أبحرت سفينة مساعدات تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص في وقت مبكر، الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024، في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة الذين صاروا على شفا المجاعة.
حيث شوهدت سفينة الإنقاذ (أوبن آرمز) وهي تبحر من ميناء لارنكا في قبرص وتسحب بارجة تحمل الطحين والأرز والبروتينات، فيما تستغرق الرحلة إلى غزة نحو 15 ساعة، ولكن ربما تستغرق رحلة سفينة مساعدات القطر الثقيل وقتاً أطول بكثير قد يصل إلى يومين، إذ تبعد قبرص ما يزيد قليلاً على 320 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من غزة.
وقال الجيش الأمريكي إن السفينة (جنرال فرانك إس. بيسون) التابعة له في طريقها أيضاً لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة عن طريق البحر.
طرق بديلة لإيصال المساعدات
وتحول الاهتمام نحو طرق بديلة منها البحر والإسقاط الجوي للمساعدات في ظل حديث وكالات الإغاثة عن أن تسليم الإمدادات إلى غزة يواجه عراقيل بيروقراطية وانعدام الأمن منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت واشنطن على مدى أسابيع إنها تأمل في إبرام اتفاق هدنة بحلول شهر رمضان الذي بدأ أمس الإثنين، لكن الهدنة لم تتحقق حتى الآن مع عدم اتفاق الجانبين على بنود وقف القتال وتحرير الرهائن وإدخال المساعدات.
ومهمة اليوم الثلاثاء تتويج لأشهر من التحضير من قبل قبرص، عضو الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى الصراع والتي تراقب بحذر الآثار غير المباشرة الناجمة عن التوتر في الشرق الأوسط، وتشهد بالفعل تزايداً لتدفقات الهجرة من لبنان، بحسب رويترز.
ومع الافتقار إلى البنية التحتية للموانئ، قالت مؤسسة وورلد سنترال كيتشن إنها تقوم ببناء رصيف ميناء في غزة بمواد من المباني المدمرة والأنقاض، في مبادرة منفصلة عن خطة أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي لبناء رصيف مؤقت في غزة لتسهيل توصيل المساعدات عن طريق البحر.
بدوره، قال خوسيه أندريس مؤسس وورلد سنترال كيتشن في منشور على موقع إكس إن بناء الرصيف “يجري على قدم وساق”، وأضاف: “تخلص بعض حساباتنا إلى أن الميناء سيكون جاهزاً عندما نصل إلى هناك، والأهم من ذلك أن لدينا فريقاً هناك لدعم توزيع هذه المساعدات”، في إشارة إلى فريق المؤسسة الموجود على الأرض في غزة منذ عدة شهور.
المعابر البرية لا تزال ضرورية
من جانب آخر، رحب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بجهود توصيل المساعدات بحراً وجواً، لكنه نبّه إلى أن ذلك “غير كافٍ”.
وتقول وكالات الإغاثة إن مثل هذه الجهود يمكنها أن توفر إغاثة محدودة فحسب طالما ظلت معظم المعابر البرية مغلقة بالكامل من قبل إسرائيل.
وقال ينس لاركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: “هذا ليس بديلاً عن النقل البري للغذاء وغيره من مساعدات الطوارئ إلى غزة”، مضيفاً: “هذا لا يمكنه تعويض ذلك”.
وقال برنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، إنه تمكن من إرسال قافلة مساعدات إلى مدينة غزة، وهي في أول قافلة ينجح وصولها لشمال القطاع منذ 20 فبراير/شباط.
توسيع نطاق المساعدات
حيث قالت المتحدثة باسم البرنامج شذى المغربي إنه تمكن أخيراً من توصيل مساعدات غذائية تكفي 25 ألف شخص إلى مدينة غزة في الساعات الأولى من هذا الصباح، مضيفة أن هذا يثبت أن نقل الغذاء عن طريق البر لا يزال ممكناً.
وعبرت المغربي عن أملها في توسيع نطاق هذه المساعدات، مؤكدة الحاجة إلى أن يكون توصيلها منتظماً وثابتاً.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو ربع سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة، خاصة في الشمال الذي تقول إن إسرائيل جعلته فعلياً بعيداً عن متناول جميع الإمدادات.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.