انتقد قائد فرقة إسرائيلية تقاتل في غزة، الأربعاء 13 مارس/آذار 2024، القيادة السياسية في تل أبيب وأن تكون “جديرة بالجنود الذين قتلوا والذين ما زالوا يقاتلون”، ما أثار حفيظة قيادة الجيش التي استدعته للتوضيح.
وبث العميد دان غولدفوس، قائد الفرقة 98 العسكرية، مساء الأربعاء، كلمة متلفزة من داخل مستوطنة “بئيري” المحاذية لقطاع غزة.
وقال غولدفوس، في مستهل كلمته: “أريد في هذه المناسبة التوجه إلى قادتنا من كل الأطراف، وأتمنى أن يجدوا الوقت للاستماع إلى محارب يقاتل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول (..) ومنذ ذلك الوقت لم أتوقف عن إرسال المقاتلين والذهاب معهم نحو النار”.
قائد الفرقة التي تنتشر حالياً في خان يونس جنوبي قطاع غزة، تحدث عن الجدل الدائر حول المسؤولية عن الفشل في توقع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول والتصدي له.
وتابع: “لا تقلقوا، نحن رجال الجيش، القادة والجنود، تحملنا المسؤولية في الماضي، ونتحمل المسؤولية في الحاضر، وسنتحمل المسؤولية في المستقبل عن كل أعمالنا، فنحن لن نهرب من المسؤولية”.
وحتى اليوم يرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحمّل مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، على النقيض من زعماء سياسيين وقادة عسكريين.
ومضى غولدفوس بقوله: “نحني رؤوسنا في وجه فشلنا المدوي في 7 أكتوبر/تشرين الاول، لكننا في الوقت نفسه نواصل التقدم ونحقق العديد من الإنجازات في ساحة المعركة”، على حد قوله.
وتابع مخاطباً القادة السياسيين: “لكن يجب أن تكونوا جديرين بنا. يجب أن تكونوا جديرين بهؤلاء الجنود الذين ضحوا بحياتهم، وجنود الاحتياط الذين لم يشغلهم من أي جانب كانوا، ويقاتلون جنباً إلى جنب”.
وفي ختام كلمته، دعا الضابط، القادة السياسيين إلى أن يكونوا “متّحدين لضمان عدم العودة إلى 6 أكتوبر/تشرين الأول، وأن كل الجهد لن يذهب هباء”.
وأثارت كلمة غولدفوس حفيظة قيادة الجيش، التي استدعته للتوضيح.
ونقلت القناة “12” العبرية الخاصة عن متحدث الجيش دانيال هاغاري، قوله إن “الكلمات التي قالها الضابط في نهاية كلمته لم تتم الموافقة عليها من قبل قادته. لذلك سيتم استدعاء الضابط للتوضيح”.
ومنذ العام الماضي، تشهد إسرائيل انقساماً سياسياً ومجتمعياً حاداً على خلفية خطة “إصلاح القضاء” التي تحد من دور القضاء، وسعت الحكومة لإقرارها وسط رفض المعارضة، التي اعتبرتها نهاية الديمقراطية في إسرائيل.
ومع اندلاع الحرب خفت الحديث عن الخطة المثيرة للجدل، لكن عاد الانقسام داخل المنظومة السياسية حول مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وكيفية إدارة الحرب في غزة وسيرها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.