عقد مئات الموظفين في الحكومة البريطانية سلسلةً من الاجتماعات؛ لمناقشة كيفية إجبار الحكومة على تغيير سياستها تجاه حرب إسرائيل على غزة، وتضمّنت تلك الاجتماعات استخدام عدد من الاستعارات المعادية للسامية، بحسب ما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 15 مارس/آذار 2024.
الصحيفة أوضحت أن أحد المسؤولين المشاركين في الندوات عبر الإنترنت قال للموظفين الحكوميين إن “اللوبي الإسرائيلي” له “تأثير خبيث” على السياسات البريطانية، وهي استعارة شائعة بين أعداء السامية.
ووفقاً للصحيفة، فقد شارك معهم بعض الاقتباسات من محاضرةٍ ألقاها لوكي، مغني الراب المناهض للصهيونية والمثير للجدل، زاعماً أن الإعلام الغربي يتستّر على مشاركة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الحرب ضد حماس.
وأوضح الموظف الحكومي لزملائه: “هذا يعني أننا في بطن الحوت من هذا المنطلق”. كما زعم المسؤول نفسه أن وسائل الإعلام الرائجة “منحازة ومليئة بالأكاذيب”.
شبكة مسلمي الخدمة العامة
وصدرت هذه التعليقات خلال اجتماعات شبكة مسلمي الخدمة العامة، وهي شبكة حكومية تمثل وتدعم الموظفين المسلمين في الحكومة، رغم أن حاضري الاجتماعات لا يُشترط أن يكونوا مسلمين.
وجرى تنظيم العديد من ندوات الإنترنت بواسطة شبكة مسلمي الخدمة العامة لنقاش موقف الحكومة من حرب إسرائيل على غزة، كما عُقِدت الندوات أثناء ساعات العمل، واستمر بعضها لأكثر من 90 دقيقة بحضور ما يصل إلى 595 موظفاً.
وتسلّمت صحيفة التايمز مذكرةً بتلك الاجتماعات من إعداد بعض موظفي الحكومة، الذين زاد قلقهم حيال التعليقات المعادية للسامية من أفراد شبكة مسلمي الخدمة العامة.
تعليق عمل الشبكة
وفي مساء الجمعة، 15 مارس/آذار، أمر نائب رئيس الوزراء أوليفر دودن، بتعليق عمل الشبكة وكل أنشطتها فوراً في انتظار التحقيق، وذلك بعد علمه بأمر الاجتماعات. ويواجه الشخص الذي عقد تلك الاجتماعات إجراءات تأديبية.
يعمل المسؤول المعني في وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية، ولا يمكن ذكر اسمه لأسباب قانونية. وقد وصف الحرب في غزة بأنها “معركةٌ بين الخير والشر” خلال اجتماع في شهر ديسمبر/كانون الأول، مشيراً إلى أن إسرائيل تقف في صف الشر، وأن حماس تساند الخير.
وساهمت الندوات عبر الإنترنت في تعليم موظفي الحكومة كيفية “الضغط على” و”مناشدة” كبار المسؤولين لتغيير مواقفهم واتخاذ موقف أكثر تشدداً ضد إسرائيل، وكذلك كيفية التصرف بـ”استراتيجية وذكاء” لتجنب الإجراءات التأديبية.
وطالبت الاجتماعات موظفي الحكومة بارتداء السلاسل والشارات وأغطية الرأس المناصرة لفلسطين داخل مكاتب الحكومة، وذلك لإظهار الدعم للفلسطينيين.
فضلاً عن مطالبة الموظفين الحكوميين باستخدام مواقع الويب والتطبيقات التي تساعد في مقاطعة المنتجات الإسرائيلية. وقد شارك الموظفون قائمة الشركات التي قاطعوها مثل Marks Spencer وماكدونالدز وستاربكس.