انعقد في اليمن اجتماع نادر بين قيادات من فصائل فلسطينية أبرزها حركة حماس، وجماعة الحوثيين اليمنية، لمناقشة “آليات تنسيق أعمال المقاومة” ضد الاحتلال الإسرائيلي في ظل الحرب في غزة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، السبت 16 مارس/آذار 2024.
ونقلاً عن مصادر فلسطينية وحوثية، أوردت وكالة الأنباء الفرنسية، أن اجتماعاً نادراً عُقد الأسبوع الماضي بين قيادات من فصائل فلسطينية أبرزها حركة حماس، وجماعة الحوثيين اليمنية، لمناقشة “آليات تنسيق أعمال المقاومة”.
حيث أكد مسؤول حوثي، دون الكشف عن اسمه، أن الاجتماع “عُقد في بيروت”، وناقش “توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الاحتلال، وهو ما أعلنه زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي” الخميس.
وشدد زعيم الحوثيين في اليمن، في كلمة ألقاها ليل الخميس، على أنه سيتم توسيع نطاق الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل؛ لتشمل تلك التي تتجنب العبور في البحر الأحمر وتُبحر في المحيط الهندي باتجاه المسار البديل في أقصى جنوب أفريقيا.
وأضاف المسؤول الحوثي: “نحن ننسق مع المقاومة منذ بداية عملية طوفان الأقصى”، في إشارة إلى هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب مصدر فلسطيني ثانٍ، طلب بدوره عدم نشر اسمه، فإن الاجتماع ناقش أيضاً “تكاملية دور أنصار الله مع الفصائل الفلسطينية، خصوصاً مع احتمال اجتياح إسرائيل لرفح” في أقصى جنوب القطاع.
وفي وقت سابق، أعلنت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن طهران وواشنطن عقدتا اجتماعات سرية بخصوص هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والميليشيات التابعة لإيران في المنطقة ووقف إطلاق النار في غزة.
ووفق نفس المصدر، فإن هذه المحادثات عُقدت في عاصمة سلطنة عمان، مسقط، في 10 من شهر يناير/كانون الثاني الماضي وترأس الوفدين: من الجانب الإيراني علي باقري كاني نائب وزير الخارجية الإيراني، وكبير المفاوضين النوويين وبريت ماكغورك منسق الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط.
نيويورك تايمز أفادت، نقلاً عن مسؤولين أن إيران اشترطت من أجل استغلال نفوذها لوقف هجمات الحوثيين وقف إطلاق النار في غزة.
وبشأن المحادثات في اليمن، قال أحد هذه المصادر الفلسطينية، طالباً عدم نشر اسمه، إن “اجتماعاً مهماً عُقد الأسبوع الماضي شارك فيه قادة كبار من حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع حركة أنصار الله اليمنية”.
وأضاف أنه خلال هذا الاجتماع “تمت مناقشة آليات التنسيق بين هذه الفصائل بشأن أعمال المقاومة في المرحلة المقبلة”.
ومنذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، يستهدف الحوثيون سفناً تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، أو متجهة إلى موانئها. وهم يضعون هجماتهم في إطار إسناد قطاع غزة في ظل الحرب المتواصلة منذ أكثر من 5 أشهر.
ودفعت هجمات الحوثيين شركات شحن كثيرة إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لأسبوع على الأقل، ويزيد كلفة النقل.
ولمحاولة ردع الحوثيين و”حماية” الملاحة البحرية، تشن القوّات الأمريكية والبريطانية منذ 12 يناير/كانون الثاني ضربات على مواقع تابعة لهؤلاء الحوثيين في اليمن.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف سفن أمريكية وبريطانية، معتبرين أن مصالح هذين البلدين أصبحت “أهدافاً مشروعة”.