استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، مساء الإثنين 11 مارس/آذار 2024، في استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مجدداً مئات الأشخاص في أثناء انتظارهم شاحنات مساعدات قرب دوار الكويت جنوب مدينة غزة، في الوقت الذي تستمر فيه مأساة الجوع بالقطاع جراء الحصار الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات للآلاف من الأشخاص.
محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، أكد استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين جراء استهداف إسرائيلي لفلسطينيين ينتظرون مساعدات إنسانية.
كما أضاف أن الاستهداف كان للفلسطينيين قرب دوار الكويت على شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة.
فيما لم يقدم “بصل” معلومات عن عدد القتلى أو الإصابات، فيما لم يصدر تعقيب فوري من الجيش الإسرائيلي بشأن تفاصيل الحادثة حتى الساعة الـ21:45 (ت.غ).
وليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات في مدينة غزة.
فيما تبقى أعنف حوادث الاستهداف تلك التي كانت في 29 فبراير/شباط الماضي، عندما أطلقت قوات إسرائيليةٌ النار على مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم جنوب مدينة غزة في انتظار الحصول على مساعدات إنسانية بشارع الرشيد (مجزرة الطحين)، ما خلَّف 118 قتيلاً و760 جريحاً، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
2000 كادر طبي دون فطور
في السياق، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الإثنين، أن 2000 كادر طبي في شمال القطاع لم يجدوا ما يفطرون عليه في أول أيام شهر رمضان.
وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة، في بيان، إن الطواقم الطبية تتعرض للمجاعة التي تضرب شمال غزة.
كما أوضح أن ألفين من الكوادر الطبية العاملة بشمال القطاع لم يجدوا إفطاراً لهم في الأول من شهر رمضان.
وطالب القدرة المؤسسات الدولية والإغاثية بتوفير وجبات طعام لمستشفيات شمال قطاع غزة.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة- لا سيما محافظتي غزة والشمال- على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
الاحتلال يواصل منع دخول المساعدات
في سياق مرتبط، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن إسرائيل حظرت إدخال مساعدات بالغة الأهمية بينها أجهزة التنفس الصناعي وأدوية السرطان إلى غزة، وأرجعت شاحنة مساعدات بسبب مقصات طبية.
وذكر لازاريني، في منشور على حسابه بمنصة “إكس” الإثنين، أن جميع سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء، وأضاف: “يأتي القليل جداً وتزداد القيود”.
كما أوضح أنه “تم إرجاع شاحنة محملة بالمساعدات، لأنها كانت تحتوي على مقصات تستخدم في مجموعات الأدوات الطبية للأطفال”.
وتابع: “يضاف المقص الطبي الآن إلى قائمة طويلة من المواد المحظورة التي تصنفها السلطات الإسرائيلية على أنها ذات استخدام مزدوج”.
كذلك، أوضح أن القائمة تشمل مواد أساسية ومنقذة للحياة، بينها أدوية التخدير، والأضواء الشمسية، وأسطوانات الأوكسجين وأجهزة التنفس الصناعي، وأقراص تنظيف المياه، وأدوية السرطان، ومستلزمات الأمومة.
وشدد على أنه يجب تسهيل وتسريع عملية السماح بمرور الإمدادات الإنسانية وتسليم المواد الأساسية والحيوية. وأضاف: “حياة مليوني شخص تعتمد على ذلك، وليس هناك وقت لنضيعه”.
إسرائيل تدمر كل شيء
في تعليقها عن استمرار جرائم الاحتلال بالقطاع، قالت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية آمال حمد، الإثنين، إن “حجم الكارثة كبير جداً” في قطاع غزة، حيث “يتم تدمير كل شيء” من قبل إسرائيل.
جاء ذلك في تصريحات صحفية من مقر الأمم المتحدة بنيويورك، لفتت فيها إلى أن نحو 600 ألف طالب وطالبة باتوا محرومين من التعليم في غزة.
أوضحت أنه “لا يوجد ماء وغذاء وكهرباء في غزة”، ولم يعد هناك مكان يذهب إليه السكان. وقالت: “أتيت لكم برسالة الشعب الفلسطيني وهي أن هناك حاجة مُلحة لوقف إطلاق النار”.
وحذّرت من أنه “يتم تدمير كل شيء في غزة”، وأكدت أن وقف إطلاق النار ضروري لإرسال المساعدات ومنع النزوح القسري.
واستقبل سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون، شهر رمضان تحت القصف الإسرائيلي والنزوح والمجاعة، بينما يعتبره الفلسطينيون رمضان الأصعب على الإطلاق بالنسبة لسكان غزة، نظراً إلى عدم توافر الكهرباء والماء ولقمة من الطعام للسحور أو الإفطار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية ومجاعة بعدد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.