قال مصدر دبلوماسي مغربي إن شحنة مساعدات إنسانية من المغرب للفلسطينيين في غزة بدأت دخول القطاع المحاصر عبر طريق بري الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها معبر كرم أبو سالم الحدودي من إسرائيل لتمرير مساعدات منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمسة شهور.
المصدر نفسه أكد أن 40 طناً من المساعدات جارٍ تسليمها بالشاحنات إلى شمال غزة عبر طريق تمكنت حكومة الرباط من تأمينه عندما أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
واعتبر المصدر أن “التمكن من إرسال المساعدات عن طريق البر من داخل إسرائيل يؤكد أن قنوات اتصال المغرب داخل إسرائيل تخدم قضية السلام وتستخدم للدفاع عن حقوق الفلسطينيين”.
وأوضح المتحدث نفسه أن المساعدات تم شحنها جواً إلى إسرائيل قبل تحميلها عند المعبر على شاحنات يديرها الهلال الأحمر الفلسطيني لضمان وصولها إلى مَن هم بحاجة إليها في شمال غزة.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الشاحنات دخلت قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم لتفادي تعقيدات إدخالها عبر معبر رفح على حدود غزة مع مصر أو الإسقاط الجوي.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية المغربية في بيان: “تأتي هذه المساعدات، التي تتزامن مع بداية شهر رمضان، للتخفيف من معاناة السكان الفلسطينيين، لا سيما الفئات الأكثر هشاشة”.
أول مشاركة في “المساعدات الجوية”
يأتي هذا بعد يوم واحد من مشاركة المغرب في تنفيذ عملية إنزال جوي لمساعدات إنسانية في قطاع غزة، عبر 6 طائرات عسكرية، وفق وسائل إعلام محلية مغربية.
حسب موقع “هسبريس” المغربي (مستقل)، فإن “الرباط أرسلت اليوم (الإثنين)، بتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، ست طائرات مروحية عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية محملة بالمساعدات الإغاثية الموجهة إلى غزة”.
كما أضاف الموقع، نقلاً عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن “الرباط أبلغت تل أبيب عزمها إرسال طائرات مساعدة إنسانية إلى شمال قطاع غزة، وهو ما تمّ التعامل معه بشكل إيجابي”.
وانضم المغرب إلى ست دول عربية تواصل منذ أكثر من أسبوع، تنفيذ عمليات مشتركة لإسقاط مساعدات غذائية على قطاع غزة، وهي مصر والإمارات والأردن وقطر وسلطنة عُمان والبحرين.
وقال سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله (حكومية) للأناضول: “بمشاركة المغرب اليوم في إنزال المساعدات على سكان قطاع غزة، يؤكد الاستمرار في نهجه التقليدي في تقديم الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني”.
وأوضح أن “المشاركة تؤكد أن المغرب سيظل دائماً يفصل بين الدينامية التي تشهدها علاقته مع إسرائيل برعاية أمريكية، وبين مواقفه المبدئية والتاريخية الداعمة للشعب الفلسطيني”.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، استأنف المغرب وإسرائيل علاقتهما الدبلوماسية بوساطة أمريكية، في خطوة أعربت قطاعات شعبية وقوى سياسية في المملكة عن رفضها، وأعقب ذلك زيارة مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى إلى الرباط، توقفت مع بدء الحرب على غزة.
وأشار الصديقي إلى توقعاته في أن يشارك المغرب أيضاً بفعالية في جهود إعمار القطاع وتقديم الدعم لسكانه.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.