قال موقع “مدى مصر” الإلكتروني المصري، يوم الأحد 10 مارس/آذار 2024، إن قوات الشرطة المصرية احتجزت الصحفية رنا ممدوح، والتي تعمل في “مدى مصر”، في قسم شرطة العلمين، بشكل مفاجئ، وذلك بعد إيقافها أثناء توجهها إلى مدينة رأس الحكمة في مهمة عمل كلفها بها الموقع. ورغم أن رنا ممدوح الصحفية النقابية، لم تكُن وصلت إلى المنطقة التي يفترض أن تحتضن المشروع الاستثماري الموقّع بين الحكومة والإمارات، إلا أن أفراد الشرطة اوقفوها.
قوات الشرطة المصرية احتجزت الصحفية رنا ممدوح
قال الموقع في تقريره إن كمين شرطة موجوداً عند محطة رسوم العلمين استوقف السيارة التي كانت تقل ممدوح، وسألها عن أسباب توجهها إلى هناك، وأبقى عليها قرابة الساعة، بزعم “إجرائها حديثاً صحفياً دون تصريح”، وذلك قبل اصطحابها إلى قسم العلمين، حيث انقطع الاتصال معها ومع سائق السيارة منذ وصولهما إليه.
جدير بالذكر وحسبما نشر “مدى مصر” فإن رنا ممدوح، هي عضو نقابة الصحفيين، وتعمل بقسم التحقيقات في “مدى مصر”، بعدما انضمت لفريق الموقع في 2018، وسبق احتجاز رنا في أواخر 2019 مع اثنين من صحفيي “مدى مصر”، بينهم رئيسة التحرير لينا عطا الله، بعد اقتحام مكتب المؤسسة، عقب يوم من القبض على محرر الأخبار فيها، وأخلت السلطات وقتها سبيل الجميع بعد ساعات.
كانت ممدوح تقدمت، في ديسمبر/كانون الأول 2018، بمذكرة رسمية لنقيب وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين، بخصوص سلسلة من الانتهاكات التي تعرضت لها وقتها، تضمنت تحفظ ضباط اﻷمن الوطني في مطار القاهرة على جواز سفرها أثناء عودتها من مؤتمر للصحافة الاستقصائية في اﻷردن، والتحقيق معها، وتفتيش محتويات حقائبها، ومصادرة مذكرات خاصة بها، قبل أن يُطلب منها الذهاب للمقر الرئيسي للجهاز بدعوى تسلم جواز السفر. وهي الإجراءات التي وصفها وقتها محامي “مدى مصر”، وأعضاء بمجلس نقابة الصحفيين، بأنها مخالفة للقانون والدستور.
في المقابل اعتبر مدير مؤسسة حرية الفكر والتعبير، محمد عبد السلام، أن ما أقدمت عليه رنا ممدوح “ليس تهمة من الأساس ولا يوجد شيء في القانون يمنع الصحفي من القيام بعمله”. وقال: “للصحفي الحق في التنقل والالتقاء بمصادره والاتصال بالمواطنين وأن ينقل قصصاً خبرية عنهم، وهذا شيء بديهي وفقاً للقانون”.
واعتبر عبد السلام أن القضية مهنية، ويجب على نقابة الصحفيين أن تتدخل، مؤكداً أن القبض على ممدوح من قبيل الاعتداء على حرية الصحافة. وأكد أن رنا ممدوح عضو بنقابة الصحفيين وصحفية مخضرمة تعمل بقسم التحقيقات في “مدى مصر”.
وقال عبد السلام: “نعم كانت هناك مناطق معينة في شمال سيناء ممنوع على الصحفيين الوصول إليها تحت شعار حماية الأمن القومي، لكن هناك تساؤلات بشأن صفقة رأس الحكمة”.
جدير بالذكر أنه في أواخر فبراير/شباط 2024، أعلنت مصر عن صفقة الإمارات تتضمن الاستثمار في مدينة رأس الحكمة الموجودة في العلمين على البحر المتوسط، غرب مدينة الإسكندرية وبموجب الصفقة، يحصل الصندوق السيادي الإماراتي ِعلى حق تطوير 170 مليون متر مربع من أفضل شواطئ الساحل الشمالي في “رأس الحكمة”.