كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، في تقرير لها، الأحد 10 مارس/آذار 2024، عن اعتراض سياسيين إسرائيليين كبار على قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إنشاء رصيف عائم قبالة ساحل غزة، يتيح إمداد السكان بكميات أكبر من المساعدات”، وقرروا الرد على كلام بايدن في رسالة تحذير من تداعيات هذا المقترح على الاحتلال، والذين قالوا إنه سيكون “كارثة على إسرائيل”.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر أن المسؤولين الإسرائيليين قالوا في رسالتهم، إن “الوكالات التابعة للأمم المتحدة تعمل في جنوب قطاع غزة على توفير إمدادات منتظمة من الغذاء للسكان. وتُسلَّم الشحنات الغذائية مباشرة إلى التجار (بعد دفع الضريبة المتفق عليها لحماس)، ويتولى التجار بيع السلع للسكان المدنيين”.
إمداد الشمال بالغذاء
كما أشار السياسيون الإسرائيليون إلى أن “الأحوال في شمال قطاع غزة أسوأ بكثير”، وادّعوا أن “حماس تسرق المساعدات وهي في طريقها من جنوب غزة إلى شمالها، ومن ثم لا تصل إلى السكان. والكميات القليلة التي تصل إلى مستودعات الأمم المتحدة لا تُوزَّع بطريقة مناسبة”.
لذلك، يرى هؤلاء المسؤولون السياسيون أن “السبيل الوحيد للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في شمال غزة هو الفتح الفوري لمعبر كارني (المنطار)، وغيره من معابر الشمال، لإدخال كميات كبيرة جداً من المواد الغذائية، وتخزينها في مستودعات الأمم المتحدة، التي سيتولى الجيش الإسرائيلي حراستها”.
كما اعتبروا أنه “يجب على إسرائيل أن تملأ شمال غزة بإمدادات الطعام من دون إبطاء”.
أشد الحلول خطورة
كذلك، حذّر السياسيون الإسرائيليون في رسالتهم من “أن ما يسمى بالرصيف المؤقت هو أشد الحلول خطورة. فإسرائيل كانت تفكر في إدخال الغذاء من أوروبا عبر الحدود، وأن يجري ذلك بالتنسيق معها، ولكن ما العمل إذا وصلت قافلة (إمدادات غذائية) تركية –مثلاً- إلى هذا الرصيف، ورفضت السماح لإسرائيل بتفتيشها؟ سيتحول الرصيف المؤقت إلى دائم، ولن يكون لإسرائيل الحق في السيطرة على الأمر”.
إلى جانب ذلك، زعم المسؤولون الإسرائيليون أن “الفكرة في البداية كانت تقوم على إدخال البضائع الإنسانية من قبرص تحت شروط التفتيش الإسرائيلي الشامل والصارم”.
لكن هذه الطريقة “ليست إلا وسيلة تخفيف مؤقتة، ولن تلبث أن تؤدي إلى انفجار لأزمة أكبر في المستقبل القريب. ولذلك، يجب على إسرائيل أن تعلن فوراً عن فتح المعابر الحدودية إلى شمال غزة، لا سيما وأن شمال قطاع غزة أصبح تحت السيطرة الإسرائيلية بحكم الأمر الواقع” وفق زعمهم.
واشنطن تشرع في بناء الميناء
السبت 9 مارس/آذار 2024، أرسلت واشنطن سفينة مساعدات تحمل أيضاً المعدات اللازمة لبناء الميناء البحري، الذي أعلن عن إنشائه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
يأتي ذلك بينما انتقد خبراء قانونيون خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن ميناء غزة، مؤكدين أنها دون مستوى التوقعات، وتظهر “النفاق الأمريكي” والفشل في التصدي لإسرائيل، بينما تواصل واشنطن إمدادها بالأسلحة والأموال التي تشن بها الحرب على القطاع.
قالت القيادة المركزية الأمريكية، الأحد 10 مارس/آذار، إن الجيش الأمريكي أرسل سفينة لتوصيل مساعدات إنسانية إلى غزة، بعد أيام من تعهد الرئيس جو بايدن ببناء رصيف بحري مؤقت لتقديم إمدادات للقطاع الفلسطيني المحاصر، حسب ما ذكرته وكالة رويترز.
أضافت القيادة في بيان أن سفينة الجيش الأمريكي الجنرال فرانك إس بيسون غادرت قاعدة لانجلي- يوستيس المشتركة في فرجينيا “بعد أقل من 36 ساعة من إعلان الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر”.