ذكر موقع The Intercept الأمريكي، الخميس 15 مارس/آذار 2024، أن صندوق المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة يمنع أعضاءه من توجيه مساهماتهم المالية إلى منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام”، لانتقادها انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
ويُعد صندوق المجتمع اليهودي أحد أكبر الصناديق المخصصة لإرشاد المانحين في الولايات المتحدة، وهو نوع من المؤسسات الخيرية التي تجمع في كثير من الأحيان تبرعات كبيرة، ثم تسمح للمساهم بتوجيه الأموال إلى المنظمات غير الربحية.
ونقل الموقع الأمريكي، عن جوردان بولاغ الذي يستخدم صندوق المجتمع اليهودي لتنظيم تبرعاته، في توزيع المساهمات من حساباته، أنه فوجئ في ديسمبر/كانون الأول، بأن جميع مساهماته مرت جميعها، باستثناء المساهمة المُوجَّهة إلى “الصوت اليهودي من أجل السلام”، وهي منظمة يهودية أمريكية تقدمية، تنتقد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وبحسب الموقع افترض بولاغ وجود خطأ ما، واتصل بالمنظمة، ولم يتلقَّ رداً إلا في يناير/كانون الثاني من راشيل شنول، المديرة التنفيذية لصندوق المجتمع اليهودي.
تغيير السياسة عقب “طوفان الأقصى”
وأوضحت شنول لبولاغ، في اتصال هاتفي، أنه في أعقاب عملية طوفان الأقصى، والحرب اللاحقة على قطاع غزة، حدث تغيير في السياسة، ولم يعد يُسمَح للمانحين بدعم منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام”.
وصرح بولاغ لموقع ذا إنترسبت: “يمنع صندوق المجتمع اليهودي أحد المساهمين اليهود من التبرع لمنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام – كم ذلك مثير للسخرية؟ وهذا كله فقط؛ لأنَّ المنظمة تعتقد أنَّ الجميع يجب أن يتمتعوا بحقوق متساوية، وحق التصويت للدولة التي تحكمهم – هذا كل شيء”.
وصندوق إرشاد المانحين هو ابتكار خيري يوفر للمانحين مزايا ضريبية كبيرة تتناسب مع مساهماتهم الخيرية. ومن خلال التبرع لهذا الصندوق، يمكن لأي شخص شطب قيمة التبرع على الفور من الضرائب المُستحَقة عليه، حتى أثناء وجود الأموال في الصندوق. وعندما يحدد المانح المنظمة التي يرغب في دعمها، يوجه الصندوق لتحويل الأموال إليها، كما هو الحال مع حساب مصرفي.
ووفقاً لوثائقه الضريبية، سجل صندوق المجتمع اليهودي إيرادات تقل قليلاً عن مليار دولار في عام 2022.
ورداً على طلب للتعليق، قالت منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” إنها تلقت تقارير أخرى تفيد بأنَّ صندوق المجتمع اليهودية يمنع توجيه التبرعات إليها.
“الصندوق المجتمعي للفصل العنصري”
ووفقاً للموقع الأمريكي، فإن شنول أخبرت بولاغ بأنَّ منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” خالفت واحداً على الأقل من المعايير الثلاثة التي يجب على المنظمة استيفاؤها لتكون مُؤهَلة للحصول على التبرعات المقدمة من خلال صندوق المجتمع اليهودي.
وأوضحت شنول أنه إذا كانت منظمة ما معادية للسامية، أو تنكر حق إسرائيل في الوجود، أو تشارك في نشاط غير قانوني، فهي غير مؤهلة للتبرع.
وترفض منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” قيام دولة على مبدأ التفوق اليهودي، وتعارض الصهيونية، لكن ليس دولة إسرائيل بشكل عام. وتدعو المجموعة إلى إقامة دولة واحدة تتمتع بحقوق مدنية وسياسية عالمية للجميع، بغض النظر عن الدين أو العرق.
وقال بولاغ إنه، على حد علمه، فإنَّ صندوق المجتمع اليهودي لا يمنع التبرعات من الذهاب إلى المنظمات المتورطة في المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية.
وقبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان بولاغ يوجّه مساهماته بنجاح إلى منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” عبر صندوق المجتمع اليهودي، لكن بعدها، لم تُحجَب عن التبرعات سوى “الصوت اليهودي من أجل السلام”.
وقال بولاغ: “من خلال إغلاق الأبواب أمام اليهود الذين يدعمون الحقوق المتساوية للجميع، ينتهك الصندوق المجتمعي اليهودي القيم اليهودية للنقاش والعدالة الاجتماعية.
وتابع: “يجب عليهم التوقف عن تسمية أنفسهم بالصندوق المجتمعي اليهودي والبدء في استخدام لقب صندوق الفصل العنصري المجتمعي. وأنا أعكف حالياً على استكشاف خيارات سحب أموالي من الصندوق وتوجيهها إلى صندوق آخر إما غير متحيز أو يتماشى مع قيمي. وأؤيد مقاطعة صندوق المجتمع اليهودي حتى يغير سياسته”.