تداول ناشطون عبر مواقع التواصل، الخميس 14 مارس/آذار 2024، فيديو يحبس الأنفاس لطفل في قطاع غزة أصرّ على استعادة طائرته الورقية، بعد ما علقت على أسلاك الكهرباء.
وأظهر الفيديو طفلاً فلسطينياً تسلّق الأسلاك الكهربائية لاستعادة طائرته الورقية التي علقت بها، وذلك في جنوب قطاع غزة.
في السياق، حاول الفلسطيني مازن شراب (39 عاماً) إضفاء أجواء شهر الصيام داخل مخيم نازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك في مسعى منه لتخفيف هموم النازحين في المخيم، الذين يعانون ويلات الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، للشهر السادس على التوالي، والتي أفقدتهم الكثير من أحبائهم.
فبروح تطوعية وموارد محدودة، تمكّن “شراب” من تعليق زينة رمضان بين الخيام البدائية، التي شملت مجموعة من الفوانيس، وهلالاً بحجم كبير، وأحبالاً ضوئية تمتد بين كل خيمة وأخرى.
وبمجرد انتهائه من تعليق الزينة، بدأ الأطفال يرقصون ويلهون بشكل خافت بين الخيام المضيئة، في لحظات من السعادة يسرقونها وسط مآسي الحرب والظروف القاسية التي يمرون بها بسببها.
لم تكن تلك الفكرة وليدة اللحظة بالنسبة لـ”شراب”، فقد اعتاد عند قدوم شهر الصيام من كل عام تعليق زينة وأضواء رمضان في حارته بمدينة خان يونس جنوب القطاع، وتوزيع الحلوى على الأطفال.
لكن بسبب قلة الإمكانات والأوضاع الصعبة التي يعيشها أهل غزة هذا العام، اقتصرت زينة رمضان على أشياء بسيطة، حيث لم يتسنَّ لـ”شراب” شراء زينة متقنة كما كان يفعل في الأعوام السابقة.
ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة واقعاً صعباً ومريراً مع استمرار الحرب للشهر السادس على التوالي، واشتداد الحصار الخانق وتفاقم الأزمات الإنسانية بشكل كبير.
وبعد انتهائه من تزيين هلال رمضان في ساحة المخيم، قال “شراب” لمراسل الأناضول: “نحاول الهروب من أجواء الحرب القاسية من خلال تزيين الخيام بالأضواء خلال شهر رمضان، على الرغم من المجازر والدمار والجوع الذي نشهده”.
وأضاف: “في شهر رمضان العام الماضي، كنت أعيش في مكان جميل جداً في خان يونس على الشاطئ، وكنت دائماً أزيّنه، والآن دمرت الحرب كل شيء”.
وتابع: “أحاول أن أعيش نفس أجواء الأعوام السابقة من رمضان، لإسعاد عائلتي وأطفال المخيم بالقليل من الإضاءة التي نضعها على الخيام”.
وأوضح: “السكان في مخيمات النزوح يعانون أوضاعاً إنسانية واقتصادية صعبة ونقصاً في الطعام والشراب بسبب الحرب الإسرائيلية”.
واستقبل سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون، شهر رمضان تحت القصف الإسرائيلي والنزوح والمجاعة.
ويعد رمضان الحالي، الأصعب على الإطلاق بالنسبة لسكان غزة، نظراً لعدم توفر الكهرباء والماء ولقمة من الطعام للسحور أو الإفطار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، ومجاعة بعدد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.