انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو توثق للجحيم الذي عاشه الفلسطينيون خلال هجوم الاحتلال على مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، من بينها مقطع مؤثر يصوّر طفلاً فلسطينياً هارباً مذعوراً بعد الهجوم الذي بدأ فجر الإثنين 18 مارس/آذار 2024.
حيث بكى الطفل الذي كان محاصراً في المستشفى بمرارة وأقسم أنه خائف، وقال: “وحياة ربنا خايف”، لكن رغم الجوع، لم يكن يرغب سوى بإيجاد مكان آمن، وهو يحمل سرير شقيقه الصغير ويمضي.
فيما قال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على موقع إكس: “هالطفل بالشمال تحمل 164 يوماً من القصف والجوع والحصار، اليوم أمام الكاميرا قال إنُّه بَطَّل إِلُه نِفس وخايف. إلى متى يا الله؟”. وأضاف آخر: “هذا كلام طفل صغير المفروض يكون يلعب بألعابه ويكون عايش بأمان”.
يأتي ذلك بينما دخلت دبابات وعربات عسكرية ثقيلة ساحات مجمع الشفاء؛ ما أدى لمحاصرة الآلاف داخل غرف وأروقة المستشفى، من بينهم مئات من المرضى والكوادر الطبية وآلاف النازحين.
في حين ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه اعتقل أكثر من 80 شخصاً، من بينهم نشطاء من حماس خلال مداهمته للمستشفى، قالت وزارة الصحة في غزة إن حريقاً اندلع عند مدخل المجمع؛ ما أدى إلى حدوث حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين.
فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء 19 مارس/آذار، سقوط 250 مدنياً فلسطينياً بين شهيد ومصاب؛ جراء استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة.
إذ قال المكتب في بيان: “أثناء هجوم الاحتلال على مجمع الشفاء الطبي، الإثنين، أطلقت القوات النار والقذائف والصواريخ بكثافة تجاه المرضى والنازحين والمدنيين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 250 مدنياً، كما أحرقوا بعض المرافق داخل المستشفى”.
كما أضاف البيان: “شارك في عملية اقتحام مجمع الشفاء الطبي المئات من جنود الاحتلال الإسرائيلي المدججين بالسلاح والكلاب البوليسية وعشرات الدبابات والطائرات المُسيّرة والمروحية”.
بينما تابع قائلاً: “تلقينا معلومات ميدانية عن إعدام جيش الاحتلال عدداً من الأطفال من بين الذين تم إعدامهم من المدنيين والمرضى والنازحين (في مجمع الشفاء ومحيطه)”.