طرح مشرّعون من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا تساؤلات حول كيفية عمل الرصيف البحري لتوصيل المساعدات إلى سكان غزة؛ إذ أثار الوضع تساؤلات العديد حول ما إذا كان الرئيس سيرسل الجنود الأمريكيين دون خطة واضحة، وما إذا كان هذا المشروع الباهظ وربما الخطير ضرورياً من الأساس، حسب ما نشرته مجلة Politico الأمريكية.
وتحوم الأسئلة حول العملية على الرغم من إبحار خمس سفن تابعة للجيش الأمريكي من الساحل الشرقي متجهةً إلى غزة في الأسبوع الجاري. حيث طلب عدد من الديمقراطيين البارزين عقد جلسات إحاطة؛ منهم رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مايك وارنر، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بن كاردن، والسيناتور كريس كونز الذي يُعد من حلفاء بايدن.
نواب أمريكيون ينتقدون مشروع الرصيف العائم في غزة
وقال كونز: “يتمثل أحد مخاوفي في مسألة تأمين هذه العملية على وجه التحديد. لأن الجيش الأمريكي سيكون معرضاً لخطرٍ أكبر إذا شوهد وهو يبني الرصيف ويشغله” على حد قوله، فيما قال السيناتور ريتشارد بلومنثال، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة، إن لديه “أسئلة جادة للغاية حول كيفية تنفيذ البناء مع ضمان سلامة جنودنا”.
وانتقد الجمهوريون الخطوة من جانبهم. حيث قال رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب مايك روجرز، بعد جلسة إحاطته في البنتاغون الأربعاء 13 مارس/آذار، إنه ليس متأكداً من كيفية عمل الأمر برمته، ولا يعلم كذلك ما إذا كان بناء الرصيف سينتهي في الوقت اللازم لصنع الفارق.
كما يريد روجرز معرفة ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستوفر التأمين اللازم لتوزيع المساعدات، وقال روجرز: “لقد أطلعوني على ما يفعلونه، لكن الأسئلة التي لا يستطيع أحد إجابتها هي من سيوفر التأمين؟ ومن سيوفر السائقين؟ ومن سيحمل المساعدات ويفرغها؟”.
مشروع الرصيف العائم في غزة
يأتي هذا في وقت تُواصل فيه الإدارة البحث عن حلول لعدد من قطع اللغز المهمة، مثل هوية من سيحمي القوات الأمريكية ومن سيوزع المساعدات. كما أن المسؤولين ليست لديهم خطة لتثبيت الجسر الذي سيربط الرصيف البحري بالشاطئ. ولا يستطيع أفراد الجيش الأمريكي تأدية تلك المهام لأن بايدن وعد بعدم نشر القوات الأمريكية على الأرض في غزة.
وأقر أحد المسؤولين الأمريكيين بأن هذا النهج هو أبعد ما يكون عن المثالية. وتبذل إدارة بايدن “كل ما في وسعها” لزيادة المساعدات التي تدخل غزة براً، لكن “من الواضح أن هذا ليس كافياً” بحسب المسؤول الذي تحدث شرط السرية.
واعترف المسؤول كذلك بأنهم لم يحسموا بعض التفاصيل بعد، لكنه أشار إلى أن الوقت لا يزال سانحاً لمناقشة تلك الأمور.
فيما قال مسؤولٌ بوزارة الدفاع إن مسؤولي الحكومة الأمريكية يجرون محادثات مع الشركاء الدوليين، مثل الإسرائيليين والأطراف الثالثة التي تتعامل مع حماس مباشرةً، من أجل إجابة الأسئلة التي يطرحها المشرّعون.
وتحاول الولايات المتحدة تخفيف “المخاطر” على أفراد الجيش بحسب المسؤول.
لكن بعض المسؤولين يقولون إن الأحداث الأخيرة تجعل الرصيف البحري زائداً عن الحاجة. حيث قال مسؤول دفاعي ثانٍ إن الفكرة بدأت “كحلٍ للالتفاف على حقيقة عدم سماح إسرائيل لنا بإدخال أي شاحنات”. لكن المغرب فتح طريقاً برياً لتوصيل المساعدات إلى غزة في الأيام الأخيرة، ويبدو أن الرصيف البحري لا داعي له الآن.
حيث قال المسؤول الدفاعي: “إذا كان المغرب سيبدأ في إدخال الشاحنات اليوم أو غداً، أي بشكلٍ فوري، فلماذا نبني هذا الرصيف البحري من الأساس؟”.