أحدث جدعون ساعر انفجاراً سياسياً في تل أبيب بعد إعلانه انفصاله عن الشراكة مع “بيني غانتس”، وهو ما أدى فعلياً إلى نهاية تحالف “معسكر الدولة”.
كما أرسل ساعر إنذاراً نهائياً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت 16 مارس/آذار 2024، قائلاً فيه: “إذا لم أدخل مجلس الحرب في غضون أيام قليلة، فسوف أستقيل من الحكومة”، بحسب ما نقلته صحيفة Maariv الإسرائيلية، السبت.
وادعى أن هناك اختلافاً أيديولوجياً بينه وبين غانتس، وأضاف: “الشراكة انكسرت منذ زمن طويل، لكن الحرب أعادت نظاماً يومياً لم يكن موجوداً من قبل”.
وقال ساعر: “عندما أنتقد مجلس الحرب، فإنني أنتقد الهيئة التي يجلس فيها نتنياهو وغانتس، وهذا ليس انتقاداً شخصياً على الإطلاق مثل النقد الذي كان في عملية الجرف الصامد، الذي كان يتعلق بنتنياهو وغانتس، وكذلك حارس الجدار، الأمر ليس مسألةً شخصية”.
وختم قائلاً: “قبل الحرب لم أكن أؤيد نتنياهو، وبعد الحرب لن أدعم نتنياهو. الدولة بحاجة إلى تصحيح”.
الخلافات تتوسع
وقدّرت مصادر في المنظومة السياسية، أنه من المحتمل ألا تستطيع حكومة الحرب الإسرائيلية الاستمرار بناءً على طريقة إدارتها الحالية، لا سيما بعد الخلافات مع غانتس التي تضمنت تفكيك “معسكر الدولة”، ومطالبة جدعون ساعر بالانضمام إلى الحكومة المصغرة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأربعاء 13 مارس/آذار 2024.
ورغم وجود عدد من القضايا الحساسة على جدول الأعمال، فإن الخلافات في حكومة الحرب تتفاقم، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يجد نفسه في معضلة بسبب التوتر بينه وبين الوزير بيني غانتس، والتي تضمنت تفكيك حزب “معسكر الدولة”.
فمن ناحية، يرفض غانتس الالتزام بمنح نتنياهو رصيداً سياسياً، بينما يعبر ساعر عن نفسه بانضباط أكبر ويمنح رئيس الوزراء مساحةً للمناورة حتى في حال تقاعد غانتس. لكن أعضاء بارزين في التحالف يقولون إن قرار نتنياهو ضم ساعر سيؤدي إلى طلب انضمام فوري مماثل من سموتريتش، وذلك بعد إرسال بن غفير طلبه هو الآخر بالفعل.
وبافتراض أنه لن يكون بالإمكان ضم كليهما إلى الحكومة المصغرة، يتوقع البعض أن يفضل نتنياهو في موقفٍ كهذا العودة إلى شكل المجلس السياسي-الأمني الموسع، والاستمرار في إجراء المحادثات الحساسة مع وزير الدفاع يوآف غالانت بمفرده.
لكن البعض داخل المنظومة السياسية تساءل عما إذا كان رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، قد يدخل الحكومة أيضاً بعد ساعر. لكن ليبرمان نفى تلك الفكرة عندما قال إنه لا ينتوي ذلك، وإن وقت انضمامه إلى حكومة الحرب قد ولّى.
واليوم، أعرب غانتس عن معارضته العلنية انضمام ساعر إلى الحكومة المصغرة، وأردف أنه “لا داعي لإصلاح الآلة التي تعمل جيداً”.
في جميع الأحوال، تتوقع المصادر السياسية أن تشهد الفترة المقبلة بعض الأحداث السياسية الكبرى في ما يتعلق برغبة ساعر في تقديم نفسه في حزب يميني جديد ومنفصل، وأن ينضم إلى قوى أخرى.
يأتي كل هذا بالتزامن مع الأزمة بين غانتس ونتنياهو، والتي من المُعتقد أنها تدهورت أكثر بعد زيارة رئيس “معسكر الدولة” لواشنطن، وذلك دون الحصول على موافقة مسبقة من رئيس الوزراء.