أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، مساء الإثنين، 18 مارس/آذار 2024 أن العملية العسكرية بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة سوف تستمر “الليلة أيضاً”، وذلك في الوقت الذي استشهد فيه عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية منزلاً في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة.
العملية العسكرية بمجمع الشفاء الطبي
زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في تصريح متلفز للإعلام، أنه “بحسب معلومات استخباراتية دقيقة من الشاباك (جهاز الأمن العام) وأمان (الاستخبارات العسكرية)، فإن مخربي حماس، ومن بينهم القادة الميدانيون اختبأوا في المستشفى وحولوه إلى مقر عملياتي قادوا من خلاله العمليات الإرهابية والقتال”.
وتابع: “لقد راقبنا المبنى لفترة طويلة، وانتظرنا التوقيت الأنسب للتحرك”. وأوضح هاغاري أن “قوات شايطيت 13 (وحدة كوماندوز تابعة للبحرية الإسرائيلية)، سيطرت على المستشفى وبعض المباني في هذا المجمع، كما قامت قوات إضافية بمحاصرة المبنى لمنع هروب مخربين، وقامت القوات الجوية بتوفير الغطاء الجوي”.
وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “سيواصل العمل في المستشفى الليلة أيضاً، وهناك مبانٍ إضافية لتمشيطها، ومخربون موجودون في المنطقة نعرف بشأنهم، وقد استسلم العشرات منهم بالفعل، ويخضعون للتحقيق”، على حد زعمه.
وحتى الساعة 18:45 (ت.غ)، لم تعلق حركة حماس على تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
مقتل جندي إسرائيلي
في وقت سابق الإثنين، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن أحد جنوده قتل لدى محاولة اقتحام إحدى قواته مجمع الشفاء الطبي، ومنذ فجر الإثنين، تواصل قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المجمع الطبي، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله.
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في وقت سابق الإثنين، أن تل أبيب اغتالت فايق المبحوح منسق عمليات إدخال المساعدات إلى الشمال، فيما اعتبرت حماس عملية الاغتيال محاولة إسرائيلية لنشر الفوضى في القطاع.
وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المجمع، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.
قصف إسرائيلي على جباليا
في حين استشهد عدد من الفلسطينيين، الإثنين، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية منزلاً في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة.
وأفادت “الأناضول” نقلاً عن شهود عيان، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف منزلاً يعود لعائلة البنا في بلدة جباليا شمالي القطاع، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى (دون تحديد عددهم).
وأشار الشهود إلى أن الطواقم الطبية وأفراد الدفاع المدني يقومون بانتشال الجثامين والجرحى من المنزل ومحيطه، وبنقلهم إلى مستشفيات الشمال. وذكروا أن القصف أسفر عن تدمير المنزل بالكامل، وتسبب في دمار واسع للمنازل وممتلكات المواطنين.
عرقلة دخول المساعدات
من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جيمي ماكجولدريك إن أي هجوم إسرائيلي على رفح سيعرقل توزيع المساعدات في غزة؛ لأنه لن يكون بوسع المنظمة تجهيز إمدادات كافية للنازحين الفارين من تلك المنطقة.
وأضاف في حديثه للصحفيين في جنيف عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من القدس أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ليس بوسعه التخطيط لعملية مساعدات لغزة لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام مقبلة بسبب الظروف التي وصفها بأنها غير واضحة وغير مستقرة. وقال: “سيكون سيناريو صعباً حقاً بالنسبة لنا أن نتصور احتمال إجبار مئات الآلاف من الناس على مغادرة رفح بسبب التوغل”.
وتابع: “لسنا في وضع يسمح لنا بوضع خطة طوارئ للتعامل مع ذلك. ولسنا في وضع يسمح لنا بتوفير المأوى والمواد والغذاء والإمدادات الطبية والمياه على وجه الخصوص.. ستكون مشكلة حقيقية بالنسبة لنا”.
وفي تحدّ للنداءات الدولية لوقف عمليتها العسكرية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيمضي قدماً في خطة اجتياح رفح الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة والتي يلوذ بها ما يزيد على نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يقيمون في خيام مؤقتة بعد أن فروا من الهجوم الإسرائيلي على شمال القطاع.
وقال ماكجولدريك: “إذا حدث توغل، فإن نظام (المساعدات) الذي لدينا، والذي هو بالفعل غير مستقر ومتقطع، سوف ينهار”. وأفاد تصنيف عن معدلات الجوع عالمياً اليوم الإثنين، بأن النقص الشديد في الغذاء ببعض أجزاء قطاع غزة تجاوز بالفعل مستويات المجاعة، وأن الموت الجماعي أصبح الآن وشيكاً ما لم يُبرم اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار.
نقص الغذاء في غزة
جاء في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي تعتمد وكالات الأمم المتحدة على تقييماته، أن 70% من الناس في أجزاء من شمال غزة يعانون الآن من أشد مستويات نقص الغذاء وهو ما يتجاوز بكثير مستوى المجاعة البالغ 20%.
ويستخدم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مجموعة معقدة من المعايير الفنية. والمعيار الأكثر خطورة هو المرحلة الخامسة التي تتكون من مستويين، الكارثة والمجاعة.
ويجري قياس حدوث مجاعة عندما يعاني ما لا يقل عن 20% من السكان من نقص حاد في الغذاء، ويعاني طفل من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد، ويموت اثنان من كل 10 آلاف شخص يومياً بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.
في حين قالت إسرائيل إنها ستفتح المزيد من الطرق البرية وستسمح بوصول الشحنات البحرية والإسقاط الجوي للمساعدات. ووصلت قبل أيام أول سفينة مساعدات إلى غزة.
وتقول وكالات الإغاثة إنها لا تزال غير قادرة على إيصال الإمدادات الكافية أو توزيعها بأمان، وخصوصاً في الشمال، وإن دخول المساعدات وتأمينها مسؤولية إسرائيل.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.