قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد 17 مارس/آذار 2024 خلال خطاب ألقاه في وسط موسكو، بعد أن أظهرت النتائج الأولية فوزه في الانتخابات الرئاسية الروسية بأغلبية ساحقة، إن على بلاده أن تنجز المهام المرتبطة بما يصفها “بالعملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا وتعزيز قوة الجيش، مشيراً إلى أن ذلك على رأس الأولويات.
فوز بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية بأغلبية ساحقة
الرئيس الروسي، قال كذلك إنه سيبذل كل ما في وسعه لإنجاز تلك المهام والأهداف التي يعتبرها هو وإدارته من الأولويات. وقد حقق بوتين فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية الأحد، ليعزز قبضته على السلطة، رغم مشاركة آلاف المعارضين في احتجاجات بمراكز التصويت في اقتراع قالت الولايات المتحدة إنه افتقر إلى الحرية والنزاهة.
وبالنسبة لبوتين، الضابط السابق بجهاز المخابرات السوفييتية (كي.جي.بي) الذي صعد إلى السلطة لأول مرة في عام 1999، فإن النتيجة تؤكد أنه ينبغي لزعماء الغرب أن ينتبهوا إلى أن روسيا ستكون أكثر جرأةً، سواء في السلم أو الحرب لسنوات عديدة مقبلة.
وتعني النتائج الأولية أن بوتين (71 عاماً) سيضمن بسهولة فترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات، ستجعله يتفوق على جوزيف ستالين ليصبح أطول زعماء روسيا بقاءً في المنصب منذ أكثر من 200 عام.
وذكر استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أجرته مؤسسة الرأي العام (إف.أوه.إم) أن بوتين فاز بنسبة 87.8% من الأصوات؛ وهي أعلى نتيجة على الإطلاق في روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي. ومنح مركز أبحاث الرأي العام الروسي بوتين 87% من الأصوات. وتشير النتائج الأولية الرسمية إلى دقة نتائج استطلاعات الرأي.
وأظهرت النتائج أن المرشح الشيوعي نيكولاي خاريتونوف جاء في المركز الثاني بنسبة تقل قليلاً عن 4%، بينما حل الوافد الجديد فلاديسلاف دافانكوف في المركز الثالث، وجاء المرشح القومي المتطرف ليونيد سلوتسكي في المركز الرابع.
أمريكا تهاجم الانتخابات الروسية
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: “من الواضح أن الانتخابات ليست حرة ولا نزيهة بالنظر إلى الطريقة التي قام بها السيد بوتين بسجن المعارضين السياسيين ومنع الآخرين من الترشح ضده”.
وتأتي الانتخابات بعد ما يزيد قليلاً على عامين منذ أطلق بوتين شرارة أعنف صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية عندما أمر بغزو أوكرانيا. ووصف بوتين الغزو بأنه “عملية عسكرية خاصة”.
وخيّمت أجواء الحرب على الانتخابات التي استمرت ثلاثة أيام وجهت خلالها أوكرانيا هجمات متكررة على مصاف روسية للنفط، وقصفت مناطق روسية أخرى، وسعت عبر وكلاء لاختراق الحدود الروسية في تطور قال بوتين إنه لن يمر دون عقاب.
ورغم أن إعادة انتخاب بوتين لم تكن موضع شك؛ نظراً لسيطرته على روسيا وغياب أي منافسين حقيقيين، فإن رجل المخابرات السابق أراد أن يُظهر أنه يحظى بدعم ساحق من الروس. وقال مسؤولو الانتخابات إن نسبة المشاركة على مستوى البلاد بلغت 74.22% بحلول الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش عندما أغلقت مراكز الاقتراع، متجاوزة مستويات 2018 البالغة 67.5%.
ودعا مؤيدو أبرز معارضي بوتين، الراحل أليكسي نافالني الذي توفي في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي في فبراير/شباط الماضي، الناخبين إلى المشاركة في احتجاج تحت شعار “الظهيرة ضد بوتين” لإظهار معارضتهم لزعيم يتهمونه بالفساد والاستبداد.
ولم يتسنّ الحصول على إحصاء مستقل لعدد المشاركين في الاحتجاجات في ظل إجراءات أمنية مشددة للغاية شملت عشرات الآلاف من أفراد الشرطة. ويصل عدد الناخبين المؤهلين للتصويت في روسيا إلى 114 مليون.
ولاحظ صحفيو رويترز زيادة طفيفة في تدفق الناخبين، لا سيما الشباب، في وقت الظهيرة ببعض مراكز الاقتراع في موسكو وسان بطرسبرغ ويكاترينبرغ، إذ تشكلت طوابير تضم عدة مئات من الأشخاص وربما آلاف.