نقلت صحيفة “يني شفق” التركية المقربة من السلطات، الأربعاء 13 مارس/آذار 2024، عن وزير الدفاع التركي يشار غولر، قوله إن أنقرة تعمل على إنشاء مركز عمليات مشتركة مع الحكومة العراقية، من أجل تأمين الحدود و”تطهير المنطقة من الإرهاب”، كاشفة عن خطة تعاون عسكري بين تركيا والعراق.
الصحيفة أشارت إلى أن تركيا طرحت قبل عامين على العراق مبادرة لإنشاء مركز عمليات مشتركة، حيث تحارب تركيا تنظيم حزب العمال الكردستاني الذي يتمركز في جبال شمالي العراق، ويشن هجمات على القوات التركية من حين آخر.
ومع زيارة وزير الدفاع التركي للعراق خلال الأيام المقبلة، قبيل زيارة متوقعة للرئيس رجب طيب أردوغان إلى بغداد في أبريل/نيسان المقبل، فإن أنقرة ستعيد طرح المبادرة مع العراق لضمان أمن الحدود، وفق المصدر نفسه.
خطة تعاون عسكري بين تركيا والعراق
أضافت الصحيفة، أن وفدين حكوميين من تركيا والعراق، سيجتمعان لتحديد المناطق التي يتمركز فيها حزب العمال الكردستاني أو يسيطر عليها في شمال العراق، ومن ثمّ سيتم وضع خطة تعاون عسكري بين تركيا والعراق تهدف “لتطهير المنطقة” من تنظيم حزب العمال وتحييده.
فيما أشارت الصحيفة إلى أن الأولوية ستكون لمناطق تمركز التنظيم في قنديل وسنجار ومخمور والسليمانية وغارا في شمال العراق.
وتابعت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها التي لم تسمّها، أن أنقرة وبغداد ستخططان للعملية التي سيتم تنفيذها في تلك المناطق بعد تحديدها، وسيتم استعراض الخطوات التي يمكن اتخاذها معاً بين البلدين، لا سيما التعاون الاستخباراتي والدعم اللوجستي أو التدريب.
ومن المخطط اختيار منطقة آمنة يمكن من خلالها التحكم في العملية، من أجل إنشاء مركز العمليات المشتركة بين البلدين، وفق الصحيفة.
“طريق التنمية” بين تركيا والعراق
من جانب آخر، قال أحمد يلدز، نائب وزير الخارجية التركي، أمس الثلاثاء، إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيقوم بزيارة إلى العراق قبل نهاية أبريل/نيسان المقبل، وذلك في تصريحات صحفية حيث كان موجوداً في العراق.
ولفت يلدز الذي زار السفارة التركية في بغداد ومركز يونس إمره الثقافي، إلى أنه سيبدأ لقاءاته مع مسؤولين عراقيين، الأربعاء، وأوضح أنه سيجري مباحثات في وزارة الخارجية العراقية سيتم خلالها مراجعة العلاقات الثنائية، والتحضير لاجتماع سيعقد على مستوى الوزراء في الفترة المقبلة، وزيارة الرئيس أردوغان.
وأشار نائب الوزير الى أهمية مشروع طريق التنمية الذي يمتد من العراق إلى تركيا، مؤكداً أن المشروع سيلبي حاجة كبيرة، لا سيما أن تركيا اقتصاد كبير وجارة لأوروبا.
أضاف أن العراق أيضاً “كان يمتلك اقتصاداً كبيراً”، معرباً عن أمله في أن يعود كما كان، مشيراً إلى أن كلا البلدين متحمس للمشروع، وأضاف: “نعتقد أنه إذا تم تنفيذه فسيجلب فوائد (كبيرة) لا تقارن بتكلفته”.
وحول الزيارة المزمعة للرئيس أردوغان إلى العراق، قال يلدز إنه “بحسب التخطيط والتحضيرات فإن الزيارة ستجري قبل نهاية أبريل/نيسان”.
ومشروع “طريق التنمية” يشمل طريقاً برياً وسككاً حديدية، ويمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، ويبدأ من ميناء الفاو في خليج البصرة (جنوب العراق)، بطول 1200 كيلومتر داخل العراق، على أن يتم ربطه بشبكة السكك الحديدية التركية.