أعلنت إسرائيل، الإثنين 18 مارس/آذار 2024، اعتزامها القيام بما أسمته “نشاطاً ضخماً” في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، بعد أن تجلي الفلسطينيين إلى المنطقة الغربية من المدينة، في حين ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 31 ألفاً و726 فلسطينياً.
إذ قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لهيئة البث العبرية (رسمية): “بالطبع سنتحرك في رفح (على الحدود مع مصر)، وقبل النشاط الضخم، سنجلي المواطنين من هناك، ليس إلى الشمال، بل إلى المنطقة الغربية”.
وفي الأسابيع الماضية، أعلن مسؤولون إسرائيليون مراراً رفضهم عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله باتجاه السياج الحدودي الفاصل مع إسرائيل.
وتابع كاتس: “توجد دول عربية (لم يسمها) يمكنها في إطار إنساني أن تساعد في نصب خيام أو أشياء أخرى، ولا مصلحة لنا في قتال سكان رفح”.
تحذيرات من اجتياح رفح
ومنذ فترة، تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات أي اجتياح بري إسرائيلي لرفح التي تؤوي نحو 1.4 مليون نازح فلسطيني دفعهم الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة؛ بزعم أنها آمنة، ثم شنّ عليها لاحقاً هجمات أسقطت قتلى وجرحى.
كاتس اعتبر أنه “عندما يتعين علينا التحرك في رفح، لا أرى فجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك إجلاء المدنيين”.
ويأتي تصريح كاتس غداة تأكيد متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن بلاده لن تدعم أية عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح “دون وجود خطة قابلة للتنفيذ تضمن أمن وسلامة 1.5 مليون نازح”.
وفي 15 مارس/آذار الجاري أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، أن الأخير “صدّق على الخطط للقيام بعملية عسكرية في رفح، والجيش يستعد لإجلاء السكان”.
حصيلة جديدة من الشهداء
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الإثنين 18 مارس/آذار 2024، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 31 ألفاً و726 فلسطينياً، في حين قال وزير خارجية إسرائيل إن تل أبيب ستقوم بنشاط ضخم في رفح بعد إجلاء سكانها غرباً.
وزارة الصحة قالت في بيان إن أكثر من 31 ألفاً و726 فلسطينياً استشهدوا، وأصيب 73 ألفاً و792 في الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
البيان أضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 8 مجازر ضد العائلات خلال 24 ساعة أسفرت عن 81 شهيداً و116 مصاباً.
يأتي ارتكاب المجازر الإسرائيلية تزامناً مع طلب جيش الاحتلال من السكان والنازحين في حي الرمال ومستشفى الشفاء شمال قطاع غزة المغادرة فوراً إلى جنوب القطاع.
في وقت سابق الإثنين شن جيش الاحتلال عملية عسكرية مركزة في مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء؛ ما أدى إلى مثول إسرائيل، في سابقة تاريخية، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يعيش حوالي 2.3 مليون فلسطيني؛ ما تسبب في شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، في ظل وجود حوالي مليوني نازح.