غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

أخبار

إمام أوغلو يركز جهوده للحصول على الأصوات الكردية.. هذه أهميتها في إسطنبول، وأبرز تنازلاته مقابلها

نتائج الثانوية العامة

يحاول مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول، الحصول على دعم الأصوات الكردية في الانتخابات المحلية المقبلة يوم 13 مارس/آذار 2024، الأمر الذي دفعه للهجوم على مرشحة في حزبه بسبب انتقادها التحالف بين أكرم إمام أوغلو والأكراد من خلال حزب الديمقراطية والمساواة الكردي.

طالب إمام أوغلو مرشحة حزبه لرئاسة بلدية أفيون كارا حصار (وسط تركيا) بورجو كوكسال، بالاستقالة من الحزب، أو البحث عن كيان آخر لتمثيله في انتخابات البلدية الكبرى ذات الأغلبية القومية، أو حتى البحث عن عمل آخر، بعد انتقادها للحزب الكردي الذي يسعى إمام أوغلو للحصول على أصوات كوادره سعياً لولاية ثانية برئاسة بلدية إسطنبول.

وكانت كوكسال رفضت التعاون مع حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية قائلة: “إذا فزت بالانتخابات، فإن أبواب بلدية أفيون كارا حصار ستكون مفتوحة أمام كل أفراد الشعب التركي، باستثناء هؤلاء المتعاونين مع الإرهابيين في جبال قنديل”.

تصريحات أخرى انتقدت كوكسال، لا سيما من رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، الذي وصف فيها كلماتها بـ”زلة اللسان التي يجب العدول عنها”؛ مع انتقادات لتصريحات إمام أوغلو التي وصفها أوزيل بـ”أنها كانت قاسية”.

علاقة كليجدار أوغلو بالواقعة

ورغم محاولة رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية تهدئة الأجواء حول واقعة مرشحة الحزب لرئاسة بلدية أفيون كارا حصار، لم تتوقف الانتقادات داخل أكبر أحزاب المعارضة التركية لتصريحات كوكسال التي وصلت إلى حد اتهامها من أحد أبرز إعلاميي المعارضة، المقرب من الحزب فاتح برتقال، بأنها “تنفذ أجندة خاصة برئيس الحزب السابق كمال كليجدار أوغلو، من أجل إعادته إلى سدة رئاسة الحزب من جديد”.

وقال برتقال في برنامجه على قناة “سوزجو” المعارضة، إن “بورجو كوكسال تلقت تعليمات من كليجدار أوغلو لتنفيذ أجندة خاصة بهم، من أجل الإطاحة بالقيادة الحالية لحزب الشعب الجمهوري، في انتظار عودة كمال بيه”، المقصود به كمال كليجدار أوغلو.

إمام أوغلو يركز جهوده للحصول على الأصوات الكردية.. هذه أهميتها في إسطنبول، وأبرز تنازلاته مقابلها

استدعى الأمر رداً من زعيم حزب الشعب السابق الذي وصف فيه برتقال بـ”العار على مهنة الصحافة”، قائلاً في بيان مكتوب: “إن التشهير بالناس بالقول الذي لا يمكن إثباته؛ ليس من الإنسانية، ناهيك عن الصحافة؛ إنه عار على هذه المهنة”.

تثير هذه الضجة والخلافات داخل حزب الشعب الجمهوري، وكذلك رد فعل إمام أوغلو، تساؤلات بشأن أهمية حصوله على أصوات حزب “الديمقراطية والمساواة الشعبية” الكردي، الذي يُوصف بأنه ممثل الأكراد في البلاد.

يأتي التمسك بتحالف إمام أوغلو والأكراد، وسط اتهامات لعدد كبير من قادة الحزب الكردي بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، وتلقيه تعليمات لتنفيذ أجندة خاصة داخل تركيا، من قيادة الحزب في جبال قنديل شمالي العراق، بحسب بيان سابق لوزارة الداخلية.

علاقة أكرم إمام أوغلو والأكراد

عند سؤاله في تجمع انتخابي في منطقة عثمان غازي في إسطنبول، حول علاقته بالأكراد، وتوقعاته لتوجهات الناخبين منهم في الانتخابات المحلية المقبلة، قال أكرم إمام أوغلو: “لا يمكن لأحد أن يقف بيني والأكراد، ولست بحاجة إلى وساطة طرف آخر، أو شخصية سياسية أخرى في علاقتي معهم”.

أقر كذلك بوجود “خط مباشر، ورابطة مباشرة جميلة، بين إمام أوغلو والأكراد في إسطنبول، ونحن نفهم بعضنا ونحب بعضنا”، على حد تعبيره.

منذ انتخابه رئيساً لبلدية إسطنبول عام 2019، لم يتوقف إمام أوغلو عن مخاطبة الأكراد في كل مكان، ووصل به الأمر إلى زيارة البلديات الكردية جنوب شرقي تركيا، والدفاع عن قياداتها الذين اتُّهموا بالتورط في إرسال أموال البلديات إلى عناصر حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق.

