تستعد سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإجبار مجموعة من المرضى الفلسطينيين الذين كانوا يُعالَجون في مستشفيات القدس الشرقية على العودة إلى غزة هذا الأسبوع؛ إذ تضم المجموعة المكونة من 22 فلسطينياً من غزة خمسة أطفال حديثي الولادة وأمهاتهم، ومرضى سرطان في فترة النقاهة، وعدداً قليلاً من المرافقين، وفقاً لمسؤولين في مستشفيات القدس الشرقية، حسب ما نشره موقع شبكة CNN الأمريكية.
ومن المتوقع أن يستقل المرضى المُدرَجون في تلك القائمة، التي اطلعت عليها شبكة CNN، الحافلات المتجهة إلى معبر كرم أبو سالم على الحدود بين إسرائيل وغزة الأربعاء 20 مارس/آذار.
“غزة لم تعد كما كانت”
ومن بينهم نعمة أبو جرارة، التي حضرت من رفح إلى القدس الشرقية وهي حامل بتوأم وأنجبت في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول. ومنذ ذلك الحين، كل ما يعرفه توأمها هو الأمان في غرفة في مستشفى المقاصد. لكن سرعان ما سينهار ذلك وتحل محله حقيقة الحرب، وتساءلت نعمة باكية: “إذا عدت مع التوأم … أين أذهب بهما؟ من أين يمكنني الحصول على الحفاضات والحليب؟ غزة لم تعد كما كانت”.
وقالت عن الجيش الإسرائيلي: “قد أعود ثم يغزون رفح” لكن البقاء في القدس الشرقية لم يعد خياراً.
ورداً على استفسار شبكة CNN، أكد مكتب منسق الأنشطة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين أنَّ الفلسطينيين من غزة “الذين لا يحتاجون إلى مزيد من الرعاية الطبية” سيُعادون إلى القطاع، وسيعمل المكتب على تنسيق عودتهم مع منظمات الإغاثة الدولية.
الاحتلال يجبر فلسطينيين على العودة إلى غزة
ومثل جميع الأشخاص المُدرَجين في قوائم الإعادة الذين تحدثت معهم شبكة CNN، تقول نعمة أبو جرارة إنها ممزقة بشدة بين الأمان في القدس الشرقية والحنين إلى عائلتها -وبيتها الذي تغير دون رجعة بسبب الهجوم الجوي والبري المتواصل الذي يشنه الاحتلال على مدى أشهر.
وقالت أسماء الدبجي، وهي أم أخرى: “ابنتي هناك، وهي في حاجة لي. في كل مرة تتحدث معي تسألني متى سأعود. في كل مرة تكون هناك غارة جوية، يذهب الأطفال لاحتضان أمهاتهم، لكن ابنتي لا تجد من يعانقها”.
ولأنها ممرضة، تقول أسماء إنها أمضت الحرب وهي تشعر وكأنها خانت واجبها المهني بتقديم المساعدة وأضافت: “لقد فقدت 43 من زملائي. وفقدت أفراداً من أسرتي وأصدقاء وجيراناً. لقد سُوّي منزلي بالأرض. وأخشى أن أعود وأندم فجأة على تعريض طفلي حديث الولادة للخطر”.
وقال مسؤولو مستشفيات القدس الشرقية لشبكة CNN إنَّ هذه ليست المرة الأولى التي يعود فيها مرضى غزة الذين يتلقون العلاج في مستشفيات القدس الشرقية إلى منازلهم منذ اندلاع الحرب، لكنها المرة الأولى التي يُجبَرون فيها على ذلك.
وقال المدير التنفيذي لمستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس الشرقية، الدكتور فادي الأطرش: “رفضنا إعادتهم، وتوصلنا إلى اتفاق على أنهم ما زالوا تحت العلاج”.
لكنه أضاف أنَّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي واصلت الضغط عليه، مشيراً إلى أنه لم يعد أمامهم أي خيار.