ذكر موقع Axios الأمريكية في تقرير نشره يوم الأحد 10 مارس/آذار 2024، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد بدأ مناورة صعبة وهي الانفصال عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واستراتيجيته في حرب غزة، بالتوازي مع التمسك بإسرائيل ومعركتها ضد حماس، التي لا تزال تحتجز أسرى إسرائيليين. في الوقت نفسه قال موقع إنتليجنس الأمريكي، إن حالة عدم الرضا و”خيبة الأمل” لدى البيت الأبيض حيال قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتزايد.
بايدن يريد الانفصال عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
“أكسيوس”، قال في تقريره إنه لم تدفع أي حادثة بايدن إلى البدء في تغيير مساره مع نتنياهو، الذي يعرفه منذ 40 عاماً. إنه فقط تراكم الأحداث والقرارات التي اتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الأسابيع القليلة الماضية، حسبما صرح مسؤولون أمريكيون لموقع Axios الأمريكي.
كان بايدن يأمل لأسابيع أن يتمكن من استخدام الحرب لدفع صفقته الضخمة مع المملكة السعودية بعد القتال. لكن من نواحٍ عديدة، يرى بايدن أن نتنياهو هو المسؤول عن انهيار الصفقة.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن بايدن –والعديد من كبار المسؤولين الآخرين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية– يشعرون بالإحباط الشديد بسبب ما يعتبرونه جحوداً من جانب نتنياهو.
وقدم بايدن للحكومة الإسرائيلية دعماً غير مسبوق على مدى الأشهر الخمسة الماضية، على حساب معارضة قوية من حزب الرئيس خلال عام الانتخابات.
وتضمن خطاب “حالة الاتحاد” الذي ألقاه بايدن إشارةً واضحة حول تحوله إزاء نتنياهو. ولم يذكره بالاسم، لكنه أشار إلى “قيادة إسرائيل” وفي الخطاب، كان بايدن منضبطاً نسبياً في انتقاداته للحكومة الإسرائيلية، لكن محادثة ما بعد الخطاب مع سيناتور ديمقراطي، والتي التُقِطَت عبر مكبر صوت، أظهرت أن ما يعتقده الرئيس في الواقع هو أقسى بكثير.
من جانبه، قال للسيناتور مايكل بينيت (ديمقراطي من كولورادو) قبل أن يدرك أن حديثه مُسجَّل: “قلت لنتنياهو: أنا وأنت سنقف أمام ليسوع”.
بايدن لن يتخلى عن إسرائيل
في حين قال بايدن لجوناثان كيبهارت من قناة MSNBC إن عبارة “سنقف أمام يسوع” هي “تعبير مستخدم في الجزء الجنوبي من ولايتي، ويعني محاسبةً جادة.. لقد عرفت نتنياهو منذ 50 عاماً، وكان يعرف ما أقصده بهذا القول”.
وقال بايدن لكيبهارت إن نتنياهو “يجب أن يولي المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التي تُزهَق نتيجة العمليات الجارية” في غزة. وأضاف: “إنه يؤذي إسرائيل أكثر من مساعدتها.. وأعتقد أن هذا خطأ كبير”.
لكن بايدن قال إنه “لن يتخلى عن إسرائيل أبداً. فالدفاع عن إسرائيل لا يزال أمراً بالغ الأهمية”، ولقد وصل بايدن إلى النقطة التي بلغها من قبل ثلاثة من أسلافه –بيل كلينتون وباراك أوباما ودونالد ترامب– في علاقتهم مع نتنياهو.
في سياق موازٍ، فقد سبق أن نجح كلينتون في الانفصال عن نتنياهو دون الإضرار بسجله المؤيد لإسرائيل. ونأى أوباما بنفسه عن رئيس الوزراء، لكنه خسر الشعب الإسرائيلي في هذه العملية. ولم تكن عواقب قطيعة ترامب مع نتنياهو لتُعرَف إلا إذا أُعيدَ انتخابه.
مخاطر كبيرة
في حالة بايدن، فإن المخاطر أعلى بكثير. فالحليف الأقوى لأمريكا في المنطقة يمر بأسوأ أزمة منذ أكثر من 50 عاماً، والمنطقة تغلي مع بداية شهر رمضان، والحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية تكتسب زخماً.
من جانبه، قال موقع إنتليجنس الأمريكي، إن حالة عدم الرضا وخيبة الأمل لدى البيت الأبيض حيال قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتزايد ونشر الموقع مقالاً تحليلياً بعنوان “خطة بايدن للتخلي عن نتنياهو”، تمت فيه مناقشة الاستياء المتزايد لإدارة البيت الأبيض من نتنياهو.
وأفرد المقال حيزاً لتصريحات سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة إيتامار رابينوفيتش، الذي قال إن البيت الأبيض كان غير راضٍ عن نتنياهو لفترة طويلة.
وأضاف: “لكنني أعتقد الآن أنهم (إدارة بايدن) أكثر غضباً وحدّة. بايدن لا يهاجمه (نتنياهو) شخصياً، لكن هذا الهجوم واضح في الاجتماعات غير الرسمية والمغلقة”.
وأشار إلى أن بايدن ونتنياهو لم يتفقا على العديد من القضايا مثل الوضع في غزة بعد الهجمات الإسرائيلية وملف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية لإحلال السلام.
نتنياهو يضر بإسرائيل
في حين فقد سبق أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم السبت، إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها”. وأوضح بايدن في مقابلة مع قناة محلية أن “مسؤولية نتنياهو عن الهجمات على قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 ألف مدني، كبيرة”.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “الإبادة الجماعية”.