سلط تقرير لصحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الأربعاء 13 مارس/آذار 2024، الضوء على شهادات فلسطينيين تعرضوا للتعذيب وأوضاع متعبة وغيرها من الانتهاكات خلال فترة احتجازهم بسجون الاحتلال الإسرائيلي.
منذ أن توغلت القوات المسلحة الإسرائيلية في غزة، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنها اعتقلت آلاف الشباب الفلسطينيين في عمليات الجيش الإسرائيلي.
“كنت أدعو الله فقط أن أنجو بحياتي”
عندما أطلق الجنود الإسرائيليون سراح بهاء أبو ركبة بالقرب من معبر حدودي في غزة، بعد احتجازه لمدة 3 أسابيع تقريباً، قال الفلسطيني البالغ من العمر 24 عاماً إنه كان يتألم ويكافح من أجل المشي بعد تعرضه للضرب المتكرر بأعقاب البنادق والركل في الفخذ، وفق ما نقل التقرير.
وقال أبو ركبة، الذي يعمل مسعفاً في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: “كنت أدعو الله فقط أن أنجو بحياتي”، مشيراً إلى أنه أُجبِرَ في بعض الأيام على الركوع لمدة تصل إلى 20 ساعة، وكانت يداه مقيدتين بقضيب فوق رأسه.
في سياق متصل، أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن 27 فلسطينياً من غزة لقوا حتفهم في المعتقلات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في نهاية المطاف، أُطلِقَ سراح المعتقلين السابقين دون أن توجه السلطات الإسرائيلية اتهاماتٍ لهم، ووصفوا سوء المعاملة الذي خضعوا له، إذ قال البعض إنهم تعرضوا لاعتداءات جسدية أثناء اعتقالهم، بما في ذلك الضرب والركل.
وقال البعض إنهم لم يتعرضوا للضرب، لكنهم تعرضوا للإهانة بشكل متكرر وأشكال أخرى من الإساءة اللفظية، كذلك قال آخرون إنهم ظلوا مستيقظين عمداً، ولم يُسمَح لهم بالنوم إلا لمدة 4 ساعات في اليوم.
وعندما سُمِحَ لهم بالنوم، لم تُقدَّم لهم أسرَّة أو بطانيات، وقد وصف الكثيرون الظروف السيئة في مرافق الاحتجاز، بما في ذلك الاكتظاظ ونقص الغذاء وغياب الصرف الصحي.
ضرب وتجريد من الملابس
في السياق، قال العديد من الفلسطينيين الذين تحدثوا إلى صحيفة “وول ستريت جورنال”، إنهم اعتُقِلوا في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول العام الماضي، خلال المرحلة الأولى من الهجوم الإسرائيلي على غزة.
ووصفوا كيف تم تجميعهم في مجموعات كبيرة، وتجريدهم من ملابسهم، وتعصيب أعينهم في بعض الأحيان، قبل نقلهم إلى مواقع الاحتجاز في غزة وإسرائيل.
بدوره، قال محمد عبيد، وهو صحفي يبلغ من العمر 20 عاماً، إنه اعتُقِلَ في أكتوبر/تشرين الأول أثناء تنفيذه أوامر إسرائيلية بإخلاء الحي الذي يقيم فيه في مدينة غزة، مضيفاً أن الجنود الإسرائيليين سحبوه جانباً وأمروه تحت تهديد السلاح بخلع ملابسه باستثناء ملابسه الداخلية، ثم قاموا بتقييد يديه وقدميه بأربطة مضغوطة.
وقال عبيد إن الجنود حملوه في شاحنة ثم في حافلة مع معتقلين آخرين، وأضاف أنه نُقِلَ إلى منطقة مفتوحة بها عدد قليل من المباني المؤقتة.
وقال إنه استُجوِبَ لمدة 6 ساعات ويداه مقيدتان بالسقف، لافتاً إلى أن المحققين أخذوه في اليوم التالي إلى غرفة وسألوه عن مكان وجوده يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، ومواقع الأسرى الإسرائيليين وأنفاق حماس ومواقع الصواريخ، بينما تناوبوا على لكمه على وجهه.
وبعد الاستجواب، قال إنه سُحِبَ إلى الخارج وطُلِبَ منه مسح الدماء عن وجهه والوقوف أمام العلم الإسرائيلي لالتقاط صورة له، مضيفاً أنه أُطلق سراحه دون توجيه اتهامات إليه بعد 40 يوماً من الاحتجاز.
أجبروا على خلع ملابسهم والركوع في الشارع
من جانبه، قال أيمن لباد، 34 عاماً، إنه كان في منزل عائلته في شمال غزة عندما جاءت القوات الإسرائيلية في 7 ديسمبر/كانون الأول وأمرت بإخلاء الحي.
وقال إنه عندما غادر السكان منازلهم، أُمِرَت النساء وكبار السن بالذهاب إلى مستشفى محلي، وأُجبِرَ الذكور الذين تبلغ أعمارهم 14 عاماً فما فوق على خلع ملابسهم والركوع في الشارع.
أضاف لباد، وهو متزوج وله 3 أطفال، إنه كان معصوب العينين ومقيداً بأربطة، ونُقِلَ إلى سلسلة من مواقع الاحتجاز في الأيام التالية، وقال: “تعرضتُ للضرب مراراً على أيدي الجنود الإسرائيليين دون سبب”.
كذلك أضاف: “كانوا يضربونني باستمرار على صدري. لم أستطع النوم لمدة ليلتين من شدة الألم”. وقال إنه أُطلِقَ سراحه في نهاية المطاف في 14 ديسمبر/كانون الأول.
في الوقت ذاته، قالت العديد من النساء اللاتي قابلتهن الصحيفة الأمريكية إنهن نُقِلن إلى سجون عادية في إسرائيل، حيث قالت هبة غبن (40 عاماً) إنها اعتُقِلَت في أوائل ديسمبر/كانون الأول أثناء إجلائها على طول ممر يؤدي إلى جنوب غزة، واحتُجِزَت لمدة شهرين تقريباً في سجن الدامون، الواقع بالقرب من حيفا في شمال إسرائيل.
وأثناء الاستجواب، سُئِلَت عن سكان الحي الذي تسكن فيه وعن مكان وجود قادة حماس والأسرى الإسرائيليين. قالت: “لقد هددوا بصعقي بالكهرباء، وعندما أعادونا إلى الزنزانة، كانوا يربطون أيدينا وأرجلنا”.