أعلنت رابطة مالكي السفن الألمانية، الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024، أن تحويل الملاحة عن البحر الأحمر واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، يكلف كل سفينة مبلغاً إضافياً قدره مليون دولار.
ونقل موقع ShippingWatch عن الرابطة قولها: “تعليقاً على الأوضاع الجيوسياسية.. فإن عمليات التحويل الحالية لتجنب البحر الأحمر تكلف المشغلين مليون دولار لكل جولة”.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 غيّرت غالبية شركات الملاحة العالمية وجهاتها بعيداً عن البحر الأحمر، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، خاصة لأية رحلات مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.
ويتكون الأسطول التجاري الألماني من 1800 سفينة بحمولة إجمالية تبلغ 47 مليون طن، مما يجعلها سابع أكبر دولة شحن في العالم؛ كما تعد ألمانيا أكبر مشغل لسفن الحاويات بحمولة 29 مليون طن.
اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر
يُذكر أنه في أواخر فبراير/شباط الماضي، كشف مسؤول في واحدة من أكبر شركات الشحن في العام أن اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر ستستمر لأشهر، بينما تواصل جماعة الحوثي قصفها للسفن التجارية في المنطقة؛ رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
حيث قال رودولف سعادة، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة شحن الحاويات الفرنسية العملاقة سي.إم.إيه سي.جي.إم، إن الشركة تتوقع استمرار اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر لأشهر.
بينما لجأت شركات الشحن إلى تحويل السفن لطريق أطول وأكثر كلفةً حول جنوب القارة الأفريقية، بعد أن بدأ المسلحون الحوثيون في اليمن شن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن في نوفمبر/تشرين الثاني.
كما ذكر سعادة أنه “من المحتمل أن يستمر اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر لعدة أشهر”، وقال لرويترز إن شركة سي.إم.إيه سي.جي.إم علقت معظم رحلاتها في البحر الأحمر؛ لكنها لا تزال ترسل بعض الشحنات على أساس كل حالة على حدة عندما يكون من الممكن توفير مرافقة من البحرية الفرنسية.
تغيير مسار الملاحة في البحر الأحمر
بينما تكثف حركة الحوثي اليمنية هجماتها على السفن في البحر الأحمر، أصدرت بعض شركات الشحن تعليمات للسفن بالإبحار بدلاً من ذلك حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وهو طريق أطول ومن ثم أكثر كلفة.
و”تضامناً مع غزة” التي تواجه حرباً إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، مؤكدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.
ومنذ مطلع العام الجاري يشن التحالف الذي تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف “مواقع للحوثيين” في مناطق مختلفة من اليمن، رداً على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيدياً لافتاً في يناير/كانون الثاني، أعلنت “الحوثي” أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.