غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

أخبار

دمروا منزله وسرقوا جيتاره.. فنان فلسطيني يروي مأساة “عجزه” بعد مشاهدته جندياً يعزف فوق أنقاض بيته

نتائج الثانوية العامة

قال الموسيقار الفلسطيني حمادة نصر الله إن حالة من الذهول أصابته، الأسبوع الماضي، حين شاهد جندياً إسرائيلياً على تطبيق تيك توك يعزف على جيتاره وسط أنقاض منزله المدمر في شمال غزة، واصفاً ذلك بأنه كان “مشهداً صادماً”، وفق ما قاله لموقع Middle East Eye البريطاني.

كان الجيتار الذي أهداه إياه والده الراحل قبل 15 عاماً، من المقتنيات الثمينة التي لم يتمكن المغني والملحن ومؤلف الأغاني، البالغ من العمر 28 عاماً، من حملها معه أثناء تهجيره القسري إلى جنوب غزة.

ومثل أكثر من مليون فلسطيني أُجبروا على إخلاء منازلهم في شمال غزة خلال الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان نصر الله وعائلته يبحثون عن مأوى في أماكن مختلفة في الجنوب؛ هرباً من القصف الجوي العنيف على منازل المدنيين والخدمات الأساسية.

“يأخذون موسيقانا وذكرياتنا”

وكتب على موقع إنستغرام: “والدي توفي بُعيد الهجوم على غزة عام 2014، والآن جاؤوا ليأخذوا آخر ذكرى لديّ منه”، وأضاف: “ألا يكفي أنهم يأخذون أحبابنا، وبيوتنا، وعائلاتنا، وحتى موسيقانا وذكرياتنا؟ متى سينتهي هذا الظلم؟!”.

ويبحث نصر الله حالياً عن مأوى في دير البلح، جنوب مدينة غزة، مع اثنين من أعضاء فرقته “صول”، بينما تعيش عائلته في مخيم النصيرات للاجئين مع أقارب آخرين.

وقبل أن يغادر منزله في حي السودانية، قال إنه ترك جيتاره “مكرهاً”، وأضاف لموقع ميدل إيست آي: “حين أخبرت عائلتي عن شغفي بالموسيقى في البداية، دعمني والدي وأهداني جيتاراً.. ولم أفهم قيمته الحقيقية إلا بعد أن كبرت”.

وقال نصر الله إنه لم يكن ينوي ترك الجيتار حين اضطر هو وعائلته إلى الفرار من منزلهم، مشيراً إلى أنه حزم مجموعة محدودة من متعلقاته في حقيبة ظهر بالية ليأخذ معه الجيتار؛ لكنه تركه في النهاية. 

أضاف: “أعتقد أنه إذا اكتشفه الجنود الإسرائيليون، فسيستولون عليه بلا شك.. مظهره المميز قد يكون خطراً عليّ”.

“الذين نغني ونعزف لهم الموسيقى يُقتلون”

وفي تلك اللحظات الصعبة التي كانوا يحاولون فيها النجاة بحياتهم، كان على نصر الله وعائلته الاكتفاء بحمل المقتنيات الضرورية، مضيفاً في حديثه للموقع أن “المدينة تتعرض للدمار، والناس الذين نغني ونعزف لهم الموسيقى يُقتلون.. لمن سنغني الآن؟”.

وشاهد نصر الله مقطع الفيديو الخاص بالجندي في اليوم التالي لوصوله إلى دير البلح، وقال: “للحظة، شعرت بيأس وعجز وضعف؛ لأنني لم أتمكن من حماية ممتلكاتي”.

وفرقة نصر الله “صول” على اسم النوتة الخامسة من السلم الموسيقي، مكونة من ستة موسيقيين فلسطينيين كرسوا أنفسهم للموسيقى العربية والفلسطينية الحديثة والشعبية.

وقبل اندلاع الحرب، نفذت الفرقة جولات عالمية وعرضت أغانيها في دول مثل الأردن ومصر وبلجيكا وفرنسا، ورغم  إقامتهم في الخارج لأكثر من ثلاث سنوات، اتخذوا قرار العودة إلى غزة قبيل اندلاع الصراع في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال نصر الله: “عدت في أكتوبر/تشرين الأول لقضاء بعض الوقت مع عائلتي. وكنت أخطط لتمديد إقامتي وتسجيل أغانٍ وألبومات ومقاطع فيديو في غزة، وكان من المقرر أن نسافر خارج غزة في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني”.
وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول، وسط الحرب المستمرة، أصدرت الفرقة أغنية جديدة بعنوان “افتح عزا يا لسان”.


شبكة الغد الإعلامية - مؤسسة إعلامية مُستقلة تسعى لـ تقديم مُحتوى إعلامي راقي يُعبّر عن طموحات وإهتمامات الجمهور العربي حول العالم ونقل الأخبار العاجلة لحظة بلحظة.

منشورات ذات صلة