خلال فترة رئاسته، شهدت العلاقة بين إمام أوغلو والأكراد تقدماً، وذلك بعد تعيينه العديد من الشخصيات الكردية في مناصب داخل مبنى بلدية إسطنبول الكبرى؛ وثبت بعد ذلك تلقي بعضهم تدريبات عسكرية لدى حزب العمال الكردستاني المصنف “إرهابياً” في تركيا، بحسب ما كشف عنه وزير الداخلية التركي السابق سليمان صويلو.

كذلك رشح حزب الشعب الجمهوري نحو 48 شخصية من قيادات حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية على قوائمه الانتخابية، في كل مناطق إسطنبول، ما يجعله مؤهلاً لتشكيل كتلة داخل المجالس البلدية في حال فوز هؤلاء المرشحين في الانتخابات القادمة.

إمام أوغلو يركز جهوده للحصول على الأصوات الكردية.. هذه أهميتها في إسطنبول، وأبرز تنازلاته مقابلها

تنازلات إمام أوغلو للحزب الكردي

في خطوة تصب في صالح الحزب الكردي، قام حزب الشعب الجمهوري بسحب مرشحه لرئاسة بلدية إسنيورت جنوب غربي إسطنبول، وهي أكبر البلديات التركية من حيث التعداد السكاني، وعدد الناخبين الأكراد.

يعكس ذلك تناولاً لأكبر أحزاب المعارضة التركية، لصالح مرشح الحزب الكردي أحمد أوزر، الذي كانت له تصريحات شهيرة تطالب بالإفراج عن عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في تركيا.

بذلك، فإنه في حال فوز الحزب الكردي ببلدية إسنيورت ذات الغالبية الكردية، ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ تركيا التي يصل فيها حزب كردي لقيادة بلدية في مدن الغرب التركي، وتحديداً في إسطنبول، وهو الهدف الذي يسعى له حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية منذ بدء الترشح للانتخابات الحالية، وصرح به العديد من قياداته.

مرشحو الحزب الكردي في إسطنبول

بعد إغلاق باب الترشح للانتخابات المحلية بنحو 15 دقيقة، في 20 فبراير/شباط 2024، وصل وفد حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية لتقديم قائمة مرشحيه لرئاسة بلدية إسطنبول.

ورغم إغلاق باب الترشح، وافقت اللجنة العليا للانتخابات على قبول أوراق الحزب الكردي.

ورشح الحزب لرئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات القادمة نائبة  رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في البرلمان ميرال دنيش بيشتاش، النائبة عن ولاية سيرت، وكانت نائبة في البرلمان كذلك لدورتين سابقتين عن ولاية أضنة.

كذلك ترشح إلى جانب بيشتاش على منصب رئيس البلدية، النائب عن ولاية إزمير مراد تشيني، الذي يشغل منصب رئيس المجلس التنفيذي للحزب منذ عام 2016.

إمام أوغلو يركز جهوده للحصول على الأصوات الكردية.. هذه أهميتها في إسطنبول، وأبرز تنازلاته مقابلها

الناخب الكردي في إسطنبول

بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة دوملوبينار، حسين شايهانلي أوغلو، فإن الجميع يبحث خلال الانتخابات القادمة “النسبة الذهبية” البالغة 5% “للناخبين الأكراد”.

أوضح شايهانلي أوغلو في تصريحاته لـ”عربي بوست”، أنه “من المعروف أن 20% بالمتوسط ​​من ناخبي تركيا هم مواطنون من أصول شرقية وجنوبية شرقية، الذين يُعرفون اختصاراً باسم الناخبين الأكراد”.

أكثر من نصف الـ20% هم متدينون في طبعهم بحسب شايهانلي أوغلو، الذي أكد أنهم “ملتزمون بالقيم التقليدية، ومناهضون للعنف، وبعيدون عن أيديولوجيات اليسار القومي، ولا يفكرون في مشكلة عرقية بما يكفي لتعطيل حياتهم اليومية”.

عن كتلتهم التصويتية في إسطنبول، قال إنهم “يعيشون بشكل رئيسي في الغرب من إسطنبول، ويؤكدون أنهم مواطنون أتراك، وكانت معظم أصواتهم تذهب للأحزاب المحافظة منذ تسعينيات القرن الماضي”.

أوضح أستاذ العلوم السياسية، أنه بينما يعيش واحد من كل 5 ناخبين في تركيا داخل إسطنبول، بالتالي فإن الناخبين الأكراد يعيشون فيها بكثافة كبيرة.

بشأن ميولهم الانتخابية، أشار إلى أن الانتخابات المحلية التركية 2019، شهدت تصويت أكثر من نصف الناخبين الأكراد لصالح إمام أوغلو، وأن الجزء المتبقي أبطلت أصواتهم بعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع، أو لأسباب أخرى.

لاحظ أيضاً شايهانلي أوغلو، أن نسبة عدم المشاركة في الانتخابات تكون أعلى في الأحياء التي يحصل فيها الناخبون الأكراد على أصوات أكثر، وهذه العلاقة أقوى في عام 2019 مقارنة بانتخابات 2018، وكذلك لوحظ أن الناخبين الأكراد لديهم ميل لعدم التصويت في إسطنبول، وأن هذا الاتجاه تزايد في الانتخابات المحلية الماضية.

بناءً على ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية التركي، أن “ما سيفعله هؤلاء الناخبون في الانتخابات القادمة سيكون حاسماً في نتيجة الانتخابات”، مضيفاً أنه “كما هو متوقع، فإنه في هذه الانتخابات سيكون الصوت الواحد ثقيلاً مثل الرصاصة، في ظل التشجيع المستمر من حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية من أجل التصويت بنشاط لصالح إمام أوغلو”، على حد قوله.

نسبة الناخبين الأكراد في مدينة إسطنبول من أصل مجموع الناخبين فيها، تصل إلى نحو 5٪، من إجمالي عدد من يحق له التصويت، وهي النسبة التي يسعى الجميع لكسب ودها، وفي مقدمتهم أكرم إمام أوغلو، والتي قد تجعله رئيساً للبلدية للمرة الثانية على التوالي، بحسب شايهانلي أوغلو.

لمن سيصوت الأكراد؟

نشر مركز “راويست” لأبحاث الرأي، نتائج دراسته حول “الناخب الكردي في إسطنبول”، مبيناً أن 33.4% من الناخبين الأكراد في إسطنبول سيصوتون لأكرم إمام أوغلو في الانتخابات المحلية القادمة.

في المقابل، قال 31.4% من المشاركين إنهم بالتأكيد لن يصوتوا لصالح إمام أوغلو؛ لتتقارب نسبة مؤيدي إمام أوغلو وأولئك الذين لا يدعمونه.

فيما تبلغ نسبة الذين يقولون إنهم سيصوتون لإمام أوغلو، إذا لم يقم الحزب الذي يدعمونه بترشيح مرشح، 24.6%.

بحسب المركز ذاته، فإنه من خلال إجراء مقابلات مع الناخبين الأكراد الذين يعيشون في إسطنبول نهاية العام الماضي 2023، تم إجراء البحث وجهاً لوجه مع ألف شخص في 39 منطقة في إسطنبول.

وفقاً لدراسة المركز المتخصص في القضايا الكردية؛ يعتقد الناخبون الأكراد في إسطنبول أن إمام أوغلو يمكنه الفوز بدعم حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية؛ كما توقع 54.5% من المشاركين أن إمام أوغلو لن يتمكن من الفوز في الانتخابات دون ناخبي الحزب، في حين بلغت نسبة الذين يعتقدون أن إمام أوغلو سيفوز في جميع الظروف 19% فقط.

خوف إمام أوغلو واعتماده على الأصوات الكردية

من جانبه، يرى رئيس تحرير جريدة “حرييت” التركية أحمد هاكان، أن واقعة مرشحة حزب الشعب الجمهوري في أفيون كارا حصار، بورجو كوكسال، كشفت العديد من نقاط الضعف لدى إمام أوغلو مرشحاً عن حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.

أوضح في مقاله اليومي في الصحيفة، أن “الضعف الأول لإمام أوغلو الذي ظهر في هذه الحادثة، أنه يعتبر نفسه زعيم حزب الشعب الجمهوري، وبالتالي يمكنه تنفيذ ما يشاء من إجراءات داخل الحزب، ومن ذلك طلبه بضرورة استقالة كوكسال من الحزب، دون الرجوع لرئيس الحزب أوزغول أوزيل”.

أضاف هاكان أن نقطة الضعف الثانية التي ظهرت لدى إمام أوغلو، أن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى الحالي لديه خوف شديد من احتمالية خسارة أصوات حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية، بالتالي خسارة الانتخابات القادمة، ولذلك يبذل كل ما في وسعه لمنع حدوث ذلك، ليقدم من أجل ذلك الكثير، وعلى استعداد لتقديم أكثر من ذلك.

يشار إلى أن إمام أوغلو ترشح عن حزب الشعب الجمهوري لولاية ثانية لرئاسة إسطنبول، مؤكداً أن الفوز فيها يعزز حظوظه للمشاركة في انتخابات الرئاسة التركية في عام 2028.


شبكة الغد الإعلامية - مؤسسة إعلامية مُستقلة تسعى لـ تقديم مُحتوى إعلامي راقي يُعبّر عن طموحات وإهتمامات الجمهور العربي حول العالم ونقل الأخبار العاجلة لحظة بلحظة.

منشورات ذات صلة