطيني في السلام وأمن الشعب الإسرائيلي والمنطقة”.
الوزير الإسباني دعا إلى دعم السلطة الفلسطينية التي يجب عليها وحدها أن تتولى إعادة إعمار غزة، وعدم تعليق التعاون معها بل زيادته.
إرهاب دولة
من جانبه، قال متحدث حزب اليسار الجمهوري الكتالوني في البرلمان غابرييل روفيان إن “ما نفذته حماس هجوم إرهابي ويجب إدانته، ولكن ما تمارسه إسرائيل منذ 70 عاماً هو إرهاب دولة، لذلك هو أسوأ أكثر لأنه إرهاب دولة”.
ثم أردف: “غير صحيح أن هذه الإبادة الجماعية بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول”، مضيفاً: “هذه ليست حرباً ضد حماس، وإنما تطهير عرقي ضد الفلسطينيين، في إسرائيل حكومة ليبرالية متطرفة فاسدة بقيادة (بنيامين) نتنياهو، الذي هو مجرم حرب مثل فلاديمير بوتين في روسيا، ولكنه يملك صحافة أفضل”.
واشتدّت حدة القصف الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع انتهاء هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية أمريكية، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء، 16 ألفاً و248 قتيلاً فلسطينياً بينهم 7 آلاف و112 طفلاً و4 آلاف و885 امرأة، إضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فيما بلغ عدد المفقودين 7600 وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
مجزرة جديدة
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عشية الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول سلسلة غارات وقصف مدفعي استهدفت محيط مدرسة تؤوي نازحين شمال غزة، في وقت يواصل فيه طيران الاحتلال استهدافه لمناطق متفرقة في القطاع منذ ساعات متأخرة من ليلة الإثنين الثلاثاء، ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى ومئات المصابين.
في الأثناء، ذكرت قناة “الجزيرة” أن الاحتلال شن أزمة نارية على مناطق سكنية مأهولة شمال القطاع، كما تم استهداف قسم محيط مستشفى كمال عدوان.
كما نقلت عن المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى للجزيرة مباشر، قوله بارتقاء 45 شهيداً ووقوع عشرات الإصابات جراء قصف الاحتلال لمنزل عائلة أبو مصبح في دير البلح.
كذلك، أعلنت مصادر طبية عن ارتقاء 3 شهداء في قصف استهدف حي الشيخ رضوان.
وشهد اليومان الماضيان استهدافاً متكرراً من الجيش الإسرائيلي لمستشفى “كمال عدوان” في بيت لاهيا، الذي يعد من أواخر المستشفيات القادرة على تقديم خدماتها للمواطنين في شمال القطاع.
كذلك، أعلن الصحفيان محمود صباح، وأنس الشريف اللذان اضطرا للجوء إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال غزة، أن الجيش الإسرائيلي يحاصر المستشفى بالدبابات